نهاية الانقلاب الحوثي تقترب.. حدثان مفصليان من مارب وعدن وترتيبات حاسمة لقلب الطاولة على المليشيات    الأحزاب والمكونات السياسية بتعز تطالب بتسريع عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة    لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسكندر شاهر لصحيفة (الديمقراطي):الهروب من ماضي التورط في الحروب في الجنوب وصعدة لا يكون بحروب جديدة
نشر في سما يوم 11 - 08 - 2011


اسكندر شاهر لصحيفة (الديمقراطي):
الهروب من ماضي التورط في الحروب في الجنوب وصعدة لا يكون بحروب جديدة وصراعات مفتعلة هنا وهناك .. ودولة الخلافة التي يريدها الزنداني لا مستقبل لها
حاوره: منصور الصمدي
اسكندر شاهر إسم يعتقد الكثير من القراء أنه موجود في اليمن نظراً لحضوره في الوسط الصحفي عبر كتاباته المنتظمة في عدد من الصحف، لكن الحقيقة انه لاجئ سياسي في أمريكا، واختير منذ شهور كمنسق إعلامي ومتحدث رسمي عن حركة خلاص اليمنية
اليمنيين..صحيفة(الديمقراطي) أجرت معه حوار أثراه بإجاباته الذكية وبرؤاه الثاقبة، وقراءاته المعمقة للراهن اليمني..فالى الحصيلة:
- ما حقيقة موقف خلاص من ثورة التغيير ؟
• بداية .. أشكرك وصحيفة الديمقراطي التي شقت وتشق مسارها باقتدار وجسارة وسط ساحة تمتليء بالأباطرة من أصحاب الإعلام المتسعود والمرتهن لتقدم الديمقراطي الوجه الآخر الحقيقي للواقع ، وهي مسؤولية ليس من السهل الاضطلاع بها فلقد كانت في السابق محفوفة بالمخاطر ومع قيام الثورة الشبابية الشعبية المؤزرة في فبراير الماضي باتت المسؤولية أصعب وأكثر تعقيداً في مواجهة ديناصورات الثورة المضادة وأذيالهم في الداخل والخارج على حد سواء والذين يتخذون عدة صفات منها قائد عسكري وشيخ قبلي وشيخ ديني ومثقف وأكاديمي وصحفي وصولاً إلى مادون ذلك ممن لا يكادون يفقهون قولا .
وبالنسبة لسؤالك عن حقيقة موقف حركة خلاص من ثورة التغيير فأحب أن أؤكد لك واثقاً وحازماً وجازماً بأن خلاص تقع في صلب ثورة التغيير وكأنك تطلب من الشيء أن يعرف نفسه أو يتحدث عن قوامه وذاتيته ، وذلك لعدة منطلقات سأوردها بإيجاز:
إن حركة خلاص عندما تأسست عام 2007م ، إنما كان ذلك لتشكل موقفاً جماعياً أو وعاء موضوعياً سياسياً ثورياً ، فقد وضع الخلاصيون بذور الثورة باكراً بمواقفهم المتعاظمة والجريئة على غير صعيد ، ولا يصح القول بأن الثورة وليدة لحظتها على الإطلاق أو انها انفعالية أو انها فقط محاكاة لثورتي تونس ومصر ذلك حدث تحفيزي يأتي في لحظة الذروة ليعلن عن ماهو مضمر وما تم الشغل عليه لسنوات ، ولم يكن تأسيس خلاص كسفينة بديلة لسفينة الفساد والإفساد على أنواعه إلا تتويج لتلك المواقف المتطابقة التي كان من الأفضل لها أن تصوغ الثورة بتظافر الجهود وتنوع القدرات إيماناً منا بأهمية العمل الجماعي ونجاعته قياساً بالأعمال والاجتهادات الفردية والمشتتة .. هذا جانب، الجانب الآخر والذي يستحق أن يذكر في هذا المقام ليس لتسجيل نقطة في رصيدي الشخصي فلطالما كان بعيداً هذا الأمر من حساباتنا ولكن لأذكر بمواقف زملائي الخلاصيين كنوع من إعطاء كل ذي حق حقه لاسيما وقد أثبت بعض الاحتكاريين والإقصائيين حتى في صفوف الثورة الشبابية نفسها بأنهم لايزالوا أسرى أفكار وثقافة النظام السابق لجهة الارتجال في العمل وإدعاء الغلبة والتفرد وإنكار الآخرين بوجودهم وبجهودهم والإجحاف الذي يحصل من عملية الاختزال بمكون أو بحزب أو بتكتل فلقد بشر الخلاصيون بالثورة باكراً بعضهم بدأ بفعل التثوير منذ مابعد حرب 94م ، وكان للخلاصيين حضورهم عندما جاءت مراحل بعد ذلك تلاحق الفضائيات ووسائل الإعلام الاخرى السياسيين ليتحدثوا ويسجلوا موقفا ولا يجدوا أحداً ، حينها تصدينا للموقف في ظل صمت وخنوع وهذا ليس فخرا بل هو واجبنا الذي كنا نعتز بالقيام به ونفاخر به آنذاك برغم كل الملاحقات البوليسية وقبل ان يصبح الكلام بسيط كالعطسة ، مع تقديرنا واعتزازنا الكبير بجيل الثوار المتحدثين الجدد الذين ادهشونا بقدراتهم الخلاقة وعكسوا صورة حضارية عن شباب اليمن اعادت لنا الأمل بقوة بإمكانية بناء وطننا بالدماء الجديدة .
