مليون و140 ألف برميل من النفط الخام المجمد موجودة في خزانات ميناء تصدير النفط العائم بمنطقة راس عيسى على البحر الأحمر ( شمال غرب اليمن) ، وهي ثروة تساوي 70 مليون دولار، لكن هذه الثروة قد تتحول الى كارثة إقليمية مع تزايد المخاوف من تسرب النفط مما يعني حدوث إحدى أسوأ كوارث البقع النفطية في منطقة البحر الأحمر . وأدت الحرب إلى احتجاز كميات من النفط الخام تقدر بحوالي 1.140 مليون برميل، كانت في خزانات ميناء راس عيسى النفطي العائم على البحر الأحمر، وفق البيانات الرسمية ، لكن اليمن يواجه أزمة في تصريف الكمية أو تصديرها لوقوع الخزان تحت سيطرة جماعة الحوثيين .
وبحسب مسؤولين حكوميين وخبراء ، فان الخزان مهدد بحدوث تسرب خاصة خلال شهري يونيو الجاري ويوليو المقبل حيث تشتد درجة الحرارة وترتفع الرطوبة
وأكد محمد بن عيفان ، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للشؤون البحرية أن خزان التصدير ( صافر) برأس عيسى ، بات مهددا بحدوث تسرب نفطي ، نظراً لتوقف الصيانة كلياً بسبب عدم توفر وقود المازوت وبالتالي عدم القدرة على تشغيل الغلايات ، وأصبح جسم الخزان العائم معرضا للتآكل بفعل الطقس والرطوبة
وقال بن عيفان ، في رسالة لوزير النقل حصل " المصدر اونلاين" على نسخة منها :" ان حدوث تسرب ، سيكون له خلاف الكارثة الاقتصادية ، عواقب كارثية على الأرواح والبيئة البحرية وعلى الثروة السمكية في البحر الأحمر ، ولذلك فان تفريغ الخزان أصبح مسؤولية وطنية وأخلاقية ملحة يجب القيام بها على وجه السرعة كأولوية قصوى في الوقت الراهن. وطلب عيفان من وزير النقل مناشدة جميع الجهات الرسمية المسؤولة ذات الصلة بالعمل الجاد والسريع للتخلص من النفط الخام الموجود حالياً على الخزان العائم ( صافر) والبالغ نحو مليون و140 ألف برميل تقريبا .
وقال بن عيفان :" ان حجم الكارثة البيئية في البحر الأحمر ، إن تعرض الخزان العائم لأي عمل عسكري أو حدوث تسرب نفطي ، سيتعدى قدرة اليمن على مكافحتها حتى في زمن السلم ، بل سيشكل تحدياً لدول الأقليم والمراكز المتخصصة فيه رغم امكانياتها ".
ويعتبر ميناء رأس عيسى (البحر الأحمر) أحد ثلاثة موانئ لتصدير النفط الخام تمتلكها اليمن، وهو عبارة عن ناقلة نفط ضخمة وزنها الساكن (409) ألف طن متري سميت ب(صافر) نسبة إلى الموقع الذي تم اكتشاف النفط فيه لأول مرة في اليمن. ويستخدم هذا الميناء لتصدير نفط مأرب الخفيف.
بدوره ، حذر وزير النقل مراد الحالمي ، 14 يونيو الجاري ، من كارثة بيئية متوقعة في حال حدوث أي تسرب للنفط في خزان صافر العائم بالبحر الأحمر، وطالب ، في رسالة لوزير النفط ، بسرعة تفريغ كمية النفط في خزان (صافر) العائم والمقدرة بمليون ومائة وأربعين ألف برميل تقريباً. وكان المدير العام التنفيذي السابق لشركة صافر أحمد كليب ، أشار في رسالة للرئيس عبد ربه منصور هادي ، الى تجاهل قيادة وزارة النفط للمطالبات المتكررة من الشركة بسرعة تفريغ النفط الخام من الخزان العائم صافر بمنطقة راس عيسى ، وقال انه :" يشكل تهديدا حقيقيا مهولاً " .
ويخضع ميناء راس عيسى لسيطرة جماعة المتمردين الحوثيين ، وفشلت محاولاتها في تصدير الكمية بسبب عدم قدرتها على ابرام عقود لبيع النفط مع الشركات العالمية المستوردة .
و كان مصدر في مؤسسة النفط والغاز اليمنية كشف ، أغسطس من العام الماضي ، عن ترتيبات تجريها إدارة المؤسسة لبيع كمية النفط المجمدة في ميناء رأس عيسى منذ أكثر من عام.
وقال المصدر في معلومات خاصة أدلى بها ل"المصدر أونلاين" إن إدارة المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز المعينة من قبل جماعة الحوثيين بدأت التواصل والتنسيق مع مدير شركة صافر النفطية المعين أيضاً من الحوثيين لبيع مليون برميل نفط خام هي إجمالي الكمية المجمدة منذ أكثر من عام في ميناء رأس عيسى العائم.
ونجحت الحكومة اليمنية ، خلال العام الماضي ، في بيع حوالى 3.5 ملايين برميل مجمّدة منذ بداية الحرب في خزانات ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت ( جنوب شرق البلاد) .
وتعطل إنتاج وتصدير النفط في اليمن بشكل كامل منذ بداية الحرب قبل نحو عام، وقبل ذلك أوقفت جميع الشركات النفطية الأجنبية عملياتها وغادرت البلاد في أعقاب سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014.
واستأنفت الحكومة منذ منتصف أغسطس من العام الماضي إنتاج وتصدير النفط من حقول المسيلة النفطية بمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، لكن هذا الإجراء لم يتعلق بحقول صافر، بسبب وقوع خط أنابيب النفط في مناطق سيطرة الحوثيين.