هذه الصورة نشرتها حسابات عفاشية، وبعض الناشطين حسني النية، للترويج لإصابة طارق عفاش في إحدى الجبهات..! أرادوا إيصال هذه الرسالة بدهاء، الى المخدوعين الذين يتم تجييشهم يومياً والدفع بهم الى محارق الموت، دفاعا عن عائلتين يتمتع أفرادها بكل متطلبات الراحة والأمان، بينما يموت أتباعهم في الجبهات، وفي بيوتهم من الجوع. لم يتم نشر أي خبر في وسائلهم عن الإصابة، وهنا يكمن ذكاء الفكرة، فالنشر المباشرسيبدو تمثيلية ساذجة ومصطنعة، محدودة التأثير، غير أن تناول واقعة الإصابة المفبركة، كصدى لمانشر في وسائل التواصل الإجتماعي، وربما كرد فعل لما نشره بعض "المتشفين" من المحسوبين على الشرعية، سيكون تأثيره واسعاً! سيبدو كما لوكانوا مضطرين للتعامل مع خبر أخفوه، عامدين عن اصابة " قائدكبير" في الميدان، لكن الرسالة الأهم تكون قد وصلت وهي المطلوبة على وجه التحديد: لا تصدقوا أن أفراد عائلة عفاش ينعمون بالامان والراحة ويتقلبون في نعيم الأموال المسروقة، بل يقاتلون في الصفوف الأمامية ويسقطون جرحى أيضاً..!
هناك أكثر من سبب، يعجل بصناعة قصة مفبركة كهذه التي يتم طباختها الآن، فالسخط في أوساط المقاتلين ورجال القبائل ربما هو في أوجه الآن، وقد جاءت "الاصابة المصنوعة" لطارق، بعد 3 ايام فقط، على خطاب يائس من عفاش يدعو القبائل الى الدفع بأبنائهم الى جبهات القتال، في وقت أصبح الناس على حافة الموت جوعاً، وكان خطابه صادماً على نحو ما لأتباعه، لأنه أظهر رغبته في استمرار الحرب، وادخال البلاد طوراً أكثر فظاعة !
لنأخذ أيضاً في الإعتبار تقرير لجنة العقوبات الدولي الطازج، فلم تمر عليه سوى أيام، وهو يتحدث بصورة مفصلة كيف تعمل عائلة صالح وأولاده الموجودين خارج البلاد في استثمار الأموال المسروقة، والاحتيال على قرار التجميد يتحويلها من حساب الى آخر.
رغم الإنقياد الواضح للمقاتلين خلف نزعاتهم العصبية، فإنهم لاشك، سيتساءلون حتى في أنفسهم، لماذا علينا أن نقاتل بينما عفاش وعائلته يسرقون ويمرحون في مأمن من كل هذه المخاطر؟ على الأقل سيشكل هذا الهاجس ظغطاً هائلاً على جيب عفاش ! المعروف أن معظم عائلة عفاش وزوجاته وحتى عائلات أقاربه من الدرجة الثانية خارج البلاد " معظمهم في الامارات"، ولم يتبق سوى إثنين أو3 الى جواره، بينهم طارق الذي يتولى قيادة وحدات حماية المخلوع الشخصية.
ربما يكلفه المخلوع أحياناً بزيارات للمناطق، لتوطيد الثقة الشخصية بينه وبين بعض القادة ومشائخ القبائل، الذين مازالوا موالين له، لكنه لا يشارك في أي عمليات قتالية، ولن يشارك واحد من اهم الشخصيات اللصيقة بعفاش، مهما كانت الضغوط الميدانية.
تظهر الصورة، شخصاً ملتحي، وهذه من ضرورات التخفي بالنسبة لشخص مقرب من عفاش، موجود في صنعاء يتحمل مسؤولية الحماية الشخصية لعمه والإشراف على ماتبقى من اتصالات شخصية، لكنه لا أثر لأي إصابة حقيقة.
حتى خيوط الجهاز الطبي الموجود في أعلى الصورة، تبدو موصولة بجسد طارق، لكن الجهاز منطفئ. ينهمك عفاش في الحديث مع شخص في محاولة تقمص دور من يطمئن على حالة " المصاب" لكن هذا الشخص المفترض أنه الطبيب المشرف لا يرتدي الجلباب الأبيض.
إذا إفترضنا أن هناك شيئاً ألم بطارق عفاش، والصورة صحيحة في مشفى، فهي لشخص يعاني من أي مرض عارض والأرجح أن الملامح تحكي يوميات شخص كثير التنقل، بين مهام مختلفة مع ضيق دائرة الموثوقين، ليس من بينها جبهات القتال حتماً.
من خلف الستارة الزرقاء في الصورة يطل شخص ربما من أقارب صالح ،مبتسم كما لوكان يشاهد شيئاً مضحكاً! الصورة واحدة من فخاخ عفاش. والمؤكد أن الوغد، لا يورط أفراد عائلته في الحرب التي يخوضها لاسترداد أمواله كما يطالب وفده في التفاوض، بعد خسارته فرصة العودة للسلطة بصورة نهائية، بل وخسارة معظم ما كان بحوزته من قوات، لمصلحة الحوثي ! هو والحوثي يقاتلان بالسذج ويقايضان بدمهم للحصول على مكاسب أو للحفاظ عليها.
كونوا يقظين لهذه المصايد التي ينصبها مستشارين إعلاميين وخبراء يستعين بهم عفاش بذكاء، كي لا تتحولوا الى حاملين رسائل مسمومة لعدو اليمنيين وقاتلهم .. * مقال خاص بموقع المصدر أونلاين