هل يمكن أن نجد "نور الله" في خطاب عبدالملك الحوثي أم في نضال محمود ياسين في تهامة لإطلاق سراح هشام ورو المختطف في سجون الحوثي؟ تحدث السيد عبدالملك الحوثي زعيم جماعة "أنصار الله" في خطابه الأخير عن القوى الظلامية ونور الله الذي يبددها، على أساس أن جماعته تمثل ذلك "النور"، وأن معارضيه هم "قوى الظلام"!
كانت مهمة عبدالملك الحوثي ستصبح أسهل بكثير قبل سنتين أو ثلاث، أما اليوم فهي مهمة صعبة للغاية، لأن الانتهاكات والحماقات التي مارستها جماعته خلال العامين الأخيرين قد ضمت إلى طابور "الظلام" فئات كثيرة وشخصيات مؤثرة كانت إلى وقت قريب تتعاطف مع مظلوميته وجماعته!
القوى الظلامية التي تحدث عنها الحوثي لم تعد فقط اللواء علي محسن الأحمر، ولا "دواعش@ حزب الإصلاح، ولا التكفيريين والوهابيين! وإنما ستشمل أيضاً الحشود الجماهيرية السلمية التي خرجت في تعز ترفض تواجد المسلحين الحوثيين، وستضم أيضاً القاضي في المحكمة العليا محمد مهدي الريمي الذي منع المسلحين الحوثيين من لصق شعاراتهم على جدران منزله، وستشمل القائمة طالبة جامعة صنعاء التي هدد مسلحوه بنزع ملابسها مالم تلتزم الزي المحتشم، حتى معالي وزير الثقافة الأستاذة أروى عبده عثمان ستكون حتما ضمن القائمة الظلامية التي يكافحها الحوثي بنوره وتنويره!
ستضم قائمة "القوى الظلامية" أيضاً قبائل مأرب والبيضاء والحراك التهامي، وعبدالعزيز جباري، وسلطان العتواني، وعلي العمراني، وخالد الرويشان، وسامي غالب، وهائل سلام ومحمد العلائي، ومصطفى راجح، ونايف حسان، ونبيل سبيع، وغمدان اليوسفي، ومحمود ياسين...
لو أن الحوثي اختار توصيفاً آخر غير "قوى الظلام" لكان سهل الهضم، أما الظلام والظلاميون، والقوى الكهنوتية والظلامية فهي توصيفات ارتبطت في أذهان جيل كامل من اليمنيين بحكم الإمامة التي ينتمي لها الحوثي فكراً وممارسة.
بالأمس القريب حوّل الحوثيون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى حالة من الاستعلاء والتسلط باسم الدين، بل وأصروا على حشد الناس في مهرجاناتهم دون توفير حماية كافية، وقدموا للقاعدة أهدافاً سهلة لتنفيذ جرائمها البشعة.
لن يتخلى الحوثيون عن ممارساتهم التي تراكم السخط والكراهية إلا بعد أن يتجاوزوا مرحلة المراهقة السياسية، والوهم الثوري الذي يتلبسهم!
سيستمر الحوثي بادعاء تمثيله للمسيرة القرآنية والنور الإلهي، وسنستمر كيمنيين في توثيق انتهاكاته وجرائمه وحماقاته، ولن تصبح صفقة 21 سبتمبر 2014 هي نهاية التاريخ اليمني.