وصلت المواطنة الأسترالية شيلوه غيدينز في وقت متأخر من مساء السبت الماضي إلى مدينة سيدني بصحبة طفليها، بعد أن أمضت شهراً كاملاً في السجون اليمنية تلقت فيها وابلاً من الإهانات والشتائم والمعاملة السيئة. وكشف مصدر مقرب من العائلة أن شيلوه تعرضت لمعاملة سيئة من قبل أفراد جهاز الأمن السياسي خلال فترة احتجازها التي امتدت شهراً كاملاً، ورُحِّلت الجمعة الماضية إلى بلدها أستراليا تحت حراسة أمنية مشددة.
وقال المصدر إن أفراد الاستخبارات أجروا مع شيلوه عدة جلسات تحقيق، وإن كل جلسة كانت تستغرق حوالي 12 ساعة متواصلة، ما يؤدي إلى إصابتها بانهيار نفسي في كل مرة. حسب ما نقلته وسائل إعلام أسترالية.
وأضاف أن المحققين كانوا يوجهون لشيلوه الشتائم ويبصقون عليها أثناء إجراء التحقيقات. وأورد كلمة "كلبة" كمثال للشتائم التي كانت توجه إليها.
وحسب وسائل إعلام استرالية ناطقة بالإنجليزية، وصلت السيدة شيلوه إلى منزلها الكائن بجنوب غرب مدينة سيدني وهي ترتدي البرقع، وبصحبتها طفليها عمر (7 أعوام) وآمنة (5 أعوام)، بعد أن مكثت شهراً كاملاً في زنزانة "قذرة". وكان في استقبالها بمطار سيدني أفراد من عائلتها ومحاميها الاسترالي ستيفن هوبر.
وأصدرت شيلوه بياناً نفت فيه ارتكابها لأي مخالفات، وقالت إنه ليس لديها فكرة عن سبب احتجازها من قبل جهاز الأمن السياسي اليمني.
وقالت: "لم أخرق أي قانون، سواءً في اليمن أو أستراليا، ولا أعرف حقاً لماذا حدث كل هذا".
وشكرت في بيانها المحامي اليمني عبدالرحمن برمان المكلف من قبل منظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات بمتابعة حالتها، والذي قام بدور كبير في إثارة قضيتها وتعريف العالم بها.
وقالت شيلوه إن برمان لم يكتف بأداء عمله كأي محامٍ، لكنه خرج عن المألوف "وكان يحضر لي الطعام والأمتعة الشخصية والماء الصالح للشرب إلى السجن الذي كنت فيه".
ودخلت المواطنة الأسترالية شيلوه إلى اليمن بطريقة شرعية أواخر عام 2006، بعد أن كانت أسلمت في وقت سابق في بلادها (أستراليا)، وظلت تدرس اللغة الإنجليزية في جامعة صنعاء، وتتعلم اللغة العربية في الوقت ذاته خلال الأربع السنوات الماضية، حتى بدأت علاقتها مع الجهات الأمنية تتدهور بعد قرار الخارجية الاسترالية إلغاء جوازها الأسترالي في ال10 من أبريل الماضي. بعدها اقتحمت قوات تابعة لجهاز الأمن السياسي منزلها في 11 مايو الماضي، وقامت بالتحقيق معها في منزلها وفرض الإقامة الجبرية عليها.
وبحسب المحامي البارز عبدالرحمن برمان الذي تحدث ل"المصدر أونلاين" فقد اقتاد أفراد من جهاز الأمن السياسي السيدة شيلوه، ظهر ال13 من مايو الماضي، إلى مقر الأمن السياسي وظلوا يحققون معها حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ثم أعادوها إلى منزلها، وفرضوا عليها حراسة مشددة.
وأضاف برمان، الناشط في منظمة "هود" غير الحكومية، أنه تم أخذها في اليوم التالي إلى سجن الأمن السياسي، وظلت تتنقل بينه وبين قسم النساء في السجن المركزي بصنعاء، في الوقت التي فرضت فيه قوات الأمن إقامة جبرية على الطفلين عمر وآمنة في إحدى شقق العاصمة صنعاء، ما أثار رعباً شديداً في نفس الطفلين، خاصة في غياب أمهما.
وحول تعرض شيلوه للإساءة أثناء التحقيقات، أفاد برمان أنه التقى بها خلال فترة احتجازها خمس مرات، لكن تلك اللقاءات كانت تجري في فترات قصيرة، ولم يسمح له بمناقشة أوضاعها في السجن أو كيف تجري معها التحقيقات، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن رفضت السماح له بمقابلتها قبيل ترحيلها من اليمن.
وقال ل"المصدر أونلاين" إن حراسة أمنية مكونة من 10 جنود اقتادوا الطفلين من الشقة التي كانوا محتجزين فيها إلى مطار صنعاء الدولي، وتم لم شمل الأسرة في صالة المغادرة بالمطار. مضيفاً أن محاميها الأسترالي هوبر أرسل رسالة إليه يطمئنه عن وصولها إلى أستراليا ليل السبت الفائت.
وطبقاً لمعلومات نشرتها وسائل إعلام أسترالية، فإن قرار وزير شؤون الخارجية الأسترالي إلغاء جواز سفر شيلوه جاء بناءً على طلب رئيس "الآسيو ASIO" (جهاز المخابرات الوطني الأسترالي) ديفيد إيرفين، الذي قال في رسالته لوزارة الخارجية إن لدى شيلوه "تفسيراً متطرفاً للإسلام، وأنشطتها في اليمن تضر بالأمن" حد زعمه.
ونتيجة لتواصل الاستخبارات الأسترالية بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الذي لديه مكتب في صنعاء، ألقي القبض على السيدة شيلوه غيدينز من قبل أفراد الأمن السياسي، وحدث ما حدث لها.