يستمر إخفاء جماعة الحوثيين المسلحة لقائد أمني بارز في جهاز الأمن السياسي اليمني، منذ ما يقارب نصف شهر بعد أن اختطفوه من منزله بالعاصمة صنعاء واقتادوه إلى جهة مجهولة. واختطف الحوثيون في ال26 من ديسمبر المنصرم اللواء يحيى المراني قائد قطاع الأمن الداخلي بجهاز الأمن السياسي، وسبق أن تولى مسؤولية رئاسة فرع الجهاز في محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين.
وتمر فترة اختطاف المراني وسط صمت مطبق من الرئاسة اليمنية والأجهزة المعنية في البلاد، ولم تصدر تلك الأجهزة أي قرار من شأنه الإفراج عن المراني، أو حتى تتولى مهمة تكليف لجنة وساطة تتولى حل القضية، كما هي عادتها في التعامل مع القضايا العالقة.
وتنتشر صور الضابط المراني، في شوارع وأحياء العاصمة صنعاء، وكتب عليها "الحرية للواء المراني".
ويوصف الضابط المخفي لدى الحوثيين بأنه "الصندوق الأسود" في جهاز الأمن السياسي، كونه يترأس أهم قطاع في الجهاز إضافة إلى توليه عدد من المهام والملفات الأمنية الحساسة.
ويتخوف الكثير من أن يكون هدف اختطاف المراني هو حصول الحوثيين على معلومات سرية تخص أمن الدولة وعلاقاتها السياسية والدبلوماسية.
وعقب حادثة اختطاف المراني، أصدر جهاز الأمن السياسي بياناً اتهم فيه جماعة الحوثيين بذلك، معبراً عن إدانته للحادثة.
واقتصر دور الجهاز في البيان على مطالبة الحوثيين بسرعة الإفراج عن المراني، وقال إنه عند تواجده في صعدة أثناء الحروب الست كان يقوم بمهامه وبواجبه مثل بقية موظفي الدولة، على حد قول البيان.
وسخر ناشطون في صفحات التواصل الاجتماعي من تحول أهم وأخطر جهاز استخباراتي يمني إلى مناشد للجماعة المسلحة بالإفراج عن ضابط مُهم تابع للجهاز مختطف لدى الجماعة، في وقت عرف فيه هذا الجهاز بأن عمله الدائم هو "اختطاف كل من يشك بضلوعه في زعزعة الأمن الداخلي والقومي للبلاد".
وفي تصريح لقناة "العربية" اتهم نجل المراني المخابرات الإيرانية بخطف والده بالتعاون مع الحوثيين، وحمل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية ورئيسي جهازي الأمن السياسي والقومي المسؤولية.
وفي السياق ناشد التجمع الوطني لمنتسبي القوات المسلحة والأمن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي الإفراج الفوري عن رئيس جهاز الأمن الداخلي في المخابرات اليمنية، المختطف لدى جماعته.
وكتب ضابط برتبة نقيب على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي ال"فيس بوك" منشوراً، اتهم فيه هو الآخر المخابرات الإيرانية بخطف زميله الضابط المراني، الذي أطلق عليه وصف "الصندوق الأسود" للأمن السياسي.
وبعد توجيه الاتهام للمخابرات الإيرانية باختطاف زميله، أردف قائلاً: "أنا النقيب طارق أحمد سالم العواضي اتحدى رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو وزير الداخلية أو رئيسي جهازي الأمن السياسي والقومي أن ينفوا هذا الكلام". كما تحدى النقيب العواضي من ذكرهم أن يكلفوه بمتابعة هذا الملف "وكشفه للرأي العام".
وأضاف أيضاً: "الآن داخل صنعاء يتم التحقيق معه في الكثير من الملفات السرية، والتى تمس أمن الدولة والأمن القومي للشعب اليمني".
واختتم منشوره بالتساؤل: "فهل يتجرأ أحد من إخراجه وحمايته؟"، مُرجحا أن تكون الإجابة عن سؤاله ب"لا".
واستمرار اختطاف المراني يثير الفزع لدى أهاليه بأن يكون قد تعرض لعمليات تعذيب وإهانة أثناء التحقيق معه من قبل المليشيات المسلحة.
وتُكن جماعة الحوثيين العداء لكل القادة العسكريين والأمنيين الذين شاركوا في حربها أثناء تمردها على الدولة في العقد الماضي، ومارست ضد من تتهمهم بالمشاركة أنواعاً مختلفة من التصفيات والانتهاكات، منذ سقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي.