أصبح ( سايكس بيكو الطائفي )مشروعا واضح المعالم ،معلنا غير مخفي. وهو يحقق اختراقات في بعض دول المنطقة كما يواجه بتحديات كبيرة في دول أخرى .
ومن قراءة الأحداث يتضح أن لهذا المشروع أسلوبين اثنين في تحقيق أهدافه . الأول : يعتمد على مزعوم ( شرعية ) الانظمة ( الطائفية)المعادية لمحيطها العربي . ودعمها في مواجهة شعوبها المستعصية على التقسيم ،عبر إلصاق تهم مثل ( القاعدة ، داعش ) بمكوناتها الحرة وتنظيماتها الثائرة . ومن ثم إعلان الحرب عليها ( سوريا أنموذجاً ) .
الثاني : يعتمد على نزع ( شرعية ) الانظمة ( الوطنية ) والتي تمثل سدّاً منيعاً أمام محاولات التقسيم الطائفي،بما تملكه من قوة قانونية واخلاقية. . وانسجام تام مع محيطها العربي المقاوم ( اليمن أنموذجا ) .
وفي هذا السياق تأتي ( خارطة الطريق ) المقدمة من المبعوث الأممي . والتي لا تهدف إلى إخراج المتمردين من المدن ، أو نزع أسلحتهم ، بقدر ما تهدف - في حقيقتها - إلى نزع السلاح اليمني الاقوى في وجه ( سايكس بيكو ) الطائفي ،الا وهو الشرعية الوطنية الممثلة بالرئيس المنتخب / عبد ربه منصور هادي . وبالتالي نزع الغطاء الشرعي - في بعده الوطني - عن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ليسهل تصنيفها واستهدافها بعد ذلك . وكذا نزع الغطاء الشرعي - في بعده الإقليمي - عن التحالف العربي وعملياته في اليمن .
ومن هنا كان رفض هذه الخطة : فعلا وطنيا مقاوما للمشروع الاستعماري ( المُحدَّث ) . وموقفا عربيا ممانعا في مواجهته . وما لم يترجم ذلك الرفض عملياً ( عملياتياً ) - وبسرعة - فالشكوك ستكون كبيرة في إمكانية صموده فضلاً عن صعوده .