تختتم مساء اليوم في العاصمة صنعاء فعاليات أعمال المؤتمر الرابع للاتحاد الخليجي لمكافحة أمراض السرطان والذي احتضنته صنعاء خلال الفترة 16 - 18 من فبراير الجاري تحت عنوان سرطان الرأس والعنق ، حيث يأتي المؤتمر كترجمة حقيقية لعمق التواصل الأخوي بين بلادنا ودول مجلس التعاون الخليجي وإضافة علمية جديدة لتبادل الأطباء والمختصين آخر الأبحاث والدراسات العلمية على صعيد مكافحة الأورام الخبيثة. (الجمهورية) حضرت فعاليات المؤتمر وأجرت اللقاءات التالية لمعرفة أهم مسببات هذه الأمراض الخطيرة والتي بدأت تنتشر بشكل مخيف في بلادنا. ظهور ومسببات المرض الدكتور عبدالرحمن عبدالله العوض رئيس الاتحاد الخليجي لمكافحة أمراض السرطان تحدث لنا بداية عن أهم مسببات أمراض السرطان حتى يتم التوعية بمسبباتها وبمخاطرها أيضاً فقال: }} المرض كما يعلم الاخوان الأطباء أول ما يبدأ يكون غيرمعروف سببه الرئيسي حيث تبدأ تغير الخلية طبيعتها لأن كل خلية في الجسم لها طابع خاص تستمر في التكاثر حسب حاجة الجسم فيحدث تغيير مفاجئ لهذه الخلية ، والخلايا هذه التي تغيرت بعد فترة إذا لم تتم السيطرة عليها تتكاثر والمعروف أن خلايا الجسم بعد فترة من العمر تموت لكن هذه الخلايا المصابة لا تموت إلا بعد أن تكون قد تكاثرت وبالتالي تضعف بشكل كبير المناعة في الجسم والخوف من السرطان هو عندما ينتشر من عضو إلى آخر في الجسم ، مثلاً سرطان المعدة يذهب إلى الرأس أو إلى الصدر وهذه هي خطورة هذا المرض بسبب عوامل لم تعرف حتى الآن تحول الخلية إلى سرطان هذا جانب ، والجانب الآخر يقال إن هناك أسباباً فيروسية تؤدي إلى بعض أنواع الأورام السرطانية ، وأيضاً هناك أسباب وعوامل أخرى مثل بعض التركيبات المضافة لبعض أنواع الأطعمة وهذه للأسف الشديد ليس عليها رقابة جيدة ومع الزمن بدأت الرؤية تتضح أن بعض هذه الإضافات والألوان والصبغات المضافة للطعام والمشروبات تؤدي إلى ظهور بعض الأنواع السرطانية ، أيضاً هناك عامل مهم جداً وهو العامل الوراثي وتزاوج الأقارب إذا كان في الأسرة بعض الأشخاص المصابين تزيد احتمالات الإصابة بالسرطان عند الأولاد لذلك زواج الأقارب بحسب الدراسات الحديثة يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض السرطانية والأمراض المستعصية أيضاً لأن الأولاد يرثون هذه الأمراض. تطور العلاجات وبالنسبة للعلاجات من كافة هذه الأورام السرطانية يقول الدكتور العوض:إن العلاج لهذه الأمراض قد تطور كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية مثل العلاج الاشعاعي والكيماوي والتي بدأت تعطي نتائج جيدة في معالجة هذه الأمراض غير أن الأهم من العلاجات الحديثة حسب الدكتور عبدالرحمن عبدالله العوض هو الكشف المبكر ويضيف قائلاً : - كلما كانت هناك معالجة وكشف مبكر كانت المعالجة سهلة لأن الخوف دائماً هو من الانتشار عندما يحل محل خلايا أخرى في جسم الإنسان لذلك التغلب على هذا المرض سهل دائماً عندما يكون هناك كشف مبكر. وأعد التدخين هو العدو الأول للإنسان والمسبب الرئيسي لأمراض السرطان وفي