وكلنا نعلم بأن تلك الفترة الطويلة غصت بالكثير من المحطات المهمة إلا أنها كانت تحسم إما بالقوة كحرب 94م أو بالترضيات وهي سياسة علي صالح وإما بالاغتيالات والنفي لبعض المعارضين أو بماراثونات الحوار الممجوج عندما تصدر المشهد السياسي تكتل معارض يسمى لقاء مشترك لعب دوراً مهماً ومفصلياً في إحباط الثورة التي كان لها أن تشتعل في وقت مبكر ودورا تجميلياً للنظام وإظهاره على انه ديمقراطي وكلنا نعلم بأنه أبعد مايكون عن الديمقراطية ، وحذروا من الخروج إلى الشارع بدعوى الاقتتال و الحرب الأهلية واليوم يقولون لك لا يمكن أن تقع حرباً أهلية وكأن ذاكرتنا مثقوبة وتسرّب كل شيء .
ولكن لم يغب الصوت الآخر وكان حاضراً كما نوهت سلفاً وإن كانت الظروف الإعلامية بالذات غير مواتيه في بعض الفترات قياساً بما هو الحال اليوم لإيصال الرسائل كما ينبغي . أخيراً سأختم بالتذكير سريعاً بأن الخلاصيين واكبوا بجرأة وشجاعة الحراك الجنوبي بوصفه الثورة السلمية الأقدم وكان الدور واضحاً سياسياً وإعلامياً على نحو خاص ، حتى لكأن الذي كان يسمعنا ويشاهدنا في بعض الفضائيات أو الوسائل الاخرى الصحف والإعلام الكتروني يظن أننا نتحدث باسم الحراك ، ولكن المحرك الأساسي والباعث الحقيقي بالنسبة لنا هو المعرفة بأصل المشكلة الجنوبية وعدالة القضية وأحقية المطالب . والحال ذاته حصل مع حروب صعدة الست ووصل الأمر إلى انهم وصفوني شخصياً بأنني حوثي وأنا لا علاقة لي بالحوثية لامن قريب ولا من بعيد. ولكننا كنا نتحرك من معيار ثابت وواضح وهو أننا ضد الحروب والقتل والإرهاب تحت أي مبرر وأن من واجبنا أن نقف إلى جانب شعبنا ونمنع قتلهم وتدميرهم من قبل سلطة ساقطة تقتات من الحروب والأزمات وأزلام ساقطين وبعضهم مؤدلجين من أنعال النظام الوهابي الإرهابي السعودي الحاقد ، ونوضح هذا للعالم الخارجي من مواقعنا ومن كل منبر يُتاح لنا .
وفي شهر فبراير الماضي بدأنا نقطف ثمار ذلك العمل الطويل والدؤوب الذي خضنا فيه قابضين على الجمر واشتعلت الثورة الشبابية ، وبالمناسبة وبوصفي من مواليد تعز المدينة وأبناء المقاطرة ، لم أتوان منذ مدة في مسألة التأكيد على ضرورة حراك المناطق الوسطى ، وتبنينا حملة في هذا الاتجاه بعد الحراك الجنوبي على مختلف المستويات المتاحة .
وكنا نقول بحزم بأن المناطق الوسطى ستنتفض و تعز ليست صامتة . إنها ملهمة وحاضنة الثورات اليمنية وبركان يعتمل وسينفجر في الوقت المناسب بالرغم من يأس بعضهم وهذا ماثبت فعلياً ، وأسهمنا بفعل التثوير والتحريض وتحريك الركود ، وانطلقت الثورة من تعز وهاهي هذه المدينة الحالمة تدفع الثمن غالياً . ولأجل ذلك كله مما ذكرته ومما لا يتسع المجال لذكره أقول لك بأن موقف خلاص من ثورة التغيير أنها في قلب الثورة واليوم في مواجهة جديدة وحامية الوطيس مع وجوه الثورة المضادة والجهات التي تقف وراءهم وفي مقدمة هذه الجهات المملكة السعودية .
ما هي قدرة حركة خلاص الموجودة في الخارج على ممارسة الضغوط والتأثير على الأوضاع في الداخل ؟
• إمكاناتنا محدودة واقصد المادية واللوجستية وربما تضيع في معمعة امبراطورياتهم الاقتصادية ومكنتهم الإعلامية وصوالينهم السياسية ونفوذهم القبلي والعسكري والأمني وهنا أتحدث عن السلطة بشقيها أي سلطة السفاح علي صالح وإبنه وعائلته ومن لف لفهم وسلطة الثورة المضادة التي تندرج ضمنها الأحزاب التقليدية وبعض الوجوه التي تحتكر حتى الدين نفسه والقادة العسكريين الذين كانوا يد النظام التي تبطش .. بطشوا بالناصريين ثم بطشوا بالمناطق الوسطى والاحرار الذين عذبوهم في سجون أمنهم الوطني والسياسي ثم القومي وبطشوا بالجنوب واحتلوه وبطشوا بصعدة ودمروا الوطن فضلا عن بطشهم بالمال العام حتى أصبحوا ملوك وأمراء على جماجم الموتى وبطون الجياع .
ولكن قدرتنا ليست محدودة والفرق واضح بين الإمكانيات والقدرات .. وقد ثبت عملياً أن الجهد الذي نقوم به سياسياً وإعلامياً وحركياً يصل ويؤتي أكله ولذا وصلتنا أصوات غضبهم وسخطهم وزعيقهم وتهديداتهم أحياناً وعروضهم الرذيلة المذمومة والمدحورة أحياناً أخرى ، وهذا أمر واضح الدلالة بأن تأثيرنا موجود وأكيد بل وشديد ، ويمكن أن نقول بأنه في المرحلة الراهنة يتركز وبشكل أساسي في إحباط الثورة المضادة والدفع بثورتنا الشبابية المباركة نحو تحقيق كافة أهدافها وبلوغ نتائجها المأمولة بإسقاط االنظام كله وجله وبناء يمن ديمقراطي مدني حر وعادل يمتلك قراره الوطني المستقل و يتسع لجميع أبنائه ويحقق لهم المواطنة المتساوية بقوة القانون لا قانون القوة .
