بصراحة أنا مهووس بالكرة، تمنحك متعة بطريقة مغايرة لكل شيء تعرفه بالحياة. وفي الكرة أيضاً تجد أن ليس كل شيء مثالي؛ قد يلعب فريقك ويخسر، أو العكس، يفوز دون لعب. لكن أيضاً الشغف المتعلق بالكرة هو نتاج الوهم المستمر بانك تحوز شيء، أو أن فريقك يحقق لك شيء ما بانتصاره. أنت فقط تفرح، تجري وتقفز، وتقبض السعادة بيديك لساعات، بصرف النظر عن ما تعيشه.. وعندما تفوز، خصوصاً في لحظات حاسمة، شيء لا يمكن وصفه.
ما فعله برشلونة أمام باريس سان جرمان، شيء يفوق الوصف والخيال، باللغة الانجليزية "inblievble, incridble" أن يعود فريقك بتلك الصورة الإعجازية؛ فريق يحتاج لتسجيل ثلاثة اهداف والمباراة تلفظ انفاسها الاخيرة، اي في اخر ثلاث او اربع دقائق من الزمن الاصلي. تأتي ضربة حرة ثابتة، انت تقول خلاص المباراة انتهت، لكن أريد هدفاً كرد اعتبار فقط. يأتي وتقفز. هل هو شيء ممكن. لا لأن المباراة ستنتهي، كانت الدقيقة 87 خلال ثلاث دقائق يمكن تسجيل هدفين، لكنه وقت ضيق للغاية. لكن بعد ثلاث دقائق يحتسب الحكم ضربة جزاء.
العالم يضج انها ليست صحيحة، حين يأتي فريق من بعيد بتلك الطريقة قد تحدث له اشياء من ذلك، يسانده الحظ ويحتسب له ضربة جزاء غير صحيحة او مشكوك فيها، لكن الجانب الرئيسي هو كيف يفرض فريق شخصيته، ويقوم بتسجيل هدف ثالث، خلال سبع دقائق، وسادس في المباراة.
بعد الهدف الخامس بالتأكيد استعدنا الامل، وانتظرنا المستحيل، ان يأتي هدف خلال ما تبقى من الوقت بدل الضائع، ثلاث دقائق، وفي الدقيقة الخامسة أتى بطريقة مريعة. أنا قفزت وتنططت كطفل، استعدت كثير من الأشياء والمشاعر التي افتقدتها، استعدت طفولتي، ومنحت لنفسي التبرير، كنت أطير من الفرح. لست وحدي، بل ملايين حول العالم يشجعون هذا الفريق.
لهذا في ذلك الوقت، تحديداً ونحن نطير من الخفة، والعالم تحتنا صغير وكأننا نملكه، ذلك الشعور القادم من جنون اللاتوقع، المفاجأة المدهشة، لا يحدث كثير في الحياة، وخلال سبعين عام من بطولة اوروبية، لم تحدث. حدثت بشكل متفاوت، ممكن أن تكون مبهرة في البطولة التي سرقها ألمان يونايتد على البايرن في دقيقتين أو ثلاث دقائق من نهاية المباراة، وتوج بالبطولة عام 1999.
برشلونة في هذا العصر قدم لجمهوره هذا الاحساس المبهر، وأن تتذوقه، أن تكون في ذلك المكان وأنت تطير والارض تحتك مسحوقة ويمكن إعادة تشكيلها، شيء فوق الخيال. لكن مشجع برشلونة احس به ولتلك اللحظة، اللحظة الملعونة لكثير من كارهي الفريق الكاتلوني، والمحبطة؛ هم عاشوا دراما اخرى. أما برشلونة هذا العصر فهو الأقدر على إسعاد جماهيره، برشلونة القرن الواحد والعشرين هو الأكثر إبهاراً. ولهذا أنا محظوظ للغاية كوني أشجع برشلونة، دون أن اغتصب نفسي في التاريخ أو الماضي.
وأعرف ان هذا ايضاً سيكون تاريخ، لكن انا ابن لحظتي الآن، فدعوني اغمر نفسي فرحة واغيظ الأكثر تجهماً من مشجعي التاريخ.. #برشلونة_العظيم