توالت ردود الأفعال المنددة بما شهدته مدينة الضالع (جنوب اليمن) من أحداث دموية صباح اليوم الأثنين أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة نحو 16 آخرين في قصف للجيش أعقب مواجهات عنيفة مع مسلحي الحراك. وإذ استنكرت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الضالع ما وصفتها ب"التصرفات الوحشية" التي تمارسها السلطة باستخدام القوة في قتل المدنيين وقصف أحياء المدينة ونشر الرعب والهلع بين السكان، ومواجهة الفعاليات السلمية بالعنف. دانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بشدة ما تعرض له أبناء محافظة الضالع من "قتل وترهيب وتدمير للمنازل والممتلكات" من قبل قوات الجيش والأمن. واعتبرت اللجنة في بلاغ صحفي "إطلاق الرصاص الحي على المواطنين جريمة لا تسقط بالتقادم". وطالبت في الوقت ذاته السلطة إلى سرعة إنهاء المظاهر العسكرية ورفع الحصار المفروض على عدد من مديريات محافظات الضالع وأبين لحج. ودعت لجنة الحوار الوطني إلى فتح تحقيق عاجل بملابسات الحادث وتقديم من ثبت إدانتة للمحاكمة العاجلة، كما دعت كافة أبناء الشعب اليمني إلى إدانة ما تعرض له أبناء الضالع. وطالبت السلطة بالكف عن تفجير الأوضاع في مختلف مناطق اليمن سواء في محافظة مأرب أو في مديرية حرف سفيان بعمران و أخيراً ما حصل اليوم في الضالع. وجددت اللجنة تأكيدها على أن سياسة الترهيب والقمع التي اعتادت السلطة على انتهاجها لن تفضي إلا إلى مزيد من تفجير الأوضاع في البلد الذي لم يعد يحتمل المزيد. وعبرت تحضيرية الحوار الوطني عن مخاوفها من أن يكون هذا التصعيد الأمني الأخير محاولة من السلطة للهروب من الحوار والتنصل عن الالتزامات التي قطعتها مؤخراً وخصوصاً قرار الإفراج عن المعتقلين على ذمة حرب صعدة وأحداث الجنوب. من جهته، جدد مشترك الضالع تأكيده "أن لغة القوة هذه لن تفضي إلا إلى مزيد من الاحتقان وتوسيع دائرة السخط والخراب وبالتالي خلق كل مبررات العنف المضاد، وفقدان الناس باستخدام الوسائل السلمية في التعبير والمطالبة بحقوقهم". ودعا المشترك قيادة السلطة المحلية إلى تحكيم لغة العقل ووقف سياسة "الأرض المحروقة" وإشعال النار التي لا يستفيد منها سوى تجار الحروب. وحملتها مسؤولية كل التداعيات والأحداث التي تشهدها الضالع من حصار وفلتان أمني وقصف بمختلف الأسلحة يذهب ضحيته المواطنين الأبرياء. وكان عضو المكتب السياسي، رئيس العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني محمد أحمد غالب، قد دان ما شهدته الضالع، وقال "إن القصف الذي تقوم به القوات العسكرية على كافة أحياء مدينة الضالع واستهدف منازل آهلة بالسكان، لم يحصل حتى أيام الاستعمار البريطاني الذي لم يمارس مثل هذه الوحشية ليس على مدينة الضالع فحسب بل على أي مدينة جنوبية". وأضاف غالب، في تصريح صحفي، مستغرباً ما حدث في الضالع اليوم، "هذا هو الحوار الذي وعدت به السلطة وهذه هي الشراكة التي أعلنت عنها". وأردف "إنه حوار الإبادة وشراكة مختلف الأسلحة الثقيلة في تدمير البيوت فوق سكانها".