طالب وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث اليمن بتسليم طفلين استراليين بعد اعتقال الشرطة اليمنية والدتهما الاسترالية للاشتباه بعلاقتها بتنظيم القاعدة، في الوقت الذي يقول محاميها إن الصغيرين محبوسين لوحدهما في شقة والدتهما بصنعاء. وقال وزير الخارجية الاسترالية "على اليمن أن تعيد جوازات سفر الطفلين الذين يتراوح عمريهما بين خمس وسبع سنوات والسماح لهما بالمغادرة". وذكر سميث: "نعتقد أن أفضل شيء للأطفال هو إعطائهم جوازات سفرهم وإعادتهم إلى أستراليا، ونحن نحث السلطات اليمنية على القيام بذلك. لقد أوضحنا للسلطات اليمنية أننا بصراحة لا نرى أي سبب يستدعي عدم السماح للطفلين باستعادة جوازي سفرهما والعودة إلى استراليا". وأكد سميث إن استراليا ألغت جواز سفر الأم لأسباب أمنية بناء على نصيحة من جهاز الاستخبارات الأمنية الاسترالية، لكن السلطات الاسترالية توفر مساعدة قنصلية للعائلة منذ اعتقالها يوم 15 مايو. وقال محامي السيدة "غيدنز" السيد "ستيفن هوبر" إن السلطات اليمنية اعتقلتها لكي تعرف الأسباب التي أدت إلى إلغاء جواز سفرها الاسترالي، مضيفا بأن الطفلين قيد الإقامة الجبرية. وقال المحامي هوبر: "ما أعرفه إنهما باقين في شقة الأسرة في اليمن. وما هو مسموح هو إحضار أحد الجيران مواد غذائية لهما إلى عند باب الشقة والبقاء هناك لبضع دقائق فقط. وغير ذلك أن الأطفال لوحدهم في الشقة وهناك حراسة مسلحة خارج المبنى". لكن وزير الخارجية سميث قال إن لديه معلومات بأن الطفلين في رعاية إحدى صديقات والدتهما. وحول قضية المعتقلة الاسترالية المسلمة السيدة "شيلوه جين غيدنز" نشرت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية موضوعا تحت عنوان " محنة الأم الأسترالية في زنزانة قذرة" وأفادت الصحيفة أن الشرطة اليمنية تحتجز السيدة "شيلوه جين غيدنز" في زنزانة انفرادية رطبة وقذرة وتم حرمانها من التواصل مع محاميها لمدة أسبوع -السيدة غيدنز، مسلمة عمرها 30 عاما وقد انتقلت إلى اليمن مع طفليها في عام 2006م- وقد اعتقلتها الشرطة اليمنية "الخائفة" في 16 مايو.. وتم وضع طفليها عمر" 7" سنوات، وأمينة "4" سنوات، تحت الإقامة الجبرية في شقة والدتهما بصنعاء. وقالت الصحيفة: يبدو أن الأسرة الأسترالية واقعة في خضم خلاف دبلوماسي بين الحكومة اليمنية ودبلوماسيين استراليين، حيث يطالب الاستراليون بالإفراج عن أطفالها في حين يرفض اليمنيون الإفراج عنهم أو تسليم جوازات سفرهم.. كما أن الأوضاع المزرية التي تُحتجز فيها السيدة غيدنز تثير قلق محاميها الاسترالي ستيفن هوبر، حيث يقول: "لقد تم احتجازها في زنزانة انفرادية قذرة ومليئة بالرطوبة، مضيفا فهي تطرق باب الزنزانة في كل مرة تريد الذهاب إلى الحمام لكنهم دائما لا يأبهون لطلبها". وقال هوبر إنه على الرغم من ضعف كتابتها بالغة العربية، فالشيء الوحيد الذي سُمح لها هو التراسل مع محاميها اليمني باللغة العربية. محامي السيدة غيدنز اليمني عبد الرحمن بارمان تم استدعاؤه إلى مكتب الأمن اليمني الخميس الماضي حيث اخبروه إن اليمنيين هم من سيقرر متى سيتم الإفراج عن الأسرة الأسترالية وليس المسئولين الأستراليين. وقال المحامي هوبر: "الشرطة اليمنية دعت المحامي اليمني وقالوا له (نحن لن نأخذ أوامر من أي أحد ولن نطلق سراح الطفلين أو جوازي سفرهما)". وأضاف السيد هوبر بقوله: "وفقا للدستور اليمني فإن النظام الذي تعمل به الشرطة اليمنية غير قانوني. لكن الاستراليون ملتزمون ولهم واجب الرعاية وعلى البلد الذي يعتقلهم أن يسمح لهم بالتواصل مع محاميهم والحصول على الإجراءات القانونية اللازمة". وأعرب المحامي اليمني بارمان عن قلقه من بيان لوزارة الخارجية الاسترالية قالت فيه إن الطفلين في رعاية إحدى زميلات والدتهما. وهذه المرأة هي فرح حسين بنغالية الجنسية كانت قد اعتقلت هي الأخرى من قبل الشرطة اليمنية في 14 فبراير الماضي وهي الآن قيد الإقامة الجبرية في شقة السيدة غيدنز منتظرة ترحيلها من اليمن. تجدر الإشارة إلى أن أخو فرح وأربعة أشخاص آخرين اعتقلوا أيضا في نفس اليوم ولا يزالون في السجن اليمني.