تنطلق في مدينة سرت الليبية الساحلية غدا السبت 27-3-2010 القمة العربية الثانية والعشرين وسط توقعات بغياب واضح لقادة عرب بارزين حيث يتردد ان قادة كل من السعودية ومصر والمغرب والامارات ولبنان والعراق وسلطنة عمان واليمن لن يحضروا القمة. وعشية انطلاق القمة بدأ بعض القادة بالتوافد على ليبيا تمهيدا للمشاركة في القمة فيما يستعد وفد من لجنة المتابعة العربية للاجتماع بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون لمناقشة مسألة التفويض الذي منحه العرب للفلسطينيين لاجراء محادثات سلام مع اسرائيل في ظل قراراتها ومواقفها الأخيرة لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية.
ومن المشاربع المطروحة على القمة ان "السلام لايمكن تجزئته"، وينطوي هذا العنوان على ان السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي للعرب وان ذلك لايمكن ان يتحقق من دون الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة في كل من فلسطين وسوريا وجنوب لبنان.
كما يشدد مشروع آخر للقمة على عروبة القدس ورفض الاجراءات التي تمارسها اسرائيل من انتهاك للمقدسات الاسلامية والمسيحية وتشكيل لجنة للاتفاق على الصياغة النهائية لقرار خطة انقاذ القدس.
وإلى ذلك، ستدين القمة اغتيال محمود المبحبوع القيادي في حركة حماس في دبي في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي.
ويشدد مشروع قرار على ادانة الارهاب بكل اشكاله ويدعو الى محاربته والتفريق بينه وبين المقاومة .
وستدعو القمة إلى توفير الدعم السياسي والاقتصادي للبنان بما يحفظ الوحدة الوطنية له, والحث على الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية.
وسيشدد القادة العرب على احترام وسيادة العراق، واستنكار عمليات العنف ضد الحكومة الانتقالية في الصومال.
وكان وزراء الخارجية العرب قد اجتمعوا أمس الخميس وأقروا جدول اعمال القمة بعدما أقروا جملة من مشاريع القرارات من ابرزها تخصيص 500 مليون دولار اميركي لدعم القدس وكذلك اقرار مشروع القرار السوري بأسلوب إدارة الخلافات العربية.
وبينما نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم طرح مواضيع مثل ملف ايران النووي وكذلك المصالحة الفلسطينية، قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان الدولة المضيفة عادة ما تدعو الدول في اشارة الى ان الرئيس محمود عباس هو من سيمثل الوفد الفلسطيني الى اجتماع القمة.
وفي حين تم تجاوز الخلاف حول تمثيل العراق الى القمة تم ترحيل مسألة البت في استضافة القمة العام المقبل الى القادة العرب للتقرير بشأنها. ومعلوم ان هذا الموضوع كان محل خلاف بين وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وعدد من الوزراء العرب وعلى رأسهم الوزير السوري الذي طلب تأجيل الاستضافة لحين زوال الاحتلال وتوفير الامن.
كما اثيرت من جديد مسألة البرلمان العربي الدائم الذي تردد ان مسألة تمثيله ستتحدد على اساس عدد سكان هذه الدولة العربية او تلك بحد ادنى اربعة نواب لكل دولة وحد اقصى عشرة نواب .
وقد شهدت اجتماعات وزراء الخارجية لقاءات جانبية بين عدد من وزراء الخارجية حيث بادر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط لتحية نظيره السوري، في حين تبادل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري التحية مع كل من نظيره السعودي سعود الفيصل والسوري المعلم.