و آن للسعوديين أن يتخلوا عن تعاليهم في التعامل مع أمنهم القومي والكف عن غرور الدور القديم باعتبارهم أنفسهم مجرد منقذين للآخرين ومتفضلين عليهم و أنهم غير مستهفدين أو معنيين مباشرة بما يحاك للمنطقة برمتها ولهم خاصة.
ثلاثة مواقف عشتها اليوم كانت كافية تماما لأرى بعض الثقوب في الثوب السعودي المكوي جيداً.
أولاها: مظاهرة الحوثيين حول سفارتهم اليوم بصنعاء لنصرة معتقل شيعي لم يسمع به اليمنيون من قبل ولا يعنيهم أمره.
ثانيها :شرح وافي لصديق مقيم بالسعودية عن مدى التخصيب والجاهزية الطائفية الذي بلغته منطقة نجران بعد سقوط صنعاء وتهيؤها لتصبح منطقة ساخنة أو على الأقل موصل عالي الجودة للتيار بين الشرق و الجنوب .
ثالثها: خبر بي بي سي عن تفجير أنبوب نفط ثانوي في المنطقة الشرقية و تعرض دورية شرطة لكمين مسلح.
سيكابر بعض الأخوة السعوديون قليلاً قبل أن يرددوا معنا لاحقاً هكذا بدأت الأمور ثم تفاقمت.
إذا كان الأمر في اليمن قد استغرق عشر سنوات فبإلإمكان اختصار الأمر إلى عشر المدة في الصحراء بعد "إزالة العوائق أمامنا" كم قال ولايتي مستشار خامنئي يوم أمس.
كرأي شخصي لن يكون من مصلحة السعودية صناعة شهيد لطالما ظل منسياً كنزيل دائم للسجون. حتى الأنواع الرديئة من الكبريت بإمكانها أيضاً إشعال الحرائق خاصة في بيئة جافة و ساخنة ومنبسطة.
أخيراً لا يمنع العرب من مناهضة المشروع الإيراني وغيره من المشاريع كجبهة موحدة سوى غبائهم كما يردد البرلماني البريطاني جورج جالوي منذ أربعين عاماً، ولابد من دفع بعض الأثمان.