إننا نستغرب ما يعمله "قادة جيش مصر الإنقلابيين" من تشويه لعقيدة و مهمة و سمعة جيش مصر العظيم .... فبدلا من أن يكون مهمة جيش مصر الرئيسية هي الدفاع عن أفراد شعبه ضد المعتدي الخارجي, فإنه اصبح يوجه سلاحه إلى صدور أفراد شعبه خدمة لأهداف تصب في مصلحة العدو الخارجي ........ إن إقدام قوات الجيش والأمن في مصر على قتل المتظاهرين السلميين في ميدان رابعة العدوية و غيره من ميادين مصر في مجزرة يوم 27 يوليو 2013 و غيرها (بأوامر عليا من قادة الإنقلاب وأتباعهم) هو أكبر دليل على هول أضرار ومخاطر هذا التوجيه الجديد والتشويش و التخريب المتعمد والممنهج لجيش وأمن مصر عجبي . الآن بدأنا نميل إلى تصديق ما كنا نشكك في صحته من أن هناك خطة تآمرية (تشترك فيها أطراف خارجية بتنفيذ ايادي داخلية) على "جيش مصر العظيم" من أجل تغيير "عقيدته" من عقيدة و طنية يكون فيها الهدف الرئيس للجيش هو الدفاع عن الشعب والوطن من المعتدي الخارجي إلى عقيدة جديدة و مستوردة يكون فيها هدف الجيش الرئيس هو محاربة أفراد و مكونات الشعب التي تتصدى لأهداف المعتدي الخارجي و يا ترى ما هي وسيلة هذه العقيدة الجديدة لتحقيق أهدافها الحقيقية ؟؟؟ .... . إن هذه الوسيلة الهدامة والخطيرة علينا هي إدعاء "محاربة الإرهاب" ....... و الأعجب هو ما نكتشفه عند محاولة فهم "أي إرهاب يتكلم عليه قائد الإنقلاب/السيسي هو و من يوجههه من المتآمرين في الجوار وفي الخارج ؟؟ .... العجيب هو إكتشاف أن "السيسي وأمثاله و أسياده الإقليميين و الخارجيين" لا يتكلمون عن "الإرهاب من الخارج" الذي يهدد أمن ومصالح شعب مصر أو شعوب الأمة العربية وإنما غيروا و حرفوا ذلك ليصبح الكلام يتركز عن "إرهاب من الداخل" !!!.... و هم بكلامهم هذا يريدون إقناعنا ب "منطق غريب" !!! .. فما هو ؟؟؟ أنهم يريدون إقناعنا بمنطق غريب و هو أن الإرهاب الحقيقي لنا و للمواطنين وللوطن ليس من المعتدي الخارجي بل هو من أفراد ومكونات من داخل الشعب ..... اي يريدون إقناعنا أن الإرهاب هو من أخي وأخوك و من صديقي وصديقك ومن جاري وجارك , أو من مواطنين أخرين , أو من أعضا مكونات منظمة أو غير منظمة يختلفون معي في الرأي والمنهجية ولكنهم متفقون معي ومع غيري على مراعاة وخدمة مصالح الشعب و الوطن الداخلية والخارجية ... أي يريدون نشر العداوة بين مواطنينا ومكونات شعبنا .... أي يريدوننا أن نتقاتل فيما بيننا البين لكي لا يتحقق لنا أمن أو إستقرار .... و هم بهذا يريدون إيصالنا إلى مرحلة "الإنهيار الذاتي و من الداخل .... و لكن لماذا ؟؟؟؟ ... إنهم يريدون لنا "الإنهيار الذاتي من الداخل" لكي لا تقوم لنا قائمة ولا تنمية و لا تقدم ولا نهضة ولا إستقلالية ......... ويالتالي يريدون التمكن من إستعمارنا "إستعمار جديد" يتيح لهم تنفيذ أجنداتهم الخاصة بهم وخدمة مصالحهم الإحتكارية والتوسعية , و لكن بدون اي تكاليف لهم و بدون تواجد عسكري لهم بيننا بل بجيوشنا المضلللة و بقادة جيوشنا الضالة والمتآمرة و المرتهنة و بسياسيينا من ذوي الرؤية المصلحية الضيقة و بشبابنا التائه .... ولكن برغم أن هذا مايريدونه وما يحاولونه تنفيه وتحقيقه في أوطاننا في الوقت الحالي إبتداء بمصر 25 يناير , فليس معناه أنهم سينجحون ؟؟؟ ... ولكن التساؤل هو كيف نقاومهم و نحمي أنفسنا منهم ومن أذنابهم ؟؟؟ ...... سنحمي أنفسنا إذا بدأنا بكشف و فهم "مخطاتهم" ووسائلها وأدواتها و بدأنا بأخذ الحيطة والحذر منها بل و برسم "خطط مضادة لها" ..... ولكن ما هي "هذه الخطط المضادة" ؟؟؟؟ ... إن الخطط المضادة لحماية أنفسنا من خطط الإستعمار الجديد ومن مشاريع أذنابه و أياديه المحلية هي كثيرة ولكنها قد تشمل توجهات وإستراتيجيات مدنية و تغييرية وطنية أو شعبية محددة مثل: 1) "المحافظة على وحدتنا الوطنية وعلى "التعايش السلمي" بين مكونات وفئات شعبنا, 2) و نبذ الكراهية والتصارع والإقتتال بيننا برغم إختلافنا, 3) و نشر ثقافة "الإيمان بضرورة إتاحة الفرصة للتحول الديمقراطي في مجتمعاتنا , 4) و الإلتزام بتطبيق الديمقراطية الحقيقية , 5) و إحترام مبدأ التنوع والإختلاف كعوامل قوة لنا وللوطن, 6) و تقبل الرأي الآخر مهما إختلف معنا أو مهما كرهناه شخصيا ولم يعجبنا على المستوى الشخصي, 7) و إلزام انفسنا و منظماتنا و ومؤسساتنا الرسمية و قيادتنا بإحترام مواثيقنا الإجتماعية والدساتير الوطنية المتفق عليها و بإحترام الآليات الديمقراطية التي نتجت من هذه الدساتير والمواثيق ,8) و رفضنا و محاربتنا لأي محاولة للقيام ب "إنقلابات على الديمقراطية" من قبل أذنابهم و أربابهم من العسكر والساسة المرتهنين" أو من قبل أي أطراف شمولية و ديكتاتورية سواء من العسكر او من المدنيين ... وفي الختام لندعو الله معا : حفظ الله مصر شعبا وجيشا و ثورة تغيير و عملية "تحول ديمقراطي" وعملية إستعادة الديمقراطية" من الإنقلابيين .... و حفظ الله اليمن شعبا وجيشا و ثورة تغيير و حوار وطني و عملية "تحول ديقمراطي"....