ببساطة وتبسيط هذا ما يحدث في مفاوضات الكويت: الجميع جاء لتنفيذ القرار 2216... الأممالمتحدة والحكومة والمتمردين.. وتحديدا ما يتعلق منه بالمحاور الخمسة المعلنة كأجندة للاجتماعات.. لكن:
الحكومة جاءت لبحث المحاور الخمسة بتسلسل من 1 إلى 5 .. أي الانسحاب وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة ثم استئناف العملية السياسية..
المتمردون جاءوا لبحث النقاط الخمس بترتيب معكوس.. تشكيل حكومة من جميع الأطراف لتنفيذ بقية النقاط..
المبعوث الأممي كحل وسط سيدفع المتحاورين الى مناقشة جميع المحاور بالتزامن من خلال تشكيل لجان لبحث كل محور على حده .. على أمل أن يسهم الخوض في تفاصيل كل منها في تحقيق تقدم ما في مسار أو أكثر (وهذا ممكن) ما يمكنه من إحداث اختراق لاحقا بالبناء على ما تم انجازه ومحاولة التغلب على العقبات المتوقعة والقضايا المٌختلف حولها والوصول بالتالي إلى حل وسط ما يحقق لكل طرف بعض من مطالبه.. أو هكذا يأمل المبعوث على ما يبدو.
لكن للتذكير.. المحاور الخمسة أغلبها ورد بالنص في قرار مجلس الأمن الدولي 2216 كمطالب للتنفيذ الفوري وبدون شروط والطرف الوحيد المٌطالب بتنفيذها وفقا للقرار هم المتمردون والهدف منها تحديدا التراجع عن الانقلاب، والإجراءات التي تمت تحت مظلته!.. بعد تنفيذ هذه المطالب العاجلة بقية مواد القرار هي مطالب موجهة لجميع الأطراف اليمنية حكومة ومتمردين!
ولذلك ورغم اتفاق وقف الأعمال القتالية يحشد المتمردون كل قواهم للتصعيد في تعز ومأرب وفي الجبهات الرئيسية تحديداً.. فالمكاسب على الأرض تمكنهم من خلط الأوراق والتنصل من الالتزامات.. والظهور كطرف قوي على الأرض ومن ثم قوي في المفاوضات.. أو هكذا يأملون!