- سبق وأعلنتم في حركة خلاص عن مبادرة تحت مسمى"مجلس الإنقاذ الوطني الانتقالي".. ثم بعدها أعلنتم عن مشروع سياسي لخارطة طريق ما اسميتموه بالمرحلة الانتقالية للثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن.. وكلا المشروعين لم يلقيا أي اهتمام على المستوى الشعبي وفي أوساط الثوار- برأيك ما سبب تجاهل هكذا مشاريع؟!
• ليس صحيحا أن مشروعي خلاص لم يلقيا الاهتمام ربما يكون ذلك صائباً بمقاييس قناة الجزيرة القطرية صانعة المفرقعات الإعلامية والتي باتت وصية على ثورتنا الشبابية وتنتقي لنا حتى إسم الجمعة فضلا عن انتقائها للثوار الشباب والفرز بينهم وكذلك انتقائها للسياسيين والإعلاميين والحقوقيين على الطريقة الأخوانجية المقيتة التي تذكرنا بالقرون الوسطى ومحاكم التفتيش ، ونأسف لانحدارها بعد أن كنا نجل خدماتها الرسالية في عدد من المحطات وإن كانت لاتخلو بعضها من مثالب .
مشروع خلاص بدأ كأول عمل يستشعر أهمية المجلس الانتقالي وبدأناه بمبادرة طرحت في ساحات التغيير والحرية في إبريل الماضي واعتملت قبل هذا التاريخ مما يعني أنها استبقت حتى المطالب الشعبية التي خرجت تطالب بمجلس انتقالي ، ثم حدثت تطورات ميدانية نوعية منذ جمعة الكرامة وماتلاها من أحداث معروفة ليصبح مشروع خلاص بعد مناقشات ومداولات أدت إلى تطويره إلى مجلس انقاذ وطني انتقالي يضم جميع الطيف السياسي ويعتمد مبدأ التناصف بين الجنوب والشمال ، ويلبي خصوصيات المرحلة ويدرأ محاولات الالتفاف على الثورة والحق يقال بأن هناك شخصيات كثيرة وكبيرة تفاعلت مع المشروع وقد وضعناه في قالبه الأخير بالساحة بين يدي الأستاذ القدير المناضل عبد الباري طاهر حفظه الله الذي رأى في المشروع حالة متقدمة وناضجة ولكنه واجه صعوبات وتحديات عديدة في مسألة إطلاقه ليتصدر المشهد السياسي والإعلامي بقوة وكثافة وذلك على مستوى الشمال ، كما لعبت دورا كبيراً في هذا الجانب الناشطة المعروفة الدكتورة إشراق السباعي في الجنوب وغيرهما في تعز ومحافظات أخرى ، كما أننا وهم ايضاً عانينا من عدم القدرة على التواصل مع بعض القيادات الثورية الذين تحولوا إلى أباطرة وملوك لا يمكن الوصول إليهم ، واستغربنا كيف تصل إليهم قناة الجزيرة بسهولة حيث يبدو ان الجزيرة والسفارات والجنود الحُمر لديهم رقم خاص جداً ، وشفرة لا يعلم بها إلا الراسخون في الأخوانجية والمشيخجية والمدرعجية .
وهم اطلعوا على مشروعنا يقيناً لأن وسائل إيصاله لم تعدم لدينا وينبغي التنويه إلى أن مشروعنا كان جريئاً لأنه سبق الجميع في طرح أسماء في ظل التردد والمراوحة وضم المشروع 70 شخصية اخترناهم بالتناصف بين الشمال والجنوب وتركنا الباب موارباً إيماناً منا بأهمية توسيع قاعدة التشاور ولكنهم –مع الأسف- التقطوا من المشروع بعض أسماء و لم يقرأوا لب المشروع وجوهره ، ولم يفهموا الرسالة الوطنية الإنقاذية التي يحملها ، وانتقلت الفكرة من طور إنقاذي إلى إشكالي .
حيث اتضح الأمر فيما بعد وهو أن مجلساً آخر كان يُطبخ في أروقة خاصة وطي الكتمان يعرف عنه الغرباء قبل أهل الدار وتنتظره قناة الجزيرة على أحر من الجمر لكننا مالبثنا أن أطفأنا جمرهم ورددناهم على أعقابهم ليعودوا إلى رشدهم الثوري ويتعلموا أدب الثورة ومبدأ الحوار والنقاش والشراكة وألف باء العمل السياسي الذي ينبغي أن لا يقصي أحداً ويكون على بينة من مكونات التغيير في اليمن جميعها دون تمييز . ومع الأسف الفكرة التي رأينا نحن بشكل مبكر بأنها فكرة عظيمة وخلاقة ونقطة حتمية تم إفراغها من مضمونها والإساءة إليها وتحويلها إلى مادة لإثارة الخلافات والشقاق في صفوف الثوار أنفسهم وتحول إلى مشكلة بعد أن كنا قد اعتبرناه حلاً ضرورياً من حيث المبدأ ، ويبدو ان الغرض كان باتجاه تحويله إلى مادة مستهلكة وبروبغندا للتلويح بالتصعيد مثلها مثل مسألة الزحف ، والله أعلم بالنيات ولكننا نحاكم النتائج وأثرها على مسار الثورة .
