شهد اليومان الماضيان تصعيداً حاداً في الصراع المتأزم أصلاً بين قيادة الشرعية اليمنية وعناصر مجلس التمرد الإنفصالي. وبعد أيام من خروج عدد من الصحف السعودية بعناوين قوية تقف بشكل صريح وعلني في صف الشرعية وتؤكد "انهيار" التمرد ورضوخ الانفصاليين لها، فاجأ محافظ شبوة، أحمد حامد لملس، الجميع بتنظيم مظاهرة في قلب محافظته، أكد فيها دعمه وتأييده لمجلس عيدروس الزبيدي، ما شكل ضربة كبرى لمحاولات الشرعية الرامية الى سحب غالبية العناصر المنضوية فيه وإعادتهم الى صفها. هذا الصعيد قوبل بردة فعل ظهرت على لسان رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، أثناء لقاء تلفزيوني أجرته معه قناة "بي بي سي" البريطانية. وشبه بن دغر الحشود التي خرجت لتأييد التمرد في عدن كالحشود التي خرجت في صنعاء لتأييد الانقلاب، مؤكداً أنه "تم احتواء" هذا الخروج على الشرعية، وأن المجلس الإنفصالي أصبح من الماضي.
غير أن الوزير المقال هاني بن بريك، والمتواجد حالياً في السعودية، خرج بتغريدات فيها تهديد ووعيد "حاد اللهجة" صوب بن دغر، مشيراً الى أن الشرعية بإمكانها احتواء من كان مع عفاش حتى غزو عدن والجنوب ولازال في خدمته - في إشارة ل"بن دغر"- واحتواء من مع الحوثي ، أما رجال الميدان فقد سببوا لهم عقدة النقص -في إشارة لقوات التمرد التي تسيطر على عدن- فهيهات". مضيفاً بلغة أكثر حدة: لن ينسى الجنوبيون من شبه حشودهم بعصابات الحوثي الإجرامية ذلك محال، ومن الحماقة الرعناء أن تعتقد أن من سقى الأرض بالدم سيترك نضاله للجبناء . وبينما تحاول السعودية ودول التحالف العربي رأب الصدع اليمني الموالي لها، يذهب طرفا الصراع الى خيارات "صفرية" لا مجال فيها لحلول "توافقية" تعيد الأمر الى ما كان عليه قبيل إعلان التمرد. وبينما يراقب (الحوثي- صالح) ببهجة وسعادة غامرة الصراع المتفجر في صف الشرعية، يتحين كلا المتناحرين على أبواب عدن لحظة حاسمة للإنقضاض على الآخر والإلقاء به من ظهر سفينة "المشهد"، ما لم يكن للتحالف رأي آخر.