اليمن مسببات أخرى مثل مضغ القات أو الشمة وهذه من المسببات الرئيسية لأمراض سرطان الرأس والعنق . أما بالنسبة للأمراض السرطانية عند الأطفال فهي بسبب سرطان الدم والسبب الرئيسي فيها العوامل الوراثية وكذلك عدم الكشف المبكر لمثل هذه الأمراض ، وأيضاً تدخين الأم الحامل سبب رئيسي لاحتمالات إصابة الطفل بأمراض السرطان وليس بالضرورة أن تكون الإصابة عند الولادة وإنما خلال العشر السنوات الأولى من عمر الطفل وكما لاحظنا الحالات المصابة بالسرطان من الأطفال في الجمهورية اليمنية هم مصابون بسرطان الدم الناتج كما ذكرنا بسبب العوامل الوراثية وزواج الأقارب أو بسبب التدخين ، أما عند الكبار فالتدخين يسبب أمراض سرطان المثانة والمرئ والحلقوم وهذه من أخطر أمراض السرطان في العالم. ومكافحة التدخين هو من أهم وسائل القضاء على هذه الأمراض السرطانية والكشف المبكر يسهل كثيراً عملية العلاج قبل انتشار المرض وأتمنى أن لا تتخرج أي بنت من الثانوية العامة إلا وقد عرفت كيف تفحص ثدييها بنفسها لأن هذا يساعد كثيراً في علاج سرطان الثدي والذي يعتبر من الأمراض المنتشرة في اليمن وهذا الأمر لايوجد فيه أي عيب أن تفحص البنت بنفسها ، لأن أغلب الحالات تأتي بعد أن يكون المرض قد انتشر وهذه هي المشكلة وأتمنى أن يعرف المواطن دوره أكثر لأنه هو الذي يستطيع أن يقي نفسه من هذه الأمراض الخطيرة. طرق حديثة الدكتور نديم محمد سعيد مدير المركز الوطني لعلاج الأورام تحدث بداية عن أهمية المؤتمر العلمي لمكافحة أمراض السرطان فقال : }} كما يعلم الجميع العالم أصبح اليوم عبارة عن قرية صغيرة والمؤتمر يهدف إلى لم شمل الكثير من الأطباء العاملين في هذا المجال لتبادل الخبرات بين مختلف زملاء المهنة وذلك لبحث الطرق والأساليب الحديثة وفي تطورها الدائم من أجل ايجاد الحلول والمعالجات العلمية لهذه الأمراض الخطيرة ، وأوراق العمل المقدمة هي أوراق علمية حديثة ومهمة وإذا تم اتباع وتنفيذ ما جاء في هذه الأبحاث بالتأكيد فستكون النتائج جيدة وستحسن كثيراً من وضع المريض في اليمن أو في دول المنطقة ، خاصة انها سوف تناقش التدخل الجراحي لأمراض سرطان الرأس والعنق وكذلك العلاج بالأشعة وأيضاً العلاج بالعقاقير الكيماوية كذلك سيتم بحث طرق التشخيص الحديثة لهذه الأورام. ثلاثي خبيث وبالنسبة لأسباب ظهور هذه الأورام الخبيثة على مستوى الجمهورية اليمنية يقول الدكتور نديم محمد سعيد: هناك ثلاثي خبيث يسبب الأمراض الخبيثة هو: التدخين والشمة والقات ، وإذا تجنبنا هذا الثلاثي فسوف تنخفض نسبة الإصابة إلى أقل من 50% من نسبة الإصابة والأسباب الحقيقية مازالت غير معروفة لكن من خلال الدراسات والأبحاث أكدت أن التدخين والشمة من أهم العوامل وهناك مسببات أخرى ما زال العلم الحديث لم يتوصل إليها حتى اليوم لكن هناك في المجتمع بعض العوامل التي قد تكون من المسببات مثل عوادم السيارات ووجود الكسارات في أطراف المدن وأيضاً التلوث البيئي والوجبات المعلبة بشكل مستمر كل هذه وغيرها من المسببات إلى جانب العامل الوراثي الذي يعتبر مسبباً