توعدت جماعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم "كتائب العهد والميثاق للشهداء جابر الشبواني ومرافقيه" بالانتقام لنائب محافظ مأرب ومرافقيه الذين قتلوا في غارة جوية ليل الأثنين الفائت. وقالت الكتائب في بيان تلقاه المصدر أونلاين "إنها لن تفرط في دم الشهيد وقضيته المقدسة. وأضاف "لن نغفر للقتلة والمجرمين والغادرين وإننا لهم بالمرصاد وسوف نقاتلهم بكل ما أوتينا من قوة ولنتبرصن بهم الدوائر لتكون دائرة السوء عليهم". وجاء ذلك رغم قبول والد الشبواني للتحكيم الرئاسي في مقتل نجله والسماح للجنة التحقيق باستكمال إجراءاتها، وهو ما يعني إن هناك خلاف واضح داخل قبيلة عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني. وكانت ذكرت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" في وقت سابق إن انقساماً حدث في أوساط قبيلة عبيدة على إثر قبول والد الشبواني للتحكيم الرئاسي في حين أبدى مشائخ آخرون رفضه. وتمسكوا بضرورة الإعلان عمن يقف خلف العملية التي أودت بحياة نائب المحافظ ومرافقيه. وعزز البيان الأخير الذي أصدر اليوم صحة ذلك الانقسام، وذيل البيان باسم "كتائب العهد والميثاق للشهداء جابر الشبواني ومرافقيه". ولم يشر صراحة إلى من يقف خلفه لكن مصدر قبلي مطلع رجح ل"المصدر أونلاين" أن يكون وراءه شباب غاضبين من أبناء قبيلة عبيدة ومحبي نائب المحافظ الشيخ جابر الشبواني. وقال البيان الذي تلقاه المصدر أونلاين مخاطباً أهالي مأرب "إعلموا إنه في حال تفريطكم في حادثة اغتيال جابر الشبواني فاستعدوا لنتائج وعواقب ما سيحل بهذه المحافظة عامة ومديرية الوداي خاصة". وأكدت "كتائب الشبواني" عدم قبولها بما يفرضه ما وصفته ب"الجلاد" على الضحية. في إشارة منها إلى سعي الحكومة للتحكيم الرئاسي. وأضاف "لن مجبرين على ذلك (...) وخاصة ما تتعرض له محافظتنا من تحليق مكثف للطيران التجسسي والرصد وكذا عسكرة المحافظة وإخراج الحملات العسكرية وقصف الطيران وزرع جيوب التخريب". وأشار بيان "الكتائب" إلى أن ما يسمى تنظيم القاعدة هو "عدو وهمي تتعلل به الحكومة وحلفاؤها لمكافحة خطر لا وجود له وأن الهدف من هذا الغطاء أو الحملات هو استهداف أبناء الوطن عامة وأبناء مأرب الشرفاء تحديداً". ويعد ذلك إشارة إلى استبعاد أن يكون وراء هذا البيان عناصر من تنظيم القاعدة الذين تقول الحكومة إنهم يتخذون من منطقة عبيدة ملجأ لهم. وعبر البيان عن استنكاره لقبول والد الشبواني وبعض المشائخ للتحكيم القبلي من قبل الحكومة، وقال "إنما تعرض له الشبواني ومرافقوه من طريقة اجرامية شنعاء ثمن عمد الحقد والكراهية للمسؤولين عنها ولكن الأسوأ من ذلك والأنكر أن يقبل وجهاء القوم ومشائخهم وأعيانهم بتأسف المتآمرين وعذر القتلة المجرمين وبالتستر على كشف الحقيقة والقبول بحفنة من المال أو المصلحة التي تمرغ أنوف الجميع بالمذلة والمهانة". وتساءل البيان: متى نترفع عن هذا الفعل القبيح وقضيتنا اليوم ليست كتلك القضايا السابقة فهي جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد ومطلوب كشف حقائقها للجميع. وحمل الجميع أمانة دم جابر الشبواني ومرافقيه. كما طالب بيان "الكتائب" الطرف المنفذ لمقتل نائب المحافظ الإعتراف بجرمه، داعياً أبناء مأرب إلى عدم السلام مع الحكومة مستقبلاً. واختتم البيان القول "الآن والفرصة سانحة لوضع النقاط على الحروف كما يقول المثل الشعبي "الصقر لوح له .. والثور بوح له" ولكم الخيار بين الأمرين واللبيب تكفيه الإشارة". في المقابل، أصدر والد جابر الشبواني بياناً منفصلاً عبر خلاله عن عدم صلته بأية أعمال تستهدف الأمن والاستقرار. وجاء في البيان الذي تلقاه المصدر أونلاين "نحن أولياء دم الشهيد جابر الشبواني ومرافقيه نشكر كل من وقف معنا ونعلن للجميع أننا قد قبلنا التحكيم من اللجنة المكلفة من الأخ رئيس الجمهورية على أن تستكمل اللجنة تحقيقاتها لملابسات الحادث". وقال البيان إن هذا الموقف يأتي "حرصاً منا على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وعدم إلحاق الضرر أو الأذى بالشعب اليمني وتفويت الفرصة على المغرضين والمتربصين بأمن واستقرار المحافظة" وعبر بيان الشبواني عن براءته من أي أعمال تستهدف المصالح العامة، وقال "وبهذا إننا نبرأ من أي أعمال تخريبية أو المساس بالمصالح العامة والخاصة وتعتبر أي أعمال من هذا القبيل ليس لها أي صلة بقضيتنا لا من قريب ولا من بعيد". ويأتي هذا في الوقت الذي عقد فيه وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري اجتماع أمس الأحد بقيادة الأمنية والعسكرية، وحضر الاجتماع ناجي الزايدي وراجح حنيش وكيل جهاز الأمن السياسي. وطبقاً لموفد المصدر أونلاين إلى مارب الزميل عمر العمقي، فإن المصري أكد خلال اللقاء على أنه سيتم الضرب بيد من حديد ضد كل من يحاول المساس بالمصالح العامة. مطالباً أبناء محافظة مأرب الإلتزام بالقانون.
وكانت الحكومة اليمنية قد توصلت إلى اتفاق مع القبيلة التي ينتمي إليها نائب محافظ مأرب الأمين العام للمجلس المحلي جابر الشبواني. وذكرت مصادر قبلية يمنية في وقت سابق ل"المصدر أونلاين" أن الحكومة اليمنية أرسلت هدية تعويضا عن مقتل الشبواني تتضمن مائتي بندقية آلية (نوع كلاشنكوف) وسيارة لاند كروزر وخمسة ملايين ريال يمني (ما يعادل 22830 دولارا أميركيا) لينهي العرف القبلي أحداث العنف التي تلت الحادث واحتمالات تصعيده. وكانت قبائل مأرب قد هددت باستهداف المصالح الحكومية انتقاما للشبواني. وقتل الشبواني وخمسة من أفراد أسرته ومرافقيه لقوا حتفهم في غارة جوية ليلية نفذتها طائرة بدون طيار في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب (شرق اليمن) مساء الاثنين.