- برأيكم أي وجه لليمن يرسم اليوم ؟
• الحقيقة أن ثمة وجهين يُرسمان لليمن وجه يرسمه الثوار بعفوية وبجمالية وسلمية ثورتهم الوضاءة ليصبح لليمن وجهاً مشرقاً ، ووجه آخر يرسمه بالصواريخ والمدافع والقنابل والدبابات والمدرعات والمبادرات والمؤامرات السلطويون وأنصار الثورة المضادة الذين لا يزال دأبهم مستمر لحرف الثورة عن مسارها السلمي ، وبالرغم من كل شيء ، لازلت متفائلاً بأن الوجه الأول هو الذي يستحقه اليمن ويليق به وهو ماسيكون إن شاء الله تعالى .
- نصف عام انقضى منذ بداية الثورة الشبابية الشعبية .. برأيك ماهي الاسباب التي ادت الى اعاقة عملية الحسم حتى الان؟
• في مقال لي مؤخراً تحت عنوان ( من ذي القرنين إلى ذات الرئاستين ) أوضحت بأن حال شباب ثورة التغيير كحال القوم الذين استعانوا بذي القرنين ليضع لهم سداً بينهم وبين ياجوج وماجوج ، وقلت بأن السلطويين بشقيهم المعروفين هم ياجوج وماجوج هذا الزمان وان شباب الثورة خرجوا يعرفون هدفهم فأضلوهم السبيل ولم يجدوا قائداً كذي القرنين يضع لهم ردماً وليس سداً ، فهم طلبوا سداً لأنهم لا يعرفون ماهية الحل واختار لهم ردماً لأنه الملك القوي العارف والذي منحه الله القوة والعلم والقدرة.
وأوضحت أيضاً بأن الثورة ابتليت منذ انطلاقتها بالمدعين وهم في حقيقة الأمر رموز للثورة المضادة ، هذه المسألة هي أهم أسباب تأخر الحسم ، لأنها فوق الممارسات البوليسية والتشكيكية التي خلقوها في الساحات كانوا وراء وقوع مواجهات مسلحة وهو خلاف مبدأ الثورة السلمي ، وهذه المواجهات أثبتت بأنهم فصيل واحد في حقيقة الأمر حالهم من حال بعضهم مهما تصارعوا ومهما قالوا في قناتهم ووسائلهم الإعلامية وأسلوبهم نفسه العنف واحتلال المقرات الحكومية وتعطيل مصالح الناس ، ثم وصل الأمر إلى حادثة النهدين التي طبعت الثورة بطابع عنف كانت في غنى عنه بالكامل ولم يستفد من ذلك كله إلا رموز الثورة المضادة ، إن التعدد المشبوه لأدوار من أسميهم ( الجنود الحُمر ) هو من أطال عمر الثورة التي كانت على وشك أن تبلغ هدفها الأساسي بإسقاط رمز النظام ابتداء ثم بقية النظام وهؤلاء جزء منه ، ولذلك نقول لهم باختصار وأتحداهم يستجيبون لهذه الدعوة : اذهبوا فأنتم الطلقاء ارحلوا إلى السعودية ولا نظنها ستخذلكم وأنتم من قدمتم لها الولاء والطاعة ونفذتم لها سياساتها التدميرية على قدم وساق طيلة أربعة عقود .. إذهبوا وانضموا لعلي صالح ، واتركوا هذه الثورة السلمية وشأنها ، الناس يتوقون لألوان أخرى غير اللون الأحمر ممكن تتفضلوا بالرحيل فوراً ، بدلاً من استعراض العضلات والتهديد والوعيد ولن يحكم صالح وعلى جثتي ، يا أخي لن يحكم صالح بالثورة السلمية وليس بهم فليرحلوا ، وليجنبوا الوطن مزيداً من دورات العنف والاقتتال .
- هل انت مع تشكيل المجلس الرئاسي الذي أعلن عنه شباب الثورة؟ أم مع مشروع المجلس الانتقالي الخاص باحزاب المشترك؟
• لست معه .. وعندما أقول معه وليس معهما فمعنى ذلك أنهما شيء واحد وسيناريو أرادوا له أن يكون من حلقتين ليكملان بعضهما في مشهد الالتفاف والإقصاء والتهميش المرفوض جملة وتفصيلاً ، ونأمل ان يكون لايزال ثمة متسع لطرح الفكرة مجدداً بعد أن أفرغت من مضمونها ولكننا على يقين بأنه لا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف .
وهنا نعيد التأكيد بأن اعتراضنا لم يكن حول الأسماء التي أعلنت والتي نعتز بكثير منهم ولكن حيثيات اعتراضنا موضوعية بامتياز تتعلق بعامل التكتم و المفاجأة وتجاوز الشباب حتى في ساحة التغيير نفسها بصنعاء والتصريح بإنهاء النظام الذي لم ينته بعد وهذان الأمران كافيان لإسقاط شرعية الإعلان فضلا عن استبعاد مكونات التغيير في اليمن وروافعه الحقيقية والأساسية ، والمتمثلة بشباب الثورة والحراك الجنوبي والحوثيين ومعارضة الخارج وعليهم أن يعرفوا معارضة الخارج وإن لم يعرفوا فسيأتيهم بالأخبار من لم يزوّد .
