في 15 دقيقة تمكنت قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، من تدمير منظومة الدفاعات الجوية والسيطرة الكاملة على الأجواء اليمنية. قبلها كانت الطائرات الحربية تتساقط تباعاً في مناطق مختلفة من البلاد بين الفترة من 2011 وحتى 2014، وتتعرض للتدمير في ظروف غامضة، حيث سجلت تقارير صحفية سقوط وانفجار 11 طائرة من أنواع مختلفة (سوخوي، 5F، ميج، أنتنوف، وعمودية) بالتزامن مع عمليات اغتيال لعدد غير قليل من ضباط برتب عليا ومتوسطة في القوات الجوية.
في أغسطس آب 2014 تلقت الأجزة الأمنية بالعاصمة صنعاء بلاغاً عن وجود نفق جوار منزل صالح في شارع صخر، كشفت التحقيقات وإجراءات المعاينة بعد ذلك فعلاً عن وجود نفق يمتد باتجاه الجنوب من منزل صالح، بطول 88,40 متراً, وارتفاع 1,70 متراً وعرض 70 سم. اتهم صالح وحزبه حينها جهات وشخصيات من خصومهم بإدارة مخطط لاغتيال صالح عبر هذا النفق.
لم يكن علي عبد الله صالح ربيب آل سعود المدلل، الذي استمر 33 عاماً، قائداً أعلى للقوات المسلحة، يتوقع أن تُمسّيه وليّة نعمته، السعودية على رأس تحالف عربي، بغارة جوية مساء 26 مارس آذار الماضي، لتفتح عليه أبواب الجحيم، وهو الذي لم يعمل حساباً عسكرياً قط لخصوم الإقليم، بينما كان يبني التحصينات والدفاعات تفادياً لخصوم الداخل. وهذا يفسّر إلى حدٍ ما، الدمار المريب الذي طال القوات الجويّة عقب تنازله عن الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني من العام 2011 بناءً على تسوية سياسية رعتها السعودية ودول الخليج.
في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي 26 نوفمبر استهدفت طائرات التحالف مواقع في منطقتي عطان والصباحة، غرب وجنوب غرب العاصمة صنعاء. بعد ذلك بساعات تناقل صحفيون وناشطون يمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأنفاق عملاقة مجهّزة بمواصفات هندسية عالية، زعموا أنها أنفاق تمتد بطول 30كم من منطقة الصباحة، (مقر قيادة القوات الخاصة الموالية لصالح) إلى عطان (لواء الصواريخ وقصور لأسرة صالح) ثم إلى السبعين (دار الرئاسة ومسجد الصالح) ثم إلى معسكر الحفا جنوبصنعاء ومنه إلى منطقة سنحان مسقط رأس صالح.
وقال الناشطون أن أجزاءً من مداخل هذه الأنفاق تعرض للتدمير بفعل الضربات الجوية لطائرات التحالف، بينما اعتبره سياسيون تمهيداً لمعركة صنعاء وربما عامل حسم مبكر للمعركة المرتقبة منذ شهور.
طوال مدّة حكمه مارس صالح المراوغة، مابين الحيلة والانبطاح، علاقاته الدولية مع دول الجوار وحتى الدول الكبرى، معتقداً أن خلطة العطار المبتكرة ستضعه في مأمنٍ من بطش هذه الدول إذا ما أفسد الدهرُ يوماً ثقتهم به. فراح يُعد جيش البلاد بإمكاناته ومنظوماته وتحصيناته لمواجهة خصوم الدّاخل، أو بمعنى أدق: لمواجهة الشعب إذا ما غضب في وجهه ذات يوم.. وقد كان !