حبي لصنعاء وعشقي لها لا يقل عن حبي وعشقي لمدينتي عدن، وكل مدن اليمن شمالها وجنوبها ، شرقها وغربها. يا سادة يا كرام.. المشكلة ليست في صنعاءالمدينة والإنسان والتعايش، المشكلة في المعسكرات وترسانة السلاح التي خزنها الرئيس السابق علي عبدالله صالح في قلب صنعاء وفي أوساط السكان. بالتأكيد يعلم كل مسئوليها إبان حكم صالح ما كان يجري ، لكنهم لم ينبسوا ببنت شفة أو يجهروا بكلمة الحق أمام السلطان الجائر ، كما لم يعرب سكان صنعاء عن استنكارهم لهذا العبث غير الجميل ، ولم يعتبروا تكديس السلاح وخزنه وسط الناس وبالا على الوطن والمواطن ذات يوم. ونرى في كل مرة أن هذا السلاح المخزون في جوف صنعاء لا يتجه الى صدور الأعداء والمتربصين باليمن وحدة وتاريخا" وشعبا" ، لكن للأسف نراه ينطلق الى صدور اليمنيين. صنعاء..عدن ، الحديدة ، مأرب، شبوة ، اليمن بكل محافظاتها بيت لكل اليمنيين بل ولكل العرب ، أو لكم رأي مغاير !؟. وجميع اليمنييين متضامنون ضد أي عدوان خارجي ، لكن أصوات من هذا البعض تبقى خافتة ، ولا ندري من يبتلعها كلما هم اعتداء داخلي علي جماعة أو على أي من المدنيين كما هو واقع الحال وكأنهم قد ناموا نومة أهل الكهف ، وهناك من أيقظهم فجأة وهم لا يدركون ما يجري ، أسف والله ع هذا الازعاج. يا سادة يا كرام ، عندما يشهر أخوك أو جماعة ما سلاحاً في وجه أخيك الظالم أو المظلوم ، عليك أن تدور حيث يدور الحق والعدالة لا أن تقف موقف الصامت والمتفرج ، وتذكروا قول رسول الله أعدل الخلق وأنصفهم : ( من رأى منكم منكرا" فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان). للأسف ما رأيناه ونراه الآن في واقعنا المحزن والمؤلم أن غالبية المسؤولين وصفوة القوم لم يلتزموا حتي بأضعف الإيمان ، مع أن بإمكانهم كشف الحقائق لعامة الناس ليعرفوا أين يكمن الحق ، وأين تختفي العدالة ؛ باعتبارهم أكثر علما" ومعرفه ودراية ، لا أن يجعلوا الشعب ممزقا" ومشتتا" ، أليس جرما" و حراما" ما يقترفه هؤلاء في حق هذا الشعب الصابر المغلوب علي أمره . يا سادة يا كرام، ليس كافياً أن نقول كلمة مساكين ، حرام ما يجري من قتل وتدمير لأبناء عدنوتعزوالحديدة المدنيين ، الذين لم يحملوا السلاح قط ، ولا يجيدوا استخدامه ، فليست هذه الكلمات التي ينتظرها منكم أبناء عدنوتعز. يقول سبحانه وتعالى:(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ الى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ). أظن النص القرآني واضحا" ، وواجب علينا احقاق الحق ونصرة المظلوم عملا" بقوله صلى الله عليه وسلم : ( انصر اخاك ظالما" أو مظلوما" )، ظالما" أن نمنعه عن اقتراف الظلم، فتلك هي النصرة الحق، لا أن نصمت أو أن نساعد علي دق طبول الحرب معهم . تقولون:( إن صنعاء هي المدينة الوحيدة في اليمن التي تجد فيها كل قرية يمنية مش بس محافظة أو منطقة )، وأظنكم تعون السبب لكن أغفلتموه ، وهو أن الكل يذهب الى صنعاء لمركزيتها في توزيع الوظائف واجرء المعاملات و التعليم والصحة وو وتعلمون أكثر مما أعلم أنا . وتقولون:( صنعاء هي المدينةاليمنية الوحيدة التي لا يجد اليمني نفسه فيها غريبا" أو ملفتا" للنظر أكان يلبس معوزا" أو كوفية أو أو بينما المدن الأخرى مغرقة لحد كبير في محليتها، ومنظر قبيلي من مأرب ملفت في تعز مثلا" ، واعتبرتموه امتيازا" لصنعاء ، و أقول لكم أيها الكرام إنه ليس امتيازا" لصنعاء؛ لأن أهل صنعاء الحقيقيين يقطنون في باب اليمن كما تعرفون حيث كانت تغلق أبوابها السادسة مساء من كل يوم، و من يسكن وسط مدينة صنعاء هم من كل أبناء اليمن مثلها مثل عدنوتعز اللتين لا يشعر الغريب فيهما أنه غريب فما بالك بابن البلد . الله يقلع المغالطة والمغالطين وهم يقولون:( كل اليمنيين يتضامنون مع تعزوعدن وقلوبهم مع تعزوعدن، ولكننا نتحدث هنا عن صنعاء التي تبدو محلا" للتشفي والتنكر والعقوق بشكل لا تتعرض له أية مدينة أخرى.. وكأنها وسكانها هم المسؤولون الذين يجب أن يطالهم العقاب جراء الحروب في مدن أخرى). يا سادة يا كرام لا أحد يتشفى بأي مدينة يمنية لكن أنتم من تلعبون بالحقائق وتزيفونها حسب الهوى وتشيعون المواجع الآلام في عدنوتعزوالحديدةمأرب و صعدة وتهولون وتتنطعون عندما تذكرون صنعاء لتلفتوا أنظار العالم الى معاناة سكانها. صنعاء هي التي تخرج نساؤها هذه الأيام للتسوق للعيد وتوفير متطلبات واحتياجات الشهر الكريم في الوقت الذي تنعدم فيه أو تكاد المواد الغذائية ويمنع وصول الخضراوات والفواكه الى داخل عدن مقابل ارتفاع جنوني لأسعار السلع الأساسية أضعافا" مضاعفة وتنتشر الأمراض المختلفة في تلافيف أهلها البسطاء الصابرين ، وتعاني مستشفياتها من نقص حاد في الأدوية، وتعاني بعض مديريات عدن من غياب الكهرباء منذ أكثر من شهر، ألا تخجلون وأنتم تغالطون!؟