أفادت الأنباء الواردة من قرغيزيا بأن المحتجين اقتحموا اليوم الأربعاء مبنى التلفزيون الوطني وتسببوا في قطع إرسال كافة القنوات التليفزيونية بعد أن سيطروا على البناية، كما يحاصرون مبنى الرئاسة، فيما أعلن مصدر أمني مقتل وزير الداخلية في الاشتباكات. وأعلن رئيس وزراء قرغيزستان دانيار اوسينوف حالة الطوارئ في سائر أنحاء البلاد إثر الصدامات العنيفة التي شهدتها هذه الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى بين أنصار المعارضة وقوات الأمن، كما فرض حظر التجول،
ودعت قوى المعارضة لتظاهرة حاشدة من أجل إسقاط نظام الرئيس القرغيزي عسكر آكاييف بعد اتهامات له بتكميم الأفواه وتقييد الحريات والفساد، حيث أغلقت الحكومة قناة تلفزيونية مستقلة، وصحيفتين معارضتين، بالإضافة إلى مواقع إلكترونية، إثر انتقاداتها للطريقة التي يدير بها الرئيس البلاد.
واستلم عسكر آكاييف منصب الرئاسة بعد أن قاد ثورة شعبية على سلفه في مارس من 2005.
ولم ترد إحصائيات دقيقة حول عدد القتلى والجرحى، فيما قالت مصادر صحفية إن 100 شخص على الأقل قتلوا أثناء المواجهات، فيما أصيب العشرات بجروح.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني تأكيده مقتل وزير الداخلية القرغيزي مولود موسى كونجانتييف فى تالاس شمال غرب البلاد، بعدما أفادت وسائل الإعلام المحلية فى وقت سابق أن متظاهرين حاصروه وانهالوا عليه ضربا.
ويحاصر المحتجون مقر الرئاسة، بعد أن توجه إليه ما بين 3 إلى 5 آلاف متظاهر، فيما يتمركز قناصة على سطح مبنى الرئاسة، ويستهدفون المتظاهرين. طبقاً لمراسل قناة الجزيرة في العاصمة القرغيزية بشكيك.
وسيطر أنصار المعارضة على مبنى البرلمان ومبنى الادعاء العام ومبنى التلفزيون في العاصمة بشكيك، وحاصروا القصر الرئاسي وقطعوا الطريق المؤدية إلى مطار المدينة، كما سيطروا على عدة مدن رئيسية.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع على المتظاهرين الذين رشقوا الشرطة بالحجارة وهاجموا أفراد وسيارات قوات الأمن بالعصي.
وقد اعتقلت السلطات القرغيزية ثلاثة من قادة المعارضة بتهمة ارتكاب جرائم خطيرة وذلك وفقا لما أعلنه المدعي العام القرغيزي اليوم.
من جانبها أعربت السفارة الأمريكية في قرغيزيا عن قلقها العميق إزاء الاضطرابات التي يشهدها هذا البلد.
فيما دعت روسيا الحكومة القرغيزية لعدم اللجوء إلى القوة ضد المعارضة كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين لوكالة انترفاكس الروسية. فينما أعلن الناطق باسم الدبلوماسية الروسية اندرى نسترنكو فى بيان "ندعو بإلحاح الأطراف المتنازعة إلى الامتناع عن العنف تفاديا لإراقة الدماء".
وكان المحتجون قد استولوا الثلاثاء على مقر حكومي في بلدة تالاس شمال غربي البلاد بعد طرد رجال الشرطة منه..
وأوردت التقارير الإخبارية بأن السلطات الحكومية في العاصمة القرغيزية قد اعتقلت زعيم المعارضة المازبك اتامباييف.
يشار إلى أن قرغيزيا جمهورية سوفيتية سابقة، وواقعة في أسيا الوسطى، وهى الدولة الوحيدة في العالم التي تؤوى في آن واحد قاعدة جوية أميركية وأخرى روسية.
وأمر باكييف في فبراير 2009 بإغلاق قاعدة مناس الأمريكية في حين منحت روسيا بشكيك قرضا بملياري دولار، لكنه عدل عن ذلك في يونيو لقاء مضاعفة إيجار القاعدة الأمريكية بثلاث مرات.