يعتقد صالح أن الوضع الراهن يمثل له الفرصة الأخيرة قبل أن يرتب هادي أوراقه ومعه دول الخليج . وقبل ان يزيد عدد الدول المؤيدة لشرعية الرئيس هادي. و أيضا قبل صدور أي موقف من مجلس الأمن في هذا السياق تحرك صالح بسرعة حيث طلب من روسيا تأجيل صدور قرار بشأن اليمن عقب لقاء جمع صالح بالسفير الروسي. بالاضافة الى سعيه إلى إخراج عدد من المعسكرات عن اي سيطرة لشرعية هادي الذي أصدر توجيهات صريحة لقوات الجيش باستقبال الأوامر من الرئيس في عدن.
كما تسعي جبهة صالح والحوثي إلى تعطيل أي اصطفاف سياسي بجانب الرئيس هادي ومنع سحب بساط الحوار إلى عدن بعيدا عن تأثير جبهة صالح .. بالإضافة الى محاولة إرباك هادي من خلال إصدار قرارات واعلانات تهدد بالحرب وتهدد الشارع والقوى السياسية و المجتمعية والرسمية في حال التعاون مع هادي كمحاولة لعزله المؤشرات تتجه نحو استعداد جبهة صالح للمعركة الأخيرة مع شرعية هادي بمظلة حوثية كالمعتاد ..
جبهة صالح تدرك أن الوقت قد ينقلب كعامل حاسم في إسقاط مشروعها خصوصا وأن كسر هادي للاعتقال وذهابه إلى عدن شكل صدمة غير محسوبة في خططها .. الأمر الذي يجعل من وضع خطه جديده أمر ضروري وعاجل ..
إلا أن عودة هادي خلقت تعقيدات كبيرة على الارض مما يهدد مشروع جبهة صالح بالسقوط الأخير ومنها .. ... أن أرض المعركة لا تخدم صالح إذ لا حاضنة قوية لمشروع جبهة صالح في منطقة الجنوب والوسط ... إن تحركات المملكة السعودية باتت توحي بصورة قوية انها الحامل للقضية اليمنية أن لم تكن هي من سيدير الأمور مباشرة ... توسع جبهة مآرب بما تشكله من تهديد لأي تحرك عسكري صوب الجنوب ... التأييد الشعبي الكبير للرئيس هادي والذي قد يتحول إلى رصيد عسكري حاسم ... الموقف الدولي أن لم يسند هادي بقوة الفصل السابع فهو لن يكون في كل الأحوال في صالح جبهة خصومه .
الأمر الذي سيمنح الإقليم دورا فاعلا يغطي عجز الموقف الدولي المشلول بفعل الحسابات والصراعات الدولية في أكثر من ملف ... التفوق في التسلح يصب في صالح جبهة الحوثي وصالح لكن هادي أيضا يدرك أهمية خرق هذا التفوق وقد سعى منذ فترة لشراء أسلحة وتخزينها في عدن .. أيضا يعتمد على الدعم الخليجي في إحراز تفوق نوعي في التسلح ... مستوي الاختراقات الأمنية من قبل جبهة صالح للمنظومة الأمنية والمعلوماتية لجبهة هادي ويبدو أن هادي باشر التعامل مع هذا الموضوع منذ وصوله إلى عدن .. و من غير معلوم على وجه الدقة قدرة هادي على حسم هذا الملف الذي طالما سبب له إخفاقات كبيرة في صنعاء أن تفوق أي طرف مرهون بقدرته علي تطويع تلك العوامل لصالحه .. ويبدو أن السباق على أشده .. ويمكن القول أن هادي يمتلك فرص كبيرة لحسم الأمر لكن التخوف يكمن في عجزه عن توظيف كل تلك العوامل لصالحه .. فهل سيكون هادي اليوم كهادي الأمس.. أم أن هادي اليوم مختلف .. الأيام القليلة كفيلة بكشف ذلك ...