عبدالرحمن الرفاعي مدير مديرية الزهرة بمحافظة الحديدة يتحدث ل"المصدر أونلاين" عبر الهاتف حول ملف العبيد في الحوار التالي: * نود أن نسمع تعليقك على ما نشرته "المصدر" عن العبيد والجواري المقيمين في مديرية الزهرة؟ - بداية.. تحياتي وتقديري لصحيفة "المصدر والمصدر أونلاين" وأشكر الصحافة البناءة هذه التي تتلمس الهموم الاجتماعية والإنسانية وتعمل على حلها.
أنا ألاحظ هنا في مديرية الزهرة وجود الكثير ممن كان آباؤهم أو أمهاتهم أو أجدادهم عبيدا أو جواري في تهامة، لكن حالياً هم مواطنون عاديون يتمتعون بكل الحقوق. قد يكون بعضهم مثل غيرهم يعانون من مشاكل مادية، لكن البعض الآخر لديهم أموال تركها لهم أسيادهم عند موتهم وذلك قبل الثورة، وبعضهم صار حاله أفضل حالاً من أبناء ذلك السيد الذي منح جزءا من أمواله لعبيده.
* أتفق معك في ذلك.. لكني أسألك عن أولئك العبيد والجواري حالياً وبالذات الذين ألتقينا بهم ونشرنا قضيتهم؟
- عفواً.. أنا عندي في المكتب مراسل اسمه جوهر وأبوه وجده كانوا عبيداً، ولكنه الآن موظف مع الدولة وما حد يسميه عبد الآن.
وأيضاً هناك الكثير من الجواري اللاتي كانت امهاتهن أو جداتهن جواري وهن يشتغلن في بيوت المشائخ حالياً بصفتها خادمة وليس بصفتها جاريةً!
* إذن أنت تسمع بوجود ذلك؟
- أنا لا أنكر وجود ذلك منذ زمن طويل، وهذا معروف، في اليمن كان فيه عبيد وتجارة عبيد وبيع وشراء ببصائر، ولكن هذا كان كله قبل الثورة.
* لم تجبني على سؤالي المتعلق بمن التقينا بهم من العبيد والجواري.
- من قمتم بإجراء مقابلة معهم، سواء قناف أو غيره، لم أسمع عنهم إلا من صحيفة "المصدر" وأعدك بأننا سنتأكد من ذلك.
بعد مطالعتي لصحيفتكم الموقرة، اتصلت بأحد الأشخاص فقال لي بأنه مش معروف هذا، وحتى إن صح ذلك فهو كان مرافق وليس عبد، وقالوا لي: هناك نساء من سلالة العبيد ولكنهن يشتغلن كخادمات مقابل أجور معينة أو أراضي من الذين يعملن لديهم.
* نحن لدينا وثائق تؤكد ذلك، نشرنا ما سمعناه من العبيد والجواري المقيمين في المعرص، ولذلك نحن نحملك مسؤولية عتق هؤلاء العبيد فما الذي ستفعله؟
- إذاً ترسلوا لي صورة من هذه الوثائق، أنا سأتواصل مع الشيخ وأطلبه وإذا كان فيه عبد أو جارية فإننا سنقوم بتحريرهم فوراً.
ربما لم يتسن لنا معرفة ذلك مسبقاً، بسبب تعدد المهام والأعمال المناطة بنا فعملي لا يقتصر على جانب معين، فالأوضاع الأمنية ومشاكل التنمية والمشاريع والإشكاليات الواقفة في التعليم والصحة وغيرها من الهموم والإشكاليات التي تواجهنا يومياً.
ولكن أنتم كصحفيين ممكن تبحثوا وتكشفوا لنا ما خفي من القضايا، ونحن نتجاوب مع الصحافة. تعتبر الصحافة هي السلطة الرابعة وهي التي توضح للسلطات الاختلالات، ونحن نتحرى في ذلك الأمر. وبصراحة نحن نشكر صحيفة المصدر على ما قامت به في سبيل الكشف عن قضية هؤلاء الأشخاص.
* نحن لدينا وثيقة قضائية تؤكد بأن قناف تم بيعه من قبل سيده ومالكه حمدي جبران للشيخ عبدالرحمن سهيل؟
- مقاطعاً.. متى حدث ذلك؟
* في منتصف العام 2008م والمحكمة عمدت وثيقة المبايعة؟
- كيف تعمل المحكمة مثل هذه الوثيقة والدستور ينص على أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، فكيف تصادق المحكمة على مثل هذا الأمر.
* سننشر بجوار حوارك ما قاله رئيس المحكمة لصحيفة "المصدر والمصدر أونلاين" وبوسعك الاطلاع على ذلك. فلماذا تنكر السلطة المحلية هذا الواقع المسيء لسمعة اليمن؟
- بالنسبة لي كما قلت لك.. أنا متعايش الآن مع عبيد في كل يوم، سواء أفراد أو جماعات، وذكرت لك بأن أحدهم يعمل في مكتبي. ولكن لم يبلغني أحد بأنه الآن عبد وما زال اسمه عبد، فلم أسمع ذلك إلا من "المصدر". وبالنسبة لما لديكم من وثائق يمكنكم تزويدنا ببعض الصور منها، وأنا مستغرب كيف يقوم القاضي هذا بتعميد بيع بني آدم لشخص، لا يمكن يعمد مثل هذا البيع أولاً.
* ربما أراد أن ينبه السلطة والمجتمع إلى وجود هذه الظاهرة والكشف عن أولئك العبيد المقيمين في منازل أسيادهم.. بمعنى آخر أراد أن يقول لك وللمسؤولين بأن هنالك عبيد وجواري في الحديدة وحجة وخاصة أنك تدير المديرية منذ عامين ولم تعرف عنهم شيئاً؟
- أنا لي علاقات واسعة ووطيدة بالكثير من مشائخ المنطقة ولديهم من يعمل كمرافقين أو كفلاحين وجميعهم من سلالة العبيد، لكنهم يعاملونهم معاملة جيدة في بيوت المشايخ مثله مثل أفراد العائلة، والمرافق يجلس جنب الشيخ في السيارة ولا يسميه عبد ولا يتحكم عليه على أساس أنه عبد.
* هل عليه أن يقوم بالاعتداء عليه وشتمه وتوبيخه وصفعه لكي تدرك السلطة المحلية بأن هذا هو عبد؟
- مقاطعاً.. إذا وجدت حالات نادرة فهذه لا حكم لها، فالنادر لا حكم له.
نحن سنتحرى في هذه المعلومات التي تبنت "المصدر" كشفها، ولن نهمل أو نقصر في هذا الموضوع، ولكن إذا حصلنا على وثائق معينة سنقوم بالتحقيق وإبلاغ الجهات المعنية بذلك.
* أمتار قليلة تصلك عن الجارية مصوعية التي تقيم في المعرص.. لماذا لا تقوم بزيارتها والتأكد من حقيقة ما قالته لنا في الأسبوع الماضي.
- بإذن الله سأقوم خلال الساعات القادمة بزيارة مصوعية وقناف وكل من يقيم بجوارهم. لن أكتفي بذلك بل سأبحث عن حالات جديدة لم يسبق حتى ل"المصدر" أو لنا العلم بها. سأبحث في الأرياف وفي القرى وفي الأماكن البعيدة والقريبة عن مثل ذلك.
* أريد أن توضح لنا ما الفرق بين طبقة العبيد وشريحة الأخدام؟
العبيد هم في درجة أعلى من الأخدام، ومكانتهم الاجتماعية أرقى بكثير من الأخدام، فمن الممكن أن يقترن العبد في زواجه بحرة في حين يستحيل ذلك على الأخدام.
لو أن أحدهم ينادي العبد بقوله يا خادم فمن الممكن أن يقوم العبد بالاعتداء عليه ويقل له: أنا عبد مش خادم، احنا من سلالة عبيد ولسنا من سلالة الأخدام.
* ألا ترى بأن هذا تمييز عنصري من قبل الأحرار وضحيته هم العبيد والأخدام؟
- أنا ضد ذلك والناس سواسية.
* مقاطعاً.. أنا أسألك عن الواقع الموجود أمامك.
- نحن كسلطة محلية لا يمكن لنا تجاهل أي شكوى قد يتقدم بها عبد أو خادم، نحن سنعاقب كل من قد يتعرض لهم بالأذى تنفيذاً لنصوص القانون.
لكننا لا نتلقى أي بلاغات منهم للأسف. عندنا أخدام في منطقة الخشم، قمنا بتشجيعهم وعملوا جمعية وراحوا إلى صنعاء واستلموا قمح ومعهم بطايق، وأنا أعترف بهم مثل أي شريحة، لكن الأمر يحتاج إلى توعية حتى يكون الخادم مثله مثل غيره.
* وزارة حقوق الإنسان شكلت لجنة لتقصي الحقائق وستقوم بالنزول الميداني إليكم؟
- مقاطعاً.. ممتاز ونحن مستعدون لاستقبال اللجنة ومرافقتها وسنسهل لها كل مهامها.
وزارة حقوق الإنسان هي المعنية بهذا الأمر وعليها أن لا تتهاون مع هذه القضية.
* نحن نخشى أن يتم تمييع القضية من قبل الأسياد والنافذين في الحديدة وحجة؟
- لن يتم تمييع القضية إطلاقاً، ولن نسمح بذلك، وإن شاء الله لن يقف أمامنا أحد، وشكراً لك أخي عمر.