قتل مسلح 50 شخصا في ملهى ليلي مزدحم بمدينة أورلاندو في ولاية فلوريداالأمريكية يوم الأحد في أسوأ حادث إطلاق نار بتاريخ الولاياتالمتحدة وصفته السلطات بأنه عمل إرهابي محتمل. وقتلت الشرطة المهاجم الذي عرفته بأنه عمر متين من فلوريدا. وقال عضو كبير بالكونجرس الأمريكي إن متين ربما بايع تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه ليس لديهم أدلة فورية عن أي صلة له بالدولة الإسلامية أو أي جماعة متطرفة أخرى في الخارج.
وقتل 53 شخصا في الهجوم الذي قال بادي داير رئيس مدينة أورلاندو إنه أدمى حادث إطلاق نار في تاريخ الولاياتالمتحدة ويتقدم على مذبحة جامعة فرجينيا للتكنولوجيا عام 2007 التي قتل فيها 32 شخصا.
وقال داير "اليوم نتعامل مع شيء لم نتخيله ولا يمكن تصوره."
ومشيرا إلى تقديرات سابقة ذكرت إن عدد القتلى 20 شخصا قال "ببالغ الحزن أقول أنه ليس لدينا 20 ولكن 50 قتيلا علاوة على المهاجم ويوجد 53 آخرون ...يخضعون للعلاج في المستشفى."
وقال مسؤولون في الشرطة إن شرطيا يعمل حارسا داخل ملهى بالس الذي يقع بوسط أورلاندو منذ عام 2004 وكان بداخله 350 شخصا تبادل إطلاق النار مع المشتبه به نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
وقالت إدارة الملهى على فيسبوك "خرج الجميع من بالس وتابعوا الركض."
وقالت الشرطة إنها أنقذت العشرات من الزبائن المذعورين الذين اختبأ بعضهم في دورات المياه. وقالت الشرطة إن ضابطا جرح بعد إصابته برصاصة في خوذته خلال تبادله النيران مع المهاجم.
وتطور موقف احتجاز رهائن سريعا وبعد ثلاث ساعات اقتحمت فرقة من الجنود الملهى وقتلت الرجل. ولم يتضح متى أطلق المسلح النار على الضحايا.
وأشار أكبر عضو ديمقراطي بلجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي إلى إطلاق الرصاص في رمضان وتحريض زعماء تنظيم الدولة الإسلامية أتباعهم على شن هجمات خلال هذا الشهر.
وقال النائب آدم شيف في بيان "الهدف كان ملهى ليليا للمثليين وإن صح وكما تقول سلطات إنفاذ القانون أن مطلق الرصاص أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية يشير كل ذلك إلى عمل إرهابي يستلهم (فكر) تنظيم الدولة الإسلامية."
قالت شبكة فوكس نيوز الأمريكية يوم الأحد إن عمر متين المشتبه بقتله 50 شخصا في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو كان معروفا لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي منذ 2013.
وقالت فوكس نيوز نقلا عن مصادر لم تحددها إن المكتب فتح في السابق ملفا عن متين.
* حالة مختلفة وإن تأكد أنه عمل إرهابي سيكون أدمى هجوم من نوعه على الأراضي الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 عندما ضربت طائرات ركاب خطفها أعضاء في تنظيم القاعدة برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاجون ومنطقة في بنسلفانيا مما أسفر عن مقتل 3000 شخص.
وقتل شقيقان من الشيشان ثلاثة أشخاص وجرحا أكثر من 260 بقنبلتين يدويتين في سباق ماراثون بمدينة بوسطن في ابريل نيسان 2013.
وعند سؤاله هل للمهاجم ميول نحو التشدد الإسلامي ومنها تعاطفه المحتمل مع تنظيم الدولة الإسلامية قال رونالد هوبر العميل في مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي للصحفيين "لدينا افتراضات بأن الرجل ربما كانت له ميول باتجاه هذه الأيدولوجية لكن لا يمكننا التأكيد الآن."
وقال ماركو روبيو السناتور عن ولاية فلوريدا في تصريح لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية إنه عرف أن المسلح عمل في شركة للأمن ولذلك فإنه خضع لبعض التدقيق الأمني.
وقال "في اليومين المقبلين سيحققون لمعرفة من أين استلهم (الدوافع) لتنفيذ هذا العمل الإرهابي المروع."
وأضاف قائلا "أعتقد أنهم سيتحدثون قريبا عن حالة مختلفة تماما."
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس باراك أوباما أمر الحكومة الاتحادية بتقديم أي مساعدة مطلوبة لشرطة فلوريدا التي تحقق في الحادث.
وقال جيري ديمنجس قائد شرطة أورانج كاونتي إن المهاجم كان يحمل بندقية هجومية ومسدسا. وكان جون مينا قائد شرطة أورلاندو قال في وقت سابق إن المهاجم كان يحمل أيضا "شيئا" غير محدد.
وأظهرت لقطات تلفزيونية ضباط الشرطة والمدنيين ينقلون الجرحى بعيدا عن الملهى ويتفحصون آخرين يرقدون على الأرض. وانتشرت العشرات من سيارات الشرطة وعربات الإسعاف في المنطقة.
*"عمل مروع" وقال مينا للصحفيين "إنها قطعا مأساة لا تخص المدينة فقط ولكن أمتنا كلها. نؤمن إنها مأساة يمكن أن تحدث في أي مكان في الولاياتالمتحدةالأمريكية وما نود أن نقوم به هو أن نبقى حذرين."
يوصف "بالس" على موقعه الالكتروني أنه أكثر من مجرد "ملهى للمثليين" وافتتحته باربرا بوما في 2005 لتخليد ذكرى شقيقها الذي توفي بفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في).
وقالت جماعة إيكوالتي فلوريدا المدافعة عن حقوق المثليين في أمريكا في بيان إن اختيار الهدف يفطر قلوب المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا في الولاياتالمتحدة.
وقالت الجماعة "نوادي المثليين لها مكانة مهمة في تاريخ المثليين وكانت في أغلب الأحيان مكان التجمع الوحيد الآمن وهذا العمل المروع يضرب مباشرة إحساسنا بالأمان."
والحادث هو ثاني واقعة إطلاق نار في ملهى ليلي في أورلاندو خلال ساعات. وقالت الشرطة الأمريكية إن كريستينا جريمي نجمة الغناء الصاعدة التي نالت شهرة واسعة بعد مشاركتها في برنامج المواهب الغنائية التلفزيوني (ذا فويس) توفيت يوم الجمعة بعد أن أطلق مسلح النار عليها في حفل غنائي في أورلاندو.
ويبلغ عدد سكان أورلاندو أكثر من 270 ألف شخص ويوجد بها مدينة ملاهي ديزني وورلد الشهيرة وغيرها من الوجهات السياحية التي جذبت 62 مليون سائح في 2014.
وأعلنت وكالة أعماق المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية يوم الأحد مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار الذي أودى بحياة 50 شخصا على الأقل في مذبحة بملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا.
وقالت الوكالة "الهجوم المسلح الذي استهدف ناديا ليليا للشواذ في مدينة أورلاندو بولاية فلوريداالأمريكية والذي خلف أكثر من 100 قتيل ومصاب نفذه مقاتل من الدولة الإسلامية."