رئيسياً لهذه الأمراض الخطيرة والوقاية اليوم أصبحت معروفة والتي يجب على المواطن أن يركز عليها ، خاصة السلع المنتهية الصلاحية والتي تباع بشكل دائم مثل هذه يجب على المواطن أن يحذر منها بشكل كبير. الدكتورة سوسن الماضي أمين عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة قالت : }} بداية هذا المؤتمر أقيم على غرار المؤتمرات التي ينظمها الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان والذي يعقد في اليمن في دورته الحالية سوق يركز على أمراض سرطان الرأس والعنق والذي أعتقد أن نسبة الإصابة بهذا المرض في الجمهورية اليمنية عالية تقريباً مقارنة ببعض دول المنطقة ، وذلك لاشك يرجع لعدة أسباب لعل أهمها التدخين ومضغ القات ومضغ الشمة ، لذلك تم حشد هذا الكم الكبير من الأطباء لدراسة الأبحاث حول هذا المرض وكيفية علاجه بالطرق والأساليب الحديثة وكيفية الوقاية منه أيضاً وهذا لاشك هو الأهم ، ونأمل أن تكون هناك آلية تنفيذية لتوصيات المؤتمر التي بالتأكيد سوف تركز على تكثيف عملية التوعية والتنبيه لمخاطر التدخين والعادات الضارة الأخرى. وبالنسبة للتعاون القائم بين اليمن والاتحاد الخليجي لمكافحة أمراض السرطان قالت الدكتورة سوسن الماضي حول التعاون بين المؤسسة الوطنية لمكافحة أمراض السرطان وجمعية مرضى السرطان في دولة الإمارات العربية: والجمهورية اليمنية هي عضو في الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وأنا هنا أمثل جمعية مكافحة أمراض السرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة وطبيبة في أمراض الأورام نحن في الجمعية قمنا بالتبرع للمؤتمر بخمسة آلاف درهم + عشرة آلاف بروشور عن سرطان الرأس والعنق وسوف يوزع مجاناً على الأطباء المشاركين في المؤتمر وعلى كافة المهتمين والباحثين في هذا المجال في الجمهورية اليمنية ، وأعتقد أن الأهم الذي يجب أن يركز عليه المؤتمر هو طرق الوقاية من هذه الأمراض إلى جانب التعرف على الأبحاث المقدمة والتي ستكون في الغالب عن الاكتشافات الجديدة للطرق الحديثة لمعالجة أمراض السرطان لكن كما ذكرت لكم الوقاية هي الأهم وأيضاً الكشف المبكر لهذه الأمراض في المراحل الأولى أهم عوامل نجاح العلاج بإذن الله. إشادة ونصيحة وبالنسبة لدور المؤسسة في مكافحة هذا المرض قالت: }} حقيقة المؤسسة الوطنية لمكافحة أمراض السرطان في اليمن تقوم بجهد كبير جداً ولاشك أنها خففت كثيراً من آلام ومتاعب أمراض السرطان في اليمن ولكن كنصيحة لهم أتمنى أن يركزوا كثيراً على التوعية بمسببات هذه الأمراض وضرورة الكشف المبكر للورم. سرطان الرأس اوالعتق المؤتمر الرابع للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان يركز في دورته الحالية بالعاصمة صنعاء على مناقشة أبحاث سرطان الرأس والعنق والذي يؤكد الدكتور نديم محمد سعيد مدير المركز الوطني لعلاج الأورام أن نسبة الإصابة بهذا المرض في اليمن كبيرة جداً وتكاد تكون الأولى بين الرجال والسبب الرئيسي التدخين والشمة خاصة في المناطق الساحلية مثل تهامة والحديدة