نلتقي نحن والمجد الذي تجمعنا به الايام في موعد ذكرى رحيل شهيد الوطن وفارس القوات المسلححة اللواء الركن سالم علي قطن رحمه الله الذي اغتالته يد الغدر والخيانة لتطفي بفعلتها الشنيعة وهج الروح في حياة ذلك الفارس الهمام . بعملية ارهابية استنكرها كل شيء يشغل حيز وجود على ارض الوطن.. في الحقيقة لم تكن القوات المسلحة وحدها من فقدت واحد من خيرة ابطالها بل ان رحيله يعد خسارة على الوطن برمته حيث كان رحمه الله مقداما في حب التضحية الوطنية منذ نعومة أظافرة , ولعل قمم جبال الوطن ما تزال شاهدة حيةعلى انطلاقة خطواته الاولى في رحلة الكفاح والنضال الوطني في صفوف القوات المسلحة التي التحق بها عام 1970م أي قبل بلوغه سن الرشد , ومن تلك الينابيع الوطنية انتهل الشهيد معاني البطولة والشجاعة معنونة بالقيم الوطنية حتى الارتواء فنمت في اعماقه موهبة القيادة , وترعرع حب الوطن في احشائه , وبرغم حنكته القيادية التي كان يتمتع بها الا ان صرامته في توجيه الاوامر وحزمه العسكري لم تكن تخلوا من الانسانية التي من خلالها حاز على حب كل من عاشره من رفاق السلاح في مختلف المواقع والاماكن التي شغل فيها مناصبه القيادية ..ان الحديث عن بطل مثل الشهيد قطن ليس امرا اعتيادي كون استهدافه من قبل العناصر الاجرامية كان من ارقى اوسمة البطولة والشجاعة التي نالها كاعتراف منهم بقيادته الفذة والتي تمكن بها اثناء معركة "السيوف الذهبية " من دق معاقل واوكار الخلايا الارهابية في محافظة ابين , وبعد ان عادة الحياة الى مجاريها وتشرد من تبقى من عناصر تنظيم القاعدة اعلن النصر العظيم ومنح قطن عن جدارة لقب "فارس السيوف الذهبية" واكرمه الله بنيل الشهادة وهو يدافع عن امن واستقرار الوطن لتتمكن عجلة البناء من التدحرج الى الامام ..فنم ايها الشهيد انت وكل من سالت قطرات دمائهم في سبيل الوطن مستقري الاعين , ولكم المجد والخلود , والخزي كل الخزي والعار لاعداء الوطن....