أنتِ ...كل المجتمع... الحب ....هو المحور الرئيس الذي تقوم عليه أساسات الحياة ...والمحرك الوحيد لدفتها ....والغاية الأبعد لقافلتها الطويلة والغير متناهية .... الحب ..والرحمة ..والحنان ..والعاطفة ...والإنجاب....هي وهي فقط ..من تحافظ على بقاء كينونة الإنسان في الوجود ...وتعمل على استمرارية الحياة وازدهارها وديمومتها . إن تلك المعاني وبما تتضمنه من أهمية قصوى للحياة وللبشرية ....قد أودعها المولى القدير سبحانه , في مخلوقه اللطيف الناعم ...حوّى .... ولم يصدقوكِ القول حينما تنازلوا لكِ بنصف المجتمع ....فقد خدعوك وأوهموكِ بالأهمية ...وحقيقة الأمرغير ذلك...فأنتِ كل المجتمع....... ولولاكِ لنقرض العنصر البشري برجاله ونسائه من الوجود ...لأن الرجل لن يستطيع أن ينجب لنا طفلا واحدا بدونك ... لكن الرجل ومن قديم الزمان بغروره وكبريائه ...اعتقد أنه المجتمع كله ...وأنك لا شيء معه . وحينما ارتقى قليلا وأراد أن ينفتح ويتحضر تنازل لكِ بعض الشيء... وأعطاك نصف المتجمع ,تكرما منه ...وهذا خلاف الواقع ,الذي يعزز أنك المجتمع كله....وأنك المدرسة التي تعمر وتشيد صرح الحياة ... هذه أهميتك ...ومكانك السامي الرفيع التي وضعكِ فيها خالقك الرحيم الكريم ... ولكن.... من الخيانة والجحود ونكران الجميل ....أن تتنكري لخالقكِ ومولاكِ الذي أعطاك تلك المكانة وأودعك أسراره ومعاني الرفعة العظمة... إن من القبيح والخطير جدا أن تعادي الدِّين وأهله وتكرهين ما جاء به ولو شيئا يسيرا ...فلن تكوني مسلِّمة لكل ما أمرك به مولاك لو كرهتي آية واحدة من كتابه العزيز .... فلماذا نراك متدينة جدا جدا , فإذا أتيت إلى قوله تعالى ...وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثا ورباع.......تمعر وجهك وتكدر مزاجك ورفضت رفضا قاطعا التسليم لما تضمنته الآية الكريمة . آلا تعلمين أن رفض آيةٍ من كتاب الله يخرج الإنسان من الإسلام , كما ذكر العلماء...وقال ت:"أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض... ولماذا نراك متدينة جدا ...ولا تطيقين مجالسة ومصاحبة أهل الدين, وتنسجمين للغاية مع غيرهم...؟..وأقرب مثالا على ذلك ما نراه على الشبكة العنكبوتية... فإذا أردتَ أن تتدفق عليك طلبات الصداقة من ( الفيس بوك ) والإعجابات والتعليتات المتفاعلة الحارة ....إذا أردت ذلك حقا ...اعلن كرهك للدين وتطاول على العلماء والدعاة وصب عليهم سيلا من الشتائم والسخرية . ستجد تسعين في المائة من مؤيديك هم من النساء.. المعذرة يا حوّى... ولكن لماذا....؟ لأن الرجل في المجتمع العربي ...ألبس عاداته وتقاليده الموروثة عن الأجداد ...ألبسها لباسا دينيا ,وهي لا تمت إلى الدين بصلة إطلاقا وأوهم المرأة بذلك زورا وبهتانا , والدين بريء كل البراءة منه. ولان الرجل أيضا: أخذ من الدين كل ما يصلح له ويعزز مقامه كرجل , وألبسه لباس الدين وشدد عليه بالأدلة والبراهين الملتوية باسم الدين ,وهو قد لا تكون من الأهمية بمكان في نظر الدين. ففي نظري هذا هو ما أوغر صدر حوّى من الدين ... غير أنه يجب عليكِ أن لا تخلطي الأوراق ...يجب عليك أن تفرقي بين الدين كمنهج رباني للحياة ...وبين بعض المنتسبين إليه وسلوكهم ...وليس كلهم ... ويجب عليك ...أن تنظري بعين البصيرة وليس العاطفة وتبتعدي عن كل من لا يعطي للدين وزنا ولا أهمية في حياته ,إذا أردتي رضا ربك وجنته....ولا يلبس عليك إبليس ,بحجج واهية ...تحت مسمى الحوار والإقناع لإرجاعهم إلى الصواب .....ولكِ كل التقدير ..