والذين يمضغون الشمة بشكل كبير ويوضح الدكتور أحمد الباردة رئيس دائرة العلاج بالإشعاع بالمركز الوطني للأورام حول أسباب الإصابة بسرطان الرأس والعنق قائلاً: }} الباحثون يؤكدون أن هناك سببين منفصلين للإصابة بسرطان الرأس والعنق وهما الإسراف في التدخين وكذلك تناول المشروبات الكحولية. وأضاف الدكتور الباردة: بأن سرطان الرأس والعنق يتضمن الأورام في الفم واللسان والأنف والتجاويف والحلق والغدد الليمفاوية في العنق وهي أورام مختلفة وعوامل خطر الإصابة لايبدو أنها تتطابق على الإطلاق ولا يوجد أي تفاعل فيما بينها على مايبدو. أما الدكتور أحمد شملان المدير العام المساعد للمركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية قال : }} إن الحديث عن سرطان الرأس والعنق شمل مختلف الأمراض السرطانية التي تشمل إصابة أي عضو في التجويف الفمي بالإضافة إلى البلعوم بأجزائه الثلاثة الفمي والحلقي والسفلي وشمل كذلك الحنجرة والغدد اللعابية وأيضاً الغدد الليمفاوية والغدة الدرقية والأنف والجيوب الأنفية ، مشيراً بأن أكثر الحالات المصابة بهذا المرض والتي تأتي إلى المركز الوطني للأورام من محافظات الحديدة وحجة والمحويت وذمار وذلك بسبب تناول الشمة التي تعد المسبب الرئيسي لسرطان الفم من وجهة نظر الدكتور أحمد شملان ، والذي قال أيضاً : بأن بعض العمال يصابون بهذه الأمراض إذا لم يلتزموا بمعايير السلامة اللازمة وخاصة العمال الذين يعملون في المخابز ومحلات الحدادة دون وجود تهوية مناسبة وكذلك المزارعين الذين يقومون برش المبيدان الزراعية دون التزام بمعايير السلامة المعروفة. تبرعات سخية المؤتمر الرابع للاتحاد الخليجي لمكافحة أمراض السرطان إلى جانب أهميته البالغة في تبادل المعلومات والخبرات واكتساب المعارف الجديدة في الطرق والأساليب الحديثة لعلاج هذه الأمراض الخبيثة ، كان كذلك فرصة طيبة لحشد التبرعات السخية من الحاضرين الذين أصروا على مكافحة هذا المرض والتخفيف من معاناة وآلام مرضى السرطان من خلال كفالة علاجهم .. وكانت أولى المبادرات السخية من راعي حفل المؤتمر الفريق الركن عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الذي تبرع ب(12) مليون ريال ثم من مجموعة الرويشان التجارية ممثلة في رجل الأعمال صالح الرويشان الذي تبرع بعشرين مليون ريال والذي أكد أهمية تضافر الجهد الشعبي مع الجهد الرسمي في مكافحة هذا المرض الخبيث ، خاصة أن عدد الحالات المصابة بأمراض السرطان في بلادنا حوالي (25) ألف حالة وقال هذا لاشك رقم مخيف لايوجد له مثيل في دول العالم المختلفة وذلك بسبب عدم الوقاية وعدم الكشف المبكر عن هذا المرض المزمن. مشيراً في سياق حديثه إلى أهمية تنظيم حملة وطنية رسمية وشعبية لمكافحة هذا المرض لتجهيز المراكز الوطنية لعلاج الأورام السرطانية في المحافظات الرئيسية وإنشاء المستشفى النموذجي في العاصمة صنعاء. هذا ومن المتوقع أن يرتفع حجم التبرعات التي وصلت في اليوم الأول إلى أكثر من مائتي مليون ريال وأكثر من (350) ألف درهم إماراتي وخمسين ألف ريال سعودي.