- كيف تعلق عن اعلان هذين المجلسين؟
• كان مشهداً سامجاً لإعلان نجم قطري في سماء الثورة اليمنية عبر قناة الجزيرة التي فقدت مصداقيتها ومهنيتها وباتت أداة تستخدم رصيدها لتنفيذ أجندات معينة معروفة ومكشوفة ولكن النجم القطري الباهت والمزعج تم كشّه كذبابة إلى أقرب سلة مهملات غير مأسوف عليه ، فقد كنا نحن وغيرنا للإقصاء بالمرصاد ، ولم يسمح لهم شباب الثورة بالنجاح حتى في تسمية جمعة باسم المجلس الانتقالي أو المجلس الارتجالي كما يحلو للكثيرين وصفه ، ليكون الأمر درساً لكل من تسول له نفسه أن يعيد إنتاج ثقافة الارتجال والاختزال والإقصاء والإزاحة مهما علا شأنه ولمع نجمه وزاد رصيده .
- كيف تنظر الى الدور الذي تلعبه ولعبته المملكة العربية السعودية منذ بداية الثورة وحتى اليوم؟ ومن وجهة نظرك ما مدى صحة ما يطرح بأنها تسعى لوأد ثورة الشباب؟
• لديّ قناعة بأن كل ماقامت به المملكة السعودية منذ ثورة 26 سبتمبر في كفة وماقامت به منذ انطلاق الثورة الشبابية الشعبية في فبراير الماضي في كفة أخرى ، ويمكن فهم هذه المعادلة من خلال استقراء المشهد العام حيث تتلاقح الثورات العربية بشكل ملحوظ ومتواتر والثورة قادمة إلى المملكة لا محالة ، ولكن نجاح الثورة في اليمن – ولا يمكن القياس بماحصل في البحرين – لن يتسبب في سقوط النظام الكهنوتي الأسري المترهل في الرياض فحسب بل سقوط العروش والجيوش العربية برمتها والتي لم تحقق انتصاراً واحداً على عدو حقيقي ، هذا الأمر تدركه السعودية وتدركه معها هذه الدول الكرتونية التي تدور حولها بما يسمى مجلس التعاون الخليجي والذي بدى لي – مؤخراً- كمن أراد أن يغير اسمه من متعب إلى متعوب عندما تحدث عن انضمام المغرب والأردن إلى عضويته .
ولأجل ذلك كانت المبادرة الخليجية التي لهث وراءها المشترك أكبر تعبير عن المؤامرة السعودية على الثورة ثم تعديلها عدة مرات وبشكل فج ووقح وبما يتناسب مع الرئيس المخلوع ، ثم بضخ الأموال لقوى الثورة المضادة لتصعد نشاطها من داخل الثورة الشبابية وليس من خارجها ، ثم بدعم الاقتتال في أكثر من مكان وتصعيده على نحو خاص في الجوف ، ثم باحتضانها للرئيس ومحاولة إعادة إنتاجه من جديد، ثم بزيادة المخصصات للمشائخ المرتهنين والساقطين الذين يبيعون بلادهم بحزمة ريالات سعودية ويمكن أن يفعلوا أي شيء ولايزال بعضهم يقول بأن هذه (عادة شهرية) لا يمكن أن تنقطع ومكرمة سعودية ليس لها مقابل وكأنهم يتحدثون عن ملاك طاهر في نوع من الاستخفاف بقلوب وعقول الناس ، ولكننا نقول لهم بأن الثورة ستنتصر بإرادة الله وبإرادته أيضاً ستنقطع (هذه العادة) ويتوقف نزيف الدم فقد آن لهم أن يبلغوا ويعرفوا سن اليأس .
- كيف تنظرون وتقيمون مواقف وتوجهات أحزاب المشترك منذ بداية الثورة وحتى اليوم؟ وما الرسالة التي توجهونها لقادة هذه الأحزاب؟
• علينا التأكيد بداية بأن المشترك يعاني من معضلة بنيوية ليس فقط لجهة عدم التجانس الذي يميزه أو مشيخة حزب الإصلاح المتشدد عليه ثم مشيخة بيت الأحمر على الحزب والتكتل بل لجهة الغرض الأساسي من إنشائه فالغرض هذا إن كان بريئاً وإيجابياً فقد انتهى بمقتل مهندس المشترك الشهيد جار الله عمر في داخل مؤتمر لحزب الإصلاح وهو يلقي كلمة ، وأعتقد بأن حادثة بهذا الحجم لمن استهدفته وبنوع القاتل والمكان والزمان تحمل دلالات كاملة للحديث بأن هذا التكتل بحكم المنتهي منذ ذلك الوقت أو أنه اتخذ مساراً – لو أحسنا النية –مغايراً منذ تلك الحادثة التعبيرية المهمة . وعلى هذا الأساس يمكننا محاكمة مواقف المشترك بصورة أكثر واقعية ، وبالنسبة لمواقفه منذ بداية الثورة فيمكن اختصارها بأنها مواقف مبعثرة لايجمعها إلا جامع واحد هو الثورة المضادة سواء قصد جميعهم أو بعضهم ذلك أم لم يقصدوا.
وأما كلمتي لقيادة هذه الأحزاب فإني اقسمها إلى جزئين وفقاً لما سبق ذكره فهناك رسالة لقيادة الإصلاح ومفادها التالي : العنف لا يولد إلا العنف ، وثورتنا سلمية ، والهروب من ماضي التورط في الحروب في الجنوب وصعدة لا يكون بحروب جديدة وصراعات مفتعلة هنا وهناك .. ودولة الخلافة التي يريدها الزنداني لا مستقبل لها ، كما ان سياسة الاجتثاث التي أشار إليها حميد الأحمر مرفوضة لأنه لو صح الاجتثاث لكان الإصلاح والمؤتمر الأكثر ترشحا ولكن الوطن يتسع للجميع .
