وصلت إلى مدينة مارب (شرقي اليمن) دفعة جديدة من جرحى القوات الحكومية اليمنية، الذين جرى ترحيلهم من السعودية إجبارياً دون أن يستكملوا علاجهم. وبناءً على قرار اللجنة الطبية التابعة لمركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية التي تشرف على معالجة الجرحى، فقد تم ترحيل خمسين جريحاً من منتسبي الجيش اليمني، وتلقى «المصدر أونلاين» تأكيدات أن بعضهم لا تزال جراحاتهم مفتوحة وآخرين يحتاجون لرعاية طبية بعد إجراء عمليات جراحية في مستشفى الملك فهد بمدينة نجران السعودية.
وقال أحد الجرحى في حديثه ل«المصدر أونلاين»، إن «السعوديين خيرونا أنا وزملائي الجرحى بين الترحيل الإجباري إلى مارب، أو العودة إلى الجبهة»، دون مناقشتهم في حالتهم الصحية التي لا تسمح بالترحيل أو العودة إلى الجبهة.
وأشار إلى أن بعضهم أجريت لهم عمليات خطيرة يحتاجون بعدها للرعاية الطبية، وآخرين ما تزال الشظايا في أجسادهم.
وأكدت مصادر عسكرية وصول دفعة من جرحى المنطقة العسكرية الخامسة إلى مارب يوم أمس الاثنين، تضم خمسين جريحاً، قضوا ليلتهم الأولى في الصالة الرياضية التي يقطن فيها حوالي ثلاثمائة جريح.
وتلقى «المصدر أونلاين» تأكيدات من مصادر طبية أن معظم الذين تم ترحيلهم، كان بحوزتهم تقارير تفيد حاجتهم للعلاج وآخرين لديهم إرساليات من اللجنة الطبية إلى مستشفيات سعودية لاستكمال العلاج.
وتتخذ وحدات عسكرية تابعة للحكومة اليمنية من مناطق واقعة في الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية أماكن لإدارة وإسناد المواجهات التي يخوضها الجيش اليمني في مدينة ميدي اليمنية الحدودية، ضد مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح.
غير أن المعركة التي انطلقت قبل حوالي عامين وحررت شاطئ ميدي وجزءاً من المدينة، أخذت طابع معارك الاستنزاف أكثر من كونها معارك تحرير.
وحمّل الجنود الجرحى الذين تحدثوا ل«المصدر أونلاين» هيئة الأركان مسؤولية استكمال علاجهم وتوفير السكن والرعاية الطبية اللازمة لكل الذين تم ترحيلهم.
ويواجه الجرحى معاناة كبيرة في السكن والعلاج في مدينة مارب التي باتت تعج بالجرحى من قوات الجيش والذين يصلون إليها من جبهات الجوف ونهم وصرواح وميدي، وتبدو قيادة الجيش اليمني عاجزة عن مواجهة احتياجات الأعداد المتزايدة من الجرحى من سكن وعلاج ورعاية طبية.