لا مجال للحديث عن الفرق الشاسع بين ما امتلكه أنا وما يمتلكه محسن علي محسن، فهو ابن الجنرال، وأنا ابن العامل البسيط. وعلى الرغم من ذلك لم أحقد عليه يوماً ولم اتمنّ يوماً زوال النعمة عنه, وإن جاء يوماً وكان منّي ذلك فبالتأكيد لن أبسط على ما يمتلكه، ولن أنهبه؛ لأني بهذا لن أكون سوى لص. عرفته عن قرب واحترمته كثيراً وتبرمت منه أحياناً, ولست هنا لأتحدث عن ذلك أو للدفاع عنه، وإنما لأتحدث عن ممارسات "شطار" اليوم الذين بسطوا على كل ممتلكاته فقط؛ لأنه ابن الجنرال.
بسط على العاصمة اليوم "شطار" جُدد، وهرعوا مسرعين لنهب ممتلكاته الخاصة بطريقتهم الخاصة الخارجة عن القانون, تناسوا أنه ليس الجنرال وإنما ابنه، وأن اسمه محسن علي وليس علي محسن, فما افهمه أن معركتهم مع الجنرال وليست مع نجله، وما افهمه أيضاً أن هؤلاء (الشطار) لطالما تغنوا باسم القانون ولطالما تباكوا تحت يافطة "دولة المواطنة":..
كل ما كانوا يتغنون به تبخّر مع اقتحامهم العاصمة وساروا خارج القانون ينهبون ويبسطون ويحاكمون من يريدون في غياب كامل لمؤسسات الدولة. ولأنه فقط ابن الجنرال نهبوا وبسطوا على كل ما في يديه, فهو لم يتقلد يوماً منصباً عسكرياً أو مدنياً في مؤسسات الدولة ولم يحمل يوماً سلاحاً ضدهم.
والحقيقة انهم تركوا أبناء الجنرالات الآخرين بل وتحالفوا معهم رغم امتلاكهم الشركات وفسادهم المزكم للأنوف، وبعيداً عن هذا وذاك فحلفاؤهم من أبناء الجنرالات الآخرين قد وجهوا السلاح إلى صدورهم يوماً ما خلال الحروب الستة.
إذاً هو الانتقام والبطش وليس القصاص، وهو السطو والنهب لكل ما تستطيع أيدي "الشطار" أن تصل إليه, ومما وصلت إليه أيديهم شركة "ذكوان" النفطية والمعدنية المملوكة لابن الجنرال, فقد بسطوا على مكاتبها ونهبوا محتوياتها دون رادع. واليوم ووفقاً لقانونهم هم يمارسون شتى أنواع الابتزاز على ابن الجنرال ليتنازل عن ملكية جزء كبير من حصته في الشركة لصالح ما يسمونه "اللجان الشعبية"، ويسعون خارج القانون أيضاً إلى الضغط على شركات وجهات أخرى لفسخ عقود تعاملها التجاري مع شركته، ونقل تلك التعاقدات إلى شركات استقدمها أو أنشأها "الشطار" ورجال أعمال ينشطون لحسابهم.
ادعينا وادعيتم بأنه تربح بفضل سطوة ونفوذ والده, ادعينا وادعيتم بأننا نريد بناء دولة القانون, إذا فلتعيدوا كل ما نهبتموه ولتتوقفوا عن تمثيلكم السمج لدور الضحية القاضي والجلاد في آن واحد, ولنترك القانون يحكم ليس فقط بيننا وبينه وإنما بيننا وبين كل أبناء الجنرالات, فهل من راشد بينكم؟