قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه لن يترشح لمنصب الرئاسة لولاية ثالثة، والمقرر إجراؤها في عام 2013م، وأنه ملتزم بالدستور اليمني الحالي في هذا الخصوص. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة العربية تبثها مساء اليوم الجمعة، ونشر موقعها على الإنترنت مقتطفات منها. ويتولى الرئيس صالح الرئاسة منذ 32 عاماً، حين عينه مجلس الشورى عام 1978 رئيساً لما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية في الشمال، قبل تحقيق الوحدة بين الشطرين. واستمر بعد إعادة تحقيق الوحدة، حيث أجرى اليمن جولتين انتخابيتين، كانت أشرسها الانتخابات الأخيرة عام 2006 والتي نافسته فيها أحزاب اللقاء المشترك بمرشحها الراحل فيصل بن شملان.
وأعلن الرئيس صالح رفضه فرض مذهب جديد في اليمن، وقال أن اليمن لن تقبل تدخل الأفراد والجهات التي تحلم بعودة الإمامة إلى البلاد رغم مرور 20 عاماً على الوحدة.
وبين أن هناك دولاً وأفراداً في المنطقة يدعمون الحوثيين حلماً بعودة الإمامة إلى البلاد. وقال "لدينا وثائق عن جهات تحلم بعودة الإمامة"، مؤكداً على أن "الثورة ترسخت منذ 48 سنة، لكنهم لا يزالون يحلمون بالإمامية ويعتبرونها حقاً إلهياً".
وأوضح أن اليمن ستبقي على مذهب الزيدية والشافعية مع انفتاح على التعددية المذهبية سلمياً، مبيناً أن دخول المذهب الاثنى عشري إلى صعدة شيء جديد، وأن اليمن ليست ضده لأنها تؤمن بالتعددية المذهبية، ولكنه ضد أن يفرض هذا المذهب قسراً على بلد زيدي وشافعي.
وقال صالح إن ما يتم من إجراءات بين الدولة والحوثيين هي علامات نهاية الحرب وليست هدنة مؤقتة، مؤكداً أن اليمن تعمل على تنفيذ معاهدتها مع السعودية قدر الإمكان، رغم صعوبة تنفيذ شرط الفاصل الحدودي المحدد بعشرة كيلومترات كما ورد في بنود المعاهدة.
لكنه عاد ليؤكد أن الحرس الحدودي والشرطة اليمنية بدأت الانتشار في المناطق الحدودية مع السعودية، ومن المقرر أن تستكمل انتشارها قريباً بعد شق الطرق وإزالة الألغام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تلك القوات ستكون كافية لضبط الأمن وعدم السماح بالتسلل أو أي إخلال بالأمن على الحدود بين اليمن والسعودية مستقبلاً.
وأشار صالح إلى أن الحوثيين سلموا معظم مراكز الأمن التي احتلوها، في سلسلة من المبادرات التي عبرت عن حسن نيته هذه المرة. وذكر أن الحوثي كان يراوغ في الحروب الخمسة الأولى وهو الآن في السادسة، وقد أثبت تعاونه هذه المرة عكس ما جرى في المرات السابقة، في إشارة إلى إفراج الحوثيين عن 175 أسيراً كانوا محتجزين لديهم مؤخراً.
وناقش الرئيس اليمني مشكلة الحوار مع المتطرفين، مؤكداً أن اليمن فقدت الثقة في الحوار معهم، رغم نجاح جزئي للحوارات معهم في السابق.
وشدد صالح على أن الوحدة اليمينة وجدت لتبقى، نافياً أن يكون قلقاً على الوحدة من الحراك الانفصالي الجنوبي، مبيناً في الوقت نفسه أن القيادة اليمنية مستعدة للحوار مع قادة الجنوب ضمن الإطار السياسي فقط .
وأضاف صالح أنه لن يجري حوارا مع الحركة الانفصالية بالجنوب لكنه مستعد لاجراء محادثات مع العناصر المؤيدة للوحدة.
وقال ان الحوار سيكون مع العناصر المؤيدة للوحدة في الجنوب فقط والتي لها مطالب مشروعة واستطرد قائلا انه لن يجري حوارا مع عناصر انفصالية.
وناقش الرئيس اليمني قضية أسواق الأسلحة اليمنية وما تردد عن تورط بعض المسؤولين اليمنيين فيها، والمشاكل الداخلية مع الانفصاليين في الجنوب وغيرها من القضايا الساخنة المتعلقة بالشأن اليمني.
وتبث "العربية" مساء اليوم الجمعة برنامج "واجه الصحافة" الذي يقدمه الإعلامي داود الشريان، وشارك معه في الحلقة الصحافيين السعوديين خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، وجمال خاشقجي رئيس تحرير صحيفة الوطن، ويبث عند الساعة الحادية عشرة مساءً بتوقيت السعودية.