انتظرت الدول العربية توسيع الحوثيين نفوذهم في اليمن وسيطرتهم على مفاصل الدولة كي تتحرك تجاه ما اعتبرته تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي. تحركٌ جسدته "عاصفة الحزم" التي أعادت إلى الأذهان ما نصّ عليه ميثاقجامعة الدول العربية من تشكيل قوة عربية مشتركة، يفترض لها تكون يد العرب الضاربة في كل ما يهدّد أمنهم ومصالحهم الحيوية، وهي الفكرة التي طرحتها مصر في القمة العربية التي بدأت أعمالها السبت في شرم الشيخ، وأيدتها المملكة العربية السعودية بشدة.
إخفاقات متعددة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي رأى أن فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة تعتبر رائدة جدا، مؤكدا أن عاصفة الحزمغيّرت الكثير من الموازين والإستراتيجيات، وجعلت العرب في موقع المبادرة للمرة الأولى، مشيرا إلى أن الكثير من المراقبين لم يكونوا يتوقعون أن يتخذ العرب موقفا كهذا.
وأكد أن العضوية أو المشاركة في أي تحالف إستراتيجي في القوة ليس إجباريا، مشددا على أهمية تسويق الفكرة وتحديد العدو الذي ستواجهه، وتحديد مقر هذه القوة، والذي سيقودها، كما دعا إلى أخذ الصراعات العربية-العربية في الاعتبار، وضرب مثلا بموقف بعض الدول التي ترفض المشاركة في عمليات عاصفة الحزم في اليمن. ووفقا للشايجي، فإن مسيرة الجامعة الممتدة منذ أكثر من سبعين عاما شهدت إخفاقات أكثر من النجاحات.
وأرجع ذلك إلى ضعف وتفكك الدول العربية، بالإضافة إلى الدور الأميركي الذي قال إنه أسهم في إضعاف الموقف العربي المشترك، بتعمده الانحياز لطرف عربي ضد آخر في الأزمات العربية البينية، فضلا عن الخلافات العربية-العربية التي أضعفت الجميع.
وناشد العرب التركيز الآن على عاصفة الحزم التي أكد أنها تتفق حول العدو المشترك، ولها عقيدة عسكرية واضحة، وأنها أثارت حالة من الاستغراب في أميركا وأوروبا، بشأن مقدرة العرب على التوحد والمبادرة بضرب عدوهم، وأوضح أن نجاح العاصفة يعني أن الجميع يسيرون على المسار الصحيح الذي يمكن أن ينتقلون بعده إلى المسار "ب".
تحديد الهدف في المقابل، لم يخف الأمين العام السابق لمنتدى الفكر العربي الصادق الفقيه تشاؤمه من أن تصبح فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة حقيقة على أرض الواقع، مؤكدا أن الفرصة غير مهيأة لاتفاق عسكري عربي مشترك الآن، ودعا -في البداية- لبناء المواقف المشتركة أولا.
وشدد على أن قوة الدفاع العربي المشتركة لن تكون قادرة على الصمود إن لم يتم تحديد الهدف منها، وأن تتضمن تعريفا واضحا لماهية التحديات التي تواجه العالم العربي الآن وفي المستقبل.
مؤكدا أهمية تحديد جميع هذه التحديات ضمن العقيدة العسكرية، وطالب بالتمهيد للشعوب العربية وتعريفها بالفكرة بشكل أوسع، حتى تتمكن من تقبلها، التي قال إنها أكبر من أحلام وتمنيات القادة العرب.
ورجّح الفقيه أن تتولى مصر قيادة هذه القوة، في حال أصبحت القاهرة مقرا لها، مشيرا إلى مركزية مصر ووزنها في المنطقة.