وهناك رسالة للقيادات الأخرى ومفادها التالي : سارعوا في فك الارتباط عن الإصلاح فماهو متوفر اليوم قد لايتوفر غدا ، وأن تكون صغيراً ولك شخصيتك خير من أن تكون ذيلاً للكبار والكبائر ، ولا يزال ثمة متسع من الوقت للمراجعة وإعادة الأمور إلى نصابها ، ودعوا روح التنافس الشريف تتفاعل .. تنافس في الأفعال قبل الأقوال .
- كيف ترى دور رجال القبائل الذين انضموا للثورة وسعوا إلى تصدر الواجهات ؟
• القبائل اليمنية – بنظري- تعاني من ديكتاتوريتين ، ولذلك هم ربما بحاجة لثورتين وليس ثورة واحدة الأولى على المشائخ من المرتزقة والمرتهنين للخارج والذين يبتاعون بهم ويشترون ولم يقدموا لهم شيئاً يستحق الذكر والثانية على الديكتاتور الأكبر المتمثل بسلطة علي عبد الله صالح التي أمعنت في تكريس ثقافة القبيلة بمعناها السلبي الولاء والطاعة من قبل القبائل للمشائخ .. الغنى الفاحش للمشائخ مقابل الفقر المدقع للقبائل ، وتلك - لعمري - قاصمة القواصم . أما من تصدروا الثورة من المشائخ فلم يكن بإمكانهم الالتزام بما ادعوه من سلمية لسبب واحد بسيط ان النخيط يحتاج لسنوات طوال حتى يخرج من النافذة بعد أن دخل من الباب الواسع ، وهذا سبب ذاتي أما الموضوعي فإن أهمهم جزء لا يتجزأ من الثورة المضادة التي تقودها الرياض ، وهناك تبادل أدوار مكشوف ولكنه يبدو لي منسجم ومتناغم مع صراع القوى داخل المملكة نفسها فيما يتعلق بالملف اليمني .
- ماذا عن دور الولايات المتحدة الامريكية؟.. وبرأيك لماذا لاتزال واقفة ومساندة للرئيس صالح ونظامه ؟
• الأمريكيون لديهم أولوية أمنية في اليمن بذلوا فيها الكثير ضمن نطاق نظام صالح وهم اليوم في ورطة إعادة التموضع الأمني ضمن الظروف الجديدة والاحتقان المقيم مع عدم توفر بديل منظور ومقبول بالنسبة لهم ، وحتى لو تدخلوا في السياسة فإنما من حيثية ترتيب الوضع الأمني ولا يهمهم إن كنا سنبني دولة ديمقراطية، فهذا شأن داخلي ينبغي أن يضطلع به اليمنيون أنفسهم ويفرضونه كأمر واقع والثورة توفر لنا هذه الفرصة لولا المؤامرات وتكالب المرتزقة .
- ماهو تقييمكم لموقف الغرب عموماً والأمريكي بشكل خاص من الأزمة القائمة؟
• الغرب بمجمله وفي مقدمته واشنطن لا يهمهم سوى مصالحهم وتأمينها وعدم تحول اليمن كمنطقة استرتيجية وملاحية مهمة إلى بؤرة للفوضى والصوملة والقرصنة والأفغنة وغير ذلك من المشكلات التي لا يمكن بعد ذلك السيطرة عليها أو حتى تأطيرها في حدود معينة لاسيما أن لدينا شريط واسع يمكن من الحركة والتمدد برا وبحراً ، وجميعهم يرون في المؤامرة الخليجية المخرج المناسب ولكنه وفقاً للثورة ليس المخرج الوحيد لأن أفق الثورة مختلف ولكن هذا الأفق يحتاج إلى قيادة ثورية وبوصلة سياسية وطنية راشدة ورشيدة ، تؤمن بالشراكة وتنبذ الوصاية .
- من وجهة نظرك ماذا لو عاد الرئيس صالح إلى صنعاء؟ ما هو مستقبل الثورة اليمنية؟
• هو أمر وارد ضمن المعطى الراهن وخاصة أننا في هذا الشأن بالذات أمام جملة من التسريبات الإعلامية غير المستقرة والتي لا يعرفها حتى الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عبده ربه منصور هادي ، وإذا تمت عودة صالح فمعنى ذلك ان آل الأحمر بشقيهم ينوون أن يصوملوا اليمن ويتحولوا إلى أمراء حرب وهذه صنعتهم ، وقد بدأت ملامح الأمر تتضح مع تهديدات صادق الأحمر والذي يختزل بكل وضوح ثورة الشباب ليحولها إلى صراع أسري وقبلي ومناطقي خاص بهم وبنصيب كل منهم في الكعكعة المتنازع عليها ، ولا أظنهم يجرؤون على ذلك دون ضوء أخضر سعودي.
- في حال قرر صالح اللجوء إلى تفجير الأوضاع عسكرياً.. ما هو توقعكم لمسار الأمور؟
• حرب محدودة ومتنقلة ومدروسة أيضاً لأنهم سيتحولون إلى أمراء حرب يتصارعون دون أن يقضي أحدهما على الآخر ويتاجرون بهذه الحرب ويتسولون بها ولهم في ذلك رصيد وافر وخبرة طويلة ، وأما الثورة الشبابية السلمية فستكون بمثابة الأطرش في الزفة .
