لم نعد نجرؤ على الكلام ياعائشه .. لم نعد نقوى على البكاء ياصديقتي، هم يقتلون كل يوم الف عائشه، وألف رصاصة غادرة تخترق الف قلب دافئ مثل قلبك .. هم يقتلون اليمن الطيب.. هم يطلقون مارد الشر من قلوبنا البريئة، ونحن نكابر.. نرفع العلم الذي نحب، ونشير بأصابعنا بسلمية، ونغني لأيوب، ونحلم باللحظة التي يعود فيها الجميع إلى ماقبل الحرب وماقبل القهر وماقبل الموت.. فهل ستعودين ياصديقتي معهم إلى ال(ماقبل)!!.
ومنذ متى ياصاحبة التحولات الجميلة كنت تعودين إلى الوراء، منذ متى كنت تتراجعين ومنذ متى كنت تخاتلين ، أنت تقولين الأشياء كما ترينها وفقط، لاشئ تخفينه، ولا شئ يخفيك ، أنت واضحة وبسيطة .. وقادرة على قول الأشياء بلا مواربة، لكنك لم تقولي أن هذه هي محطتك الأخيره .. صديقاتك جميعا لا يعرفن ..هل تعرفين ياهدى ؟ هل تعرفين يانسيبه ؟ هل تعرفين ياألحان ؟؟ هل تعرفن أن عائشه الحيمي قد حزمت حقيبتها لترحل ؟
لم تخبري أحدا حتى زوجك وصديق ايامك الذي تحبين !! لم تخبرينا أن المحطات أوصدت أبوابها دونك وأن محطاتنا القادمة بلا لون.
بالأمس قالوا عائشة أصيبت .. قلت هي عائشة .. فكيف تموتين اليوم وكفك لازالت مفتوحة للغد الأجمل الذي به تبشرين!! . ياعائشه هذه رصاصة عابثة من أيادي عابثة لم يعرفوا يوما كم كافحتي وكم ناضلتي لترى نبتة روحك النور، هم لا يعرفون كيف تدفق النهر من بين الصخور القاسية .. وكيف انبلج الصبح من بعد ليال كالحه، وكيف تنفستي الصعداء وانت تنطلقين بالنور واليقين وتنشرين رسالة الحب والسلام، - كيف مرت عائشه من هنا .. وكيف مررتم .. أي سبيل غادر جمع الضدين، أنت ِرسول السلام والحياة والصعود وهم أئمة القتل والموت والسقوط .. ياصديقتي تغادرين فيما هم لا يزالون ينتشرون كالوباء وتأفلين من حيث كان على امثالك أن يشرقوا.. لقد اطفأوا الضوء بعتمتهم البشعة ..واغتالوا أحلام العاشقين امثالنا.