الرياض - محمد عطيف بالرغم من أن اللائحة الجديدة للأندية الأدبية التي أصدرتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية مؤخرا أفسحت المجال ولأول مرة أمام المثقفة السعودية للوصول لمنصب رئيس النادي (مؤسسة ثقافية حكومية)، إلا أن مثقفات سعوديات أكدن ل"العربية.نت" أن ذلك غير كاف وأن الطموحات كانت أكثر من ذلك بعد انتظار دام قرابة 35 عاما لظهور لائحة تعطي مساحة أفضل للمثقفات. المطالبة بضمانات وطالبت المثقفات بضمانة الحصول على مقعد أو أكثر في مجالس تلك الأندية ، وأن تبرهن الوزارة على حقيقة دعمها للمثقفة بماهو أكثر ضمانا من مجرد دخولها لانتخابات يحكمها الرجل.
من جهتها أكدت الناقدة و الدكتورة لمياء باعشن أستاذة الأدب الانجليزي بجامعة الملك عبد العزيز ل"العربية.نت " تفاؤلها بالقرار الجديد، لكنها قالت أن ذلك لا يعني أن اللائحة بوضعها الجديد ستحقق آمال المثقفات، وبينت "نقدم حسن النية ونأمل أن يكون هناك منح أكثر للمثقفة في مجال المساواة مع الرجل"، معبرة عن عدم استبعادها أن تُعرقل الشفافية عن التنفيذ".
وقالت باعشن "كنت أتمنى أن تكون هناك ضمانات أكثر للمثقفة خصوصا أن المثقفة غُيّبت كثيرا"، مضيفة "لماذا لم تقم الوزارة بتخصيص مقعدين مثلا للتمثيل النسائي في كل مجلس من أصل عشرة مقاعد خصوصا أن النساء قليلات".
وأشارت د. "باعشن " أنه بالنسبة للانتخابات "لا نضمن ألا تكون فيها عشوائية ، صحيح أن الوزارة مهدت الطريق باللائحة الجديدة لوصول المرأة المثقفة ليس فقط لدخول المجلس بل ورئاسة النادي وإن كان ذلك مستبعدا"، داعية للاستفادة من تجارب محلية مثل الغرف التجارية وتنظيماتها فيما يخص تطبيق الانتخابات أن فالرجال أكثر وفرص المرأة أقل، حيث أنم هناك بعض القيود ستظهر أمام المثقفة أثناء التطبيق. التعيين المباشر من جانبها أكدت الناقدة والقاصة أمل التميمي عضوة هيئة تدريس في كلية الآداب بالدمام جامعة الملك فيصل، أنها تستبعد تماما أن تحصل المرأة المثقفة على الفرصة للوصول لرئاسة الأندية الأدبية، وتوقعت أن يكون للرجال نصيب الأسد وقالت "أعتقد أن الانتخابات وآلياتها وخصوصا أنها تجربة جديدة ستكون انتخابا رجاليا بامتياز ".
وقالت التميمي "من المفترض بالوزارة أن تساند المثقفة في البداية بمبدأ التعيين المباشر، بدلا من إدخالها من خلال طرح فرصة لا تضمن دخولها وتمثيلها بأي حال من الأحوال".
وختمت التميمي بقولها "على مسألة الطموح فطموحي يتخطى رئاسة النادي فالمثقفة هي عاملة في خدمة وطنها ونتمنى أن تتاح لنا أجمل الفرص لكني غير متفائلة أبدا ". مزيد من الوقت من زاوية ثالثة تختلف قليلا تقول رئيسة اللجنة النسائية في النادي الأدبي بتبوك الدكتورة عائشة الحكمي "يفترض ألا يكون الطموح هو الوصول لرئاسة النادي بل كيف تتم خدمة النادي ".
مضيفة أن "اللائحة فعلا تكفل للمثقفة الوصول للمجلس وكذلك الرئاسة، لكن يجب منح الوقت الكافي للتطبيق على حيز الواقع حتى تظهر الثغرات أو العوائق".
واستبعدت " الحكمي" أن يكون لدى المرأة المثقفة الوقت الكافي الذي يسمح لها بإدارة مؤسسة ثقافية كالأندية الأدبية مؤكدة "لن تتمكن المثقفة حتى لو تفرغت لأن تدير النادي الأدبي والتواجد بالدوام اليومي فهناك مسؤوليات وتسهيلات أمام الرجل في مجتمعنا هو الأقدر على إنجازها"، معتبرة أن الوقت والظروف حاليا لا تسمح للمثقفة السعودية بأن تقوم بذلك "رغم جدارتها وقدراتها الثقافية والأدبية والإدارية". دعوة للمساواة ولا تختلف الآراء السابقة عن آراء عديدة لمثقفات أخريات نقلت عنهن وسائل إعلامية مختلفة آراء كتلك مثل ماقالته رئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي الدكتورة فاطمة إلياس أنه "من المفترض أن يكون حظ المرأة مساويا لحظ الرجل، في ظل اللائحة الجديدة للأندية، بل يجب أن يكون حظها متفوقا على الرجل، وذلك تعويضا للمثقفة السعودية عن سنين الإقصاء من حمى مجالس إدارات الأندية الأدبية"، وأضافت أنها شخصيا غير متفائلة باللائحة الجديدة، رغم إصرارها على الانتخابات، وعدم وجود ما يمنع صراحة انتخاب المرأة.
غير بعيد رأت عضو اللجنة النسائية بنادي المدينةالمنورة الأدبي الشاعرة نادية البوشي أنه "مازال وضع المرأة هلاميًا لم يحدد ولم يرد ما ينص عليه بوضوح، وفكرة أن كلمة المثقف تشير إلى المثقف من الجنسين رجلاً كان أو امرأة دون تمييز، هذه الفكرة ستكون مقنعة فيما لو تم إيضاح هذا الأمر في بداية اللائحة ضمن التوضيحات لمصطلحات اللائحة". جاهزات لرئاسة الأندية وفي تقرير لصحيفة الوطن السعودية الأربعاء 30 يونيو 2010 قالت مثقفات سعوديات "نحن جاهزات لترؤس الأندية الأدبية"، وأعلن أنهن مستعدات للانضمام للجمعية العمومية ودفع رسومها والترشح لعضوية مجلس إدارة الأندية الأدبية طبقا للائحة الأساسية التي اعتمدت أخيرا، بل إن رئيسة اللجنة النسائية بنادي جازان الأدبي خديجة ناجع الصميلي لا تمانع في ترشيح نفسها لرئاسة النادي، مؤكدة أنها ستدفع الرسوم لو بلغت 300 ألف ريال وليس 300 ريال.
فيما قالت رئيسة اللجنة النسائية بأدبي أبها عائشة الشهري أنها فوجئت باللائحة الجديدة "لماذا لا تكون المرأة رئيسة للنادي أو المركز الثقافي؟". 35 عاما من الانتظار يذكر أن اللائحة الجديدة ولدت بعد مرور 35 سنة على صدور أول لائحة الأندية الأدبية، وتمثل تخليا من الوزارة عن الوصاية على أبرز مؤسسة ثقافية أدبية تحت جناحها من الإدارة المباشرة لتنقلها لتصرف المثقفين والمثقفات.
واحتوت اللائحة الجديدة احتوت 39 بندا ونقطة عن سابقتها والتي لم تتعد لوائحها التنفيذية والإجرائية حينها 28 لائحة كانت اُعتمدت وبتاريخ 1395ه .
كما أن اللائحة الجديدة وبحسب متابعين ينتظر من ورائها أن تغير الكثير من النظرة السلبية للكثير من الأدباء الذين رأى بعضهم فيها تفتيتا لمشروع اتحاد الكتاب السعوديين وهو الذي يمثل المطلب الحقيقي .
بالإضافة لاتهام البعض للائحة أنه لم تتناول بجدية البنود المالية للأندية التي وصفت بأنها تتيح نهب ميزانيات الندية كمكافآت لأعضاء المجلس بحيث يحصل حاليا -وقبل تطبيق اللائحة الجديدة - بعض رؤساء المجالس على مكافأة شهرية تقارب العشرة آلاف ريال، وتشير مصادر إلى أن ما يصرف من الميزانية -مليون ريال سنويا لكل نادي - على الثقافة لا يتجاوز ثلث المبلغ .
يقول الناقد والكاتب والروائي حامد بن عقيل للعربية نت تعليقا على وضع اللائحة فيما يخص المثقفة "هنا هوس بقضية المرأة لا بد أن يظهر مع تغيير اللائحة، كان يمكن للمرأة أن تفعل الكثير في ظل وجود اللائحة السابقة"، مضيفا "بالنسبة للائحتهم الأخيرة فإنني لا أستبشر بها خيراً لأنها تفتيت مشين لفكرة اتحاد كتاب واحد يجمع الكل تحت مظلته".