- مطلع ابريل الماضي اندلعت المعارك في ابين وادت الى قتل المئات وتشريد الآلاف برأيك ما الذي يجري؟ من يتحكم بالأحداث هناك؟
أبين هي واحدة من اوراق الصراع الأحمري – الأحمري ، وهذه مسألة لا يعرفها إلا الراسخون بالأفغنة منذ ثمانينات القرن الماضي الذين جعلوا المجاهدين الافغان العرب واليمنيين الذين جندوهم آنذاك خلايا نائمة كان لها الدور الأبرز بعد احداث سبتمبر 2001م بالولايات المتحدة ، وبدأ الشغل بهذه الورقة مذاك يتوسع ويصبح تجارة رائجة ، ولعل الفضلي وهو أحد أولئك المجاهدين السابقين وصهر اللواء علي محسن أدرى بخفايا هذه الورقة وخاصة انه من أنجال سلاطين أبين وهنا بالذات يمكنك أن تتوقف وتسأل لماذا أبين بالذات ؟!، وأما عن قناعتي القاطعة في هذا الاتجاه فهي باختصار :
مايحصل في أبين كوميديا سوداء بمعنى أنها تتضمن المضحك المبكي نتيجة للعب المزدوج بورقة القاعدة ، و لا يمكن للإرهابيين أن يحاربوا الإرهاب ، ولكنهم يحاربون الوطن ويحاولون النجاة من المحاكمات التي ستلاحقهم بالهروب إلى الأمام .
وبمناسبة ذكر المحاكمات هل أتاهم نبأ محاكمة مبارك ونجليه وأعمدة حكمه والتي رأيناها جميعاً ، هل يتعظ هؤلاء ويكفوا عن مؤامراتهم ؟من جهة ؟ وهل يتعلم ثوارنا عدم التبعية وعدم المجاملة في الحق والحقوق من ثوار مصر .. إنها مناسبة لأحيي شعب مصر العظيم وأرض الكنانة الحرة .
- ما هي رسالتكم إلى فصائل الجيش والأمن الذين لم يحددوا حتى اليوم موقفاً إيجابياً من ثورة الشعب؟
• الجيش في اليمن ليس مؤسسة وطنية فقد أقيم على أساس عائلي ومناطقي وهناك منتسبين من مناطق مختلفة ولكنهم ( شُقاة ) عند العائلة ونحن نقول بأن العمل العسكري والأمني عمل وطني في كل مكان حول العالم والذي يقوم بهذا العمل يقدم خدمة لوطنه ولشعبه ترتقى إلى مصاف الخدمات الرسالية العظيمة ، ومن انحدر بهذه المؤسسة إلى هذا المستوى البغيض هو علي صالح وإلا فإن الحمدي كان عسكرياً ولكنه كان يحمل مشروع دولة مدنية ، وأنا اعتقد بأن بقاء العسكر في بيوتهم لبعض الوقت خير من انضمامهم لمنشقين صوريين لم يخدموا الثورة السلمية بقدر ما أضروها .
- ما هي رؤيتكم للخروج من الأزمة التي أدخلت الثورة فيها المبادرات الخليجية ؟ وما هو المطلوب من الخليج والمشترك ؟
• المطلوب من المشترك أولا ثم من الخليج أن لايعادوا الشعب اليمني ، وقد أوضحنا رسالتنا للمشترك على شقين الإصلاح وبقية الأحزاب التابعة له . كما ان الحديث عن مبادرة خليجية مجدداً يعني إمعان في العداء للشعب الرافض لها وقفز على الثورة وخيانة لأرواح الشهداء التي أزهقت والدماء التي سفكت ، وإذا كان الحق العام يمكن التسامح فيه فإن الحقوق الخاصة لايمكن التسامح بها وإعطاء الضمانات بشأنها بأي حال من الأحوال ، وعليه فإننا نعتقد بأن تشكيل قيادة ثورية شبابية يمسك بزمام مبادرتها الشباب ويعطيها الجميع الحق في الحركة دون تعطيل سيكون من شأنها على الأقل أن تحدد مسارات الثورة وسبل التصعيد وصولا للحسم حتى لو استمرت مؤامراتهم ، وأما في ظل غياب هذه القيادة والمرجعية الثورية فإن المسألة ستبقى نهباً للعابثين ، وهذه القيادة الثورية التي تمثل ساحات التغيير والحرية في عموم الوطن هي من تضطلع بمسؤولية التصعيد فالحسم فاختيار مجلس انتقالي للحكم بعد سقوط النظام درءا للفراغ وانتقالا من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية عبر انتخابات حرة وعقد اجتماعي جديد وهذا لا يمكن أن ينجح دون اعتماد مبدأ المناصفة بين الجنوب والشمال كما اعتمده مشروع حركة خلاص كضابط إيقاع ضروري إضافة إلى التمثيل لمكونات التغيير التي حددناها سلفاً .
- كيف ترى الخارطة السياسية بعد سقوط النظام ؟
• من الصعب التكهن بشكل الخارطة السياسية بعد سقوط النظام والذي لايزال يراوح مكانه منذ ستة أشهر وهنا علينا أن نتابع المشهد في مصر وتونس حيث سقط فيهما النظام في غضون شهر وأقل ، ولاتزال إرهاصات المشهد السياسي تتفاعل دون أن تتضح الرؤية في هذين البلدين فمالك باليمن وفقاً لكل هذه المعطيات المتفاوتة تماماَ ، ولكن يمكن القول بأن الخارطة الأسلم هي أن يؤمن الجميع إيماناً كلياً بعدم اللجوء إلى الحروب والعنف وضرورة الشراكة العادلة وعدم الإقصاء والتفرد والحوار بعد السقوط والاستعداد للتضحية بمزيد من تقديم التنازلات من كل طرف على حدة ، ودون ذلك خرط القتاد ، وكل سيعود إلى قبيلته ومنطقته وسلالته ومذهبه ليتمترس من ورائه وتلك كارثة بكل المقاييس .
- كيف تبدو لكم المخاوف من احتمال حرب أهلية في البلد؟ وما هو الضمان أو مكابح هذا التوجه؟
• لا توجد مخاوف حقيقية من احتمال حرب أهلية خاصة لو نجحت الثورة وحققت أهدافها في أقرب وقت ولكن هناك صراعا أسريا أحمريا يمثل صراع أركان ورموز النظام السابق عليه أن يتوقف فوراً ، وليرحلوا جميعاً ويلتحقوا بعلي صالح وبدون مكابرة أو مماطلة أو ادعاء البطولات الثورية ، أو أن يهدأوا قليلاً ويقرأوا ما تيسر عن النضال السلمي و المواطنة المتساوية لعلهم يعتبروا ويقبلوا بالعيش دون شطح ونطح .
- إذا ما طلب منكم العودة إلى اليمن للعب دور سياسي معين هل تقبلون؟
• نعتقد بأننا نستطيع أن نخدم وطننا من أي مكان وفي أي موقع حول العالم وهذا ما وضعته نصب عيني حتى وأنا طالب علم ولا أزال اطلب العلم ولن أتوقف عن طلبه ، وعودتنا للوطن الذي حرمنا منه لسنوات طوال وعجاف ليست للعب دور سياسي وإنما شوقاً لتراب الوطن والأهل والأقارب والأصدقاء وأبناء الوطن والثوار الشباب والذين لطالما قلنا لهم ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ، وإذا ما اقترنت هذه العودة بلعب دور سياسي أو غير سياسي في الداخل أم في الخارج فنحن فداء لهذا الوطن من منطلق أن هذا العمل مغرم وليس مغنم وواجب وليس مطلب .. تكليف وليس تشريف والتزام جوهري وليس تحصيل حاصل .
- ما الرسالة التي توجهونها لشباب الثورة ؟
• الثورة تغيير شامل وجذري ومالم يتحقق ذلك فعليكم ان تجدوا لأنفسكم وصفاً آخراً غير (الثوار)، وفي الثورة لا مجال للمخاتلة أو المناورة أو التمرير والتسلل . إما هدف في المرمى لا تشوبه شائبة وإما خسارة خائبة ، فعليهم التنبه لوجوه الثورة المضادة التي تتلون كالحرباء . هذا الجانب الأول من الرسالة وأما جانبها الثاني فإني أدعوهم إلى الصمود وفاء لأرواح الشهداء والتداعي الخلاق نحو تشكيل مرجعية ثورية موحدة ونبذ الخلافات بين المكونات الشبابية ، وتوجيه رسالة صريحة للداخل والخارج تعبر عن رفضهم لأي صراع مسلح يحدث بين أطراف النظام السابق على هامش الثورة وعلى حسابها ، ولنتفاءل رؤية فجر جديد وزمان جديد وعهد جديد مصداقاً لقول شاعر اليمن الذي أبصر نور الثورة البردوني :
أضأنا المدى قبل أن نستشف
رؤى الفجر أخيلة الكوكب
فولّى زمان، كعرض البغي
وأشرق عهدٌ كقلب النبي
اسكندر شاهر سعد في سطور
مواليد مدينة تعز .. باحث دكتوراه في الفلسفة
درس في تعز وتخرج بدبلوم تربوي العام 94م وعمل في التدريس لثلاث سنوات ، إلى جانب عمله في الصحافة اليمنية قبل مغادرته اليمن وخاصة في صحيفة الشورى اليمنية لتي أسسها بعد الوحدة خاله المرحوم المناضل أحمد يحيى المداني وترأسها فيما بعد عمه شهيد الصحافة عبد الله سعد .
العام 97م سافر إلى سورية وهناك حصل على ليسانس في العلوم الشرعية وانتقل إلى لبنان ودرس الفلسفة وحصل على شهادة البكالوريوس ، ثم حصل مطلع العام 2008م على درجة الماجستير في الفلسفة الوجودية من بيروت على رسالته الموسومة ( وحدة الوجود عند: فيلون ، إبن عربي ، الشيرازي ، سبينوزا ) .
أسس مع زملاء له العام 99م في دمشق صحيفة أدبية هزلية ساخرة ناقدة وترأس تحريرها أسماها الخطير توقفت بسبب ضغوط السلطة عبر سفارتها .
عمل مستشاراً في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بدمشق لثلاث سنوات 2007م – 2010م ، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة بعد قبوله كلاجيء سياسي فيها العام الماضي وذلك بعد تعرضه لاعتداءات متكررة وصلت حد التخطيط لاختطافه وترحيله إلى صنعاء.
له كتابات صحفية سياسية وثقافية منتظمة في الصحف والمواقع اليمنية .
صدر له مجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان ( بنات أوزاري ) عام 2004م . وله مجموعة شعرية قيد الطبع .
وصدر له العام 2009م كتاب بحثي عن المركز العربي بدمشق بعنوان ( مسألة الأقليات وسبل تخفيف التوترات الدينية والإثنية في الشرق الأوسط ) وكان من الكتب القليلة التي تعرضت لمشكلتي الجنوب وصعدة في اليمن ضمن إطار مشاكل إقليمية .
اختير منذ شهور منسقاً إعلامياً ومتحدثاً رسمياً لحركة خلاص اليمنية ، ويرأس تحرير موقع المرصاد على الشبكة العنكبوتية .
المصدر: صحيفة "الديمقراطي"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.