شهدت محافظة الجوف شمال شرق اليمن اختراقاً كبيراً في خارطة الصراعات والحروب القبلية بعد أن وجدوا أنفسهم في مواجهة خصم كاد أن يلتهم الجميع. فبعد ثلاثين عاماً من القطيعة والصراع الدامي الذي راح ضحيته العشرات من المسلحين القبليين التقى زعيما القبيلتين الأكبر في المحافظة همدان والشولان ومعهما عدد كبير من وجهاء القبيلتين في منزل الشيخ أمين العكيمي زعيم قبيلة الشولان.
وفي مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف محافظ المحافظة اللواء حسين العجي العواضي التقى شيخ قبيلة الشولان أمين العكيمي مع شيخ قبيلة همدان سنان العراقي لقاءا ودياً لا يشبه لقاءات سابقة شهدتها ساحات المعارك في المنطقة.
وقال الشيخ سنان العراقي، إنه للمرة الأولى منذ حوالي 30 عام يدخل منزل الشيخ العكيمي، في إشارة لحالة النزاع التي شهدتها قبيلتا همدان والشولان، فيما أكد الشيخ العكيمي قيمة الموقف وأن أبناء القبيلتين عرفوا المعاناة التي جلبتها لهم القطيعة مع بني العم.
وبنظر كثير من المتابعين فإن هجوم الحوثي على المحافظة أسهم بشكل كبير في توحد مختلف قبائل الجوف لمواجهته كخطر يهدد وجود الجميع، ليتمكن بعدها المحافظ العواضي من لم شمل الطرفين والتقريب بينهما، بعد أن عاشت القبيلتان في قطيعة تامة لما يزيد عن ربع قرن من الزمن.
وعلى هامش الضيافة، عقد اجتماع ضم محافظ المحافظة حسين العواضي وقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء أمين الوائلي، ومدير أمن المحافظة العميد علي شطيف، والشيخ عبدالحميد عامر رئيس إصلاح الجوف، والشيخ أمين العكيمي، والشيخ سنان العراقي والشيخ باشا بن حزام العطية، والشيخ صالح الروسا، والشيخ ربيع العكيمي.
ونقل المحافظ إلى المجتمعين تحيات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، مؤكداً دعم قيادة الشرعية لعملية تحرير ما تبقى من محافظة الجوف، والمساعدة في توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين الذين عانوا الأمرين إثر سيطرة الانقلابيين على المحافظة.
وناقش المجتمعون الأوضاع الأمنية والخدمية والحياتية في المحافظة، مؤكدين على عدم التساهل مع جيوب الانقلابيين وضرورة التعامل بحزم لتثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة، ومنع أي محاولة للعبث بأمن الناس واستقرارهم.
وأكدوا على احترام سيادة الدولة، ووحدة الصف وموقفهم الموحد في تمسكهم بالشرعية، ومساندتهم للمحافظ في كل ما من شأنه أن يحقق الصالح العام ويوفر الخدمات لأبناء المحافظة.
وعبر مشائخ القبائل والقادة العسكريين والأمنيين، عن شكرهم لقيادة المحافظة والقيادة السياسية ولتحالف العربي الذي ساند اليمنيين في استرجاع أرضهم واسترداد حقوقهم الذي سلبها منهم الغازي الفارسي بأيد يمنية.
الجدير ذكره، أن الحرب بين قبيلتي همدان والشولان كانت من أطول الحروب والنزاعات بين القبائل اليمنية، والأشد ضراوة وشراسة. وظلت الحرب بين القبيلتين حوالي 24 عاماً، خسرت خلالها القبيلتان أكثر من 150 من أبنائها.