نظم شباب الحزب الاشتراكي اليمني، اليوم الخميس، بالعاصمة صنعاء حفلاً تكريمياً احتفاء بالكاتبة والمدافعة عن الحقوق و الحريات أروى عبده عثمان, تكريما لجهودها في تكريس ثقافة المدنية والتسامح والتعايش, و حصولها مؤخرا على جائزة آليسون دي فورج لمنظمة هيومن رايتس وتش. و شهد الحفل الذي حضره الامين العام لحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان والكاتب عبد الباري طاهر، و حاخام الطائفة اليهودية في اليمن، وممثل حركة الجهاد الاسلامي في فلسطينباليمن، وممثل الجبهة الشعبية الفلسطينية، وعدد من الشخصيات الحزبية اليمنية، و كوكبة من الادباء والمثقفين والاعلاميين والصحفيين وجموع من شباب الحزب الاشتراكي واقارب وأصدقاء أروى عثمان. و شهدت الفعالية التكريمية العديد من الكلمات من قبل شباب الحزب الاشتراكي ومنظمات المجتمع المدني وكلمة للأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان. و أشادت الكلمات في مجملها بدور الكاتبة والناشطة اروي عبده عثمان في الدفاع عن الحقوق والحريات دون تمييز وبشجاعة كبيرة، وعن مناشطها الثقافية والديمقراطية ونضالاتها الكبيرة كواحدة من نساء اليمن اللاتي قدمن أدواراً رائدة في السير نحو الدولة المدنية والمساواة والعدل الاجتماعي و ما حملته في روحها سلوكا وفعلا من القيم الوطنية والإنسانية النبيلة، حتى أصبحت علماً من إعلام اليمن النسائية التي يفخر بها الوطن و رائدة من رواد الحركة الثقافية والابداعية. و اعتبرت الكلمات اختيار الدكتورة أروي عثمان وزيراً للثقافة ضمن الحكومة الجديدة خطوة تحسب للحكومة و اعترافا حقيقيا لشخصها الوطني الكبير الذي تمثله كوزيرة للثقافة ولحاجة البلاد لمثلها في هكذا منصب يعيد للثقافة اليمنية رونقها ومكانتها الحقيقية. و في الحفل ألقى الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي كلمة عبر فيها عن سعادته في استضافة الفعالية، احتفاء ب"أروى عبده عثمان", المثقفة والمناضلة والناشطة في مجال الدفاع عن الحقوق والحريات العامة. و قال نعمان: اسهمت الاستاذة أروى في هذا الميدان الهام والحيوي, بجهود فكرية وثقافية, في صورة كتابات متنوعة, كان لها أثرا عميقا في الوعي الشعبي وبأسلوبها البديع والشيق الذي ينقل القارئ الى اعماق البيئة الشعبية التي يلتحم فيها الوجدان بالموضوع في اروع الصور المعبرة عن التفاعلات الاجتماعية بمضامين ثورية غير متصالحة مع الواقع الفاسد المروض. و أضاف: تدور أروى مع مصالح الفقراء وحاجتهم الى الحياة الكريمة والمساواة ومع حاجة المجتمع ككل الى الحرية وقضية حقوقهم. و تابع: لم تقتصر جهود اروى في هذا الميدان على الكتابة فقط لكنها خاضت معارك كثيرة في مسارات متعددة سياسية وثقافية وجماهيرية .. كانت اروى رئيس فريق الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار الوطني , وكانت معركة الحوار في هذا الميدان من اصعب واعقد المعارك التي خاضتها أروى. و أردف: في تقديري أن ما حققته في هذه المعركة من انجاز في موضوع الحقوق والحريات يمثل صلابة وعمق الموقف وكذا الصبر الذي تحلت به وقوة المنطق والحجة ليأتلف ذلك الطيف المتنوع والمختلف تجاه قضايا الحقوق والحريات على ذلك النحو الذي خرجت به الوثيقة لتكون بحق أهم منجز من منجزات الحوار الوطني. و أكد: الناشطون في هذا الحقل المعقد والشائك يسيرون فوق حقول الغام, لا يخرجون من حقل إلا ويدخلون في حقل آخر, يتعرضون للهجوم وحملات التجريح, لكن نبالة الهدف الذي يناضلون من اجله يجعلهم يتفوقون على خصومهم فكرا وسلوكا وموقفا.. و أشار نعمان الى أن كل الذين اصطفوا في الاتجاه المضاد لحريات وحقوق الناس خرجوا من معادلة الحياة الى هامشها وهناك تكوموا كجلادين سابقين لم يعد عنفوانهم القديم المقاوم للحرية قادر على ان يمدهم بأي قدر من الروابط مع مجتمعاتهم. و أرجع أمين عام الاشتراكي الحملة التي تعرضت لها أروى خلال الايام الماضية الى صلتها بنضالها في هذا الميدان الشائك وبانسجامها مع نفسها حيثما يكون الانسجام تعبيرا عن موقف مبدئي من قضايا الحريات والحقوق. و في كلمته أشاد الاستاذ عبدالباري طاهر بالدور الذي لعبته أروى عثمان في سبيل الدفاع عن الحقوق والحريات قائلا: "نحتفي اليوم بناشطة ومناضلة انسانية كرست حياتها وجهدها للدفاع عن الكرامة الإنسانية والحرية والعدل". و استهجن طاهر في كلمته الحملة التي تعرضت لها عثمان قائلا: "أروى عثمان واحدة من نساء، على قلتهن، كن الفاديات الأوائل اللواتي تعرضن للاغتيال اللاأخلاقي والطعن في الكرامة، و الاعتداء على الحرية والتهديد بالقتل، مشيرا إلى أن بنت عثمان وقفت في وجه العواصف الظالمة بصبر وثبات وعناد. وتسأل: هل يعاب على أروى عثمان انحيازها للورود بدلا من الرصاص؟ هل يعاب عليها رفضها حفلات العنف الدموي ودعوات التكفير والتخوين؟ وأردف: تركت ابنة عثمان ثقيلة.. ولكنها ضمن وزراء يعدوا بأصابع اليد الواحدة آتون من الثورة الشعبية السلمية التي لا يطيق الإعلام اليمني مجرد الحديث عنها، بحسب تعبيره. وفي كلمتها اعتبرت سامية الأغبري الاحتفاء ب"أروى عثمان" احتفاء بكل نساء اليمن. و قالت الأغبري: ناضلت أروى من أجل الحرية ومن أجل حقوق النساء والأقليات وتقدمت الصفوف بشجاعة وجرأة، وكتبت عن تراثنا الذي أغفلناه، و بنت له معبدا للحفاظ عليه. و في الحفل الذي تخلله فقرات غنائية للفنان عبدالفتاح القباطي جرى تكريم الكاتبة أروي بالدروع التي منحت لها من قبل شباب الحزب الاشتراكي اليمني. و أروى عثمان كاتبة وقاصة, عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين, عملت كباحثة بالدائرة الاجتماعية في مركز الدراسات والبحوث, وهي رئيس بيت الموروث الشعبي. نشرت الكثير من القصص و المقالات والتحقيقات الصحفية المتنوعة في صحف يمنية وعربية, بدأت النشر بأسماء مستعارة 82-1984م, لها عدد من الدراسات والقصص منها يحدث في تنكا بلاد النامس.. الحائزة على المركز الأول عن جائزة الشارقة للإبداع العربي الإصدار الأول في دورته الرابعة, و جودلة, و رباط الجزمة, كمالها تحت الطبع _غاب القمر وإلا عادو. لحام حامي .. لحام بارد, ودراسة عن الحكايات الشعبية اليمنية - مدخل تصنيفي لم تٌنشر بعد. ترأست فريق الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار الوطني, وحصلت مؤخرا على جائزة أليسون دي فورج لمنظمة هيومن رايتس ووتش لنضالها من أجل حقوق الانسان. تعرف اروى بقوتها وتمردها وقوة شخصيتها, تناضل من أجل حقوق الانسان, والنساء خصوصا, و تناضل ضد المليشيات والجماعات المسلحة في اليمن, و رفضها للعنف وحمل السلاح.