قبل أربع سنوات، جابت صورة ينس ليمان كل بقاع العالم وهو يقرأ ورقة تدله على الجهة التي يجب أن يرتمي فيها خلال ركلات الترجيح أمام الأرجنتين، وبعدما تمرن بشكل جيد قبل المباراة، تمكن الحارس الألماني العملاق من صد ضربتي روبيرتو أيالا وإستيبان كامبياسو ليقود منتخب بلاده إلى نصف نهائي كأس العالم FIFA . في تلك الأيام، كان سيرخيو روميرو مايزال طالباً، إذ يتذكر أنه شاهد تلك المباراة على شاشة التلفزيون، دون أن يتخيل أنه سيكون حارس عرين بلاده في النسخة التالية من أم البطولات، بل والحصول على فرصة للثأر لفريقه.
وعلى بعد ساعات قليلة من دخول أرضية ملعب كايب تاون للمنافسة على بطاقة العبور للمربع الذهبي، تحدث سيرخيو في حوار حصري مع FIFA حول مسيرته الحالية مع منتخب بلاده وحظوظ الألبيسيليستي في جنوب أفريقيا والموقعة المرتقبة أمام المانشافت.
سيرخيو، ما تحليلك لمردود الفريق أمام المكسيك في ثمن النهائي؟ أعتقد أننا لعبنا مباراة رائعة، لقد تقدمنا في النتيجة وحققنا امتيازاً مريحاً في الشوط الأول، ثم أكدنا تفوقنا بعد الاستراحة من خلال الهدف الرائع الذي سجله تيفيز، والأهم هو أننا حافظنا على رباطة جأشنا حتى عندما لم تكن الكرة بحوزتنا، إننا نقوم بعمل جيد على العموم.
لقد شاهدناك تصد العديد من الكرات دون أن تحاول الإمساك بها، هل كنت تفعل ذلك عن قصد؟ نعم، بدون شك، لا أريد أن أعقد الأمور، إن عملي يتمثل في جعل زملائي يشعرون بالاطمئنان، وأعتقد أن أفضل طريقة لذلك هي الاعتماد على السهل الممتنع، إن هذه الكرة تغير اتجاهها من حين لآخر وبشكل غير متوقع، كما حصل في تسديدة كارلوس سالسيدو التي ارتطمت بالقائم، مثلاً. فقد بدت وكأنها تتجه إلى خارج إطار المرمى، لكنها انحدرت فجأة، وقد تمكنت من لمسها بأصابع يدي لحسن الحظ، مما حال دون دخولها.
هل فاجأتكم نتيجة مباراة ألمانيا ضد إنجلترا؟ نعم، لقد تفاجأنا بكل صراحة، إذ اعتقد الجميع أم المباراة ستكون مختلفة تماماً، وأن الفارق لن يتجاوز هدفاً أو هدفين، لكن ألمانيا أظهرت قوتها، وبعد الدقائق الخمس التي تمكنت فيها إنجلترا من الاقتراب من المرمى والضغط على الدفاع، نجح الألمان في السيطرة مجدداً، سنواجه فريقاً قوياً وصعب المراس، لكن يجب أن نشد أزرنا من أجل مواصلة العمل الجيد الذي بدأناه.
كيف تقيم حظوظ الأرجنتين في هذه البطولة؟ إذا واصلنا اللعب على هذا المنوال، سنحظى بفرص كبيرة للمضي قدماً. وعلى المستوى الشخصي، أدرك جيداً أن حراسة المرمى مهمة مصيرية وما أتمناه هو مواصلة اللعب بهذه الطريقة وبهذا المستوى، من المهم جداً أن أمنح الثقة لباقي أعضاء الفريق حتى يتمكن زملائي من اللعب بشكل طبيعي وصنع الفارق من خلال تسجيل الأهداف.
قبل أربع سنوات، سرق ليمان كل الأضواء عندما كان ينظر إلى ورقته الشهيرة في ركلات الترجيح أمام الأرجنتين. هل درست تسديدات المنافسين تحسباً لموقعة السبت؟ نعم، لقد شاهدنا العديد من أشرطة الفيديو وقمنا بتحليلها، ما حصل في 2006 كان شيئاً لا يصدق، لم يكن أحد يتصور أن الحارس سيأخذ معه ورقة إلى الملعب لتطبيق ما تدرب عليه قبل المباراة، وعلى أية حال، أعتقد أن ركلات الترجيح ليست إلا مسألة حدس، لا أقل ولا أكثر، بإمكان المرء أن يشاهد 800 ركلة، لكنك إذا ارتميت في الاتجاه الذي يشير إليه الفيديو وذهبت الكرة في الاتجاه الآخر، فإن ذلك لن ينفع في شيء، إن أهم شيء هو ما يشعر به الحارس في لحظة اختيار جهة معينة والرهان على ذلك.
الناس في الأرجنتين يتابعون المنتخب الوطني بحماس كبير، هل تريد أن تبعث لهم رسالة ما؟ أود أن أستغل هذه الفرصة لكي أعبر عن حبي لزوجتي وابنتي، اللتين تتابعان المونديال في بوينس آيرس، ليس من السهل على المرء أن يكون بعيداً عن عائلته طوال هذا الوقت، وأنا واثق أن زوجتي تسجل كل ما أفعله حتى تُطلع ابنتنا عليه عندما تكبر. كما أود أن أطلب من الناس التحلي بالهدوء والصبر، فنحن نعمل بجد واجتهاد من أجل تحقيق ما لم تحققه الأرجنتين منذ زمن طويل. نريد أن نجلب السعادة إلى قلوبهم، لأنهم يستحقون ذلك.