مشكلة اليمن تكمن ان من هم في واجهة السلطة الحالية هي تلك الوجوه التي كانت في السلطة في الفترة الماضية ولا يقصد بذلك الرموز العليا ولكن مادونها من الصفوف فضلا عن الخطوط الوسطية وهذه نتيجة تراكمات زمن طويل وليست وليدة عقد مضى أو أكثر، ومالم تفعَّل آلية التدوير الوظيفي على كل المستويات فستظل الوجوه الحاكمة ذات التأثير هي الفاعلة وكل شئ محلك سر . ووجوه.. مكررة لكل العصور ولكل المهام ..!!
فما هو سر تكرار تلك الوجوه والأسماء المكررة في كل الهيئات واللجان وكأن البلاد عقيمة لم تلد سواهم ولا يوجد بها أي قدرات أو كفاءات..؟؟ سيما بأن معظم تلك الوجوه هي من كانت أو سببا وراء ما وصلت إليه الأوضاع من ضياع وتسيب وتسرب..!! في الحقيقة أن مثل تلك التساؤلات لم تجاف مصداقية ما يجري في اليمن .. من كان محظوظا وصعد الى المراتب العليا وعُرف عند المسؤول الأول فقد ضمن الصعود الأبدي وهو بهذا قد ضمن بقية حياته يعيش في كوكب دري أو برزخ وردي ..! من المشاركة المستدامة.. إلى السفريات الدائمة.. كما أن نصيبه أصبح محفوظا في التعيين حتى أبد الآبدين.. بل وفي المكان المناسب.. بما في ذلك التنقل بين الوظائف والمهام.. وكل اللجان.. وما له شأن.. وفي كل شيء.. وعن أي شئ.. فضلاً عن كل ما هب ودب .. بل وأصبح ينافس دهان أبو فاس الذي يستخدم لكل الحالات المرضية..بما في ذلك وجع الرأس.. ! وفوق هذا فقد ضمن مستقبلاً باهراً لاولاده وإخوانه واقربائه. (الشواهدكثيرة و ملموسة وليست خافية على لجميع). فهل نعلم أين مكمن الخلل.. ؟ انه آلية النظام.. ليس هناك آلية للنظام للتصعيد..والتجديد.. والإحلال.. والترقية..( وهو مايطلق عليه بالحراك الوظيفي - الإدارة بالأهداف ً- في دولة المؤسسات ) كما أن من يرأسون تلك المرافق الحكومية لايصعدون موظفيهم( بل أحياناً يكتمون نَفَسَهم) ..لأ نهم ذاتهم في حالة ركض دائم لتحسين أوضاعهم وكأنهم في مأموريات محددة.. والدولة ظلت منذ ثورة 26سبتمبر في حالة شعور راسخ بأنها تمر في فترة انتقالية غير مأمونة المستقبل والثبات حتى على مستوى مشاريع التنمية ومرافق الدولة بشكل عام ناهيك علي مستوى الفرد أو الاسرة الصغيرة . ولذا فهم لايهتمون إلا بأنفسهم أو اقربائهم أو عشيرتهم أو أعضاء أحزابهم المقربون من القُربى جدًا جداً ..! وهذا الشعور (المؤقت) الذي يتحكم في العقل الباطن لكل فرد أو مسؤول كبر أو صغر هو عنصر في غاية الاهمية فالاستقرار على مستوى الