حثت وزير الثقافة اليمني اليوم الخميس الأطراف المتصارعة على وقف حروبها والكف عن خوض المعارك التي تفتك بالوضع الإنساني في اليمن. وقالت أروى عثمان في الحفل الذي نظمه شباب الحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة فوزها بجائزة «اليسون دي فورج» لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن «بلادنا يكفيها الحروب والاحتراب والقتال والتقاتل».
وشددت عثمان الفائزة بالجائزة في منتصف سبتمبر الماضي على أن يحيا اليمنيون في «التعايش والتسامح والجمال والمشاقر، مشاقر الأنس والحياة».
وعُرفت عثمان التي ترأس بيت الموروث الشعبي وعُينت مؤخراً كوزيرة للثقافة اليمنية في الحكومة الجديدة ب«سيدة المشاقر المدنية»، والمشاقر نبات عطري درجت المرأة الريفية على استخدامه للزينة في مجالسهن الفرائحية.
وأهدت عثمان انجازها إلى «إخواني وأصدقائي في الطائفة اليهودية»، وتمنت أن يزدهر اليمني بفسيفساء الأديان والمعتقدات والثقافات.
وقال أمين الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان إن أروى عثمان أسهمت في مجال الدفاع عن الحقوق والحريات العامة , بجهود فكرية وثقافية , في صورة كتابات متنوعة.
وذكر إن لعثمان أثر عميق في الوعي الشعبي وبأسلوبها البديع والشيق الذي ينقل القارئ الى أعماق البيئة الشعبية التي يلتحم فيها الوجدان بالموضوع بصور معبرة عن التفاعلات الاجتماعية بمضامين ثورية غير متصالحة مع الواقع الفاسد المروض.
وأضاف لم تقتصر جهود أروى - رأست فريق الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد خلال العام الماضي - في هذا الميدان على الكتابة فقط لكنها خاضت معارك كثيرة في مسارات متعددة سياسية وثقافية وجماهيرية.
ووصف ياسين رئاستها للفريق بمعركة من أصعب وأعقد المعارك.
وأكد إن ذلك يمثل صلابة وعمق الموقف والصبر الذي تحلت به عثمان وقوة المنطق والحجة ليأتلف ذلك الطيف المتنوع والمختلف تجاه قضايا الحقوق والحريات.
وأشاد نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالباري طاهر بالدور الذي لعبته أروى عثمان في سبيل الدفاع عن الحقوق والحريات، وقال «نحتفي اليوم بناشطة ومناضلة انسانية كرست حياتها وجهدها للدفاع عن الكرامة الإنسانية والحرية والعدل».
وأدان الحملة التي شنها أصوليون على عثمان، وذكر إنها واحدة من النساء الأوائل اللواتي تعرضن للإرهاب الأخلاقي والطعن في الكرامة والاعتداء على الحرية والتهديد بالقتل.
وقوبل توزير أروى عثمان في الحكومة الجديدة بحملة ممنهجة من أصوليون تضمنت تشهيراً وقذفاً، بسبب صورة التقطت لها قبل شهرين تظهر فيها وهي ترقص في احتفالية الذكرى الثانية والخمسين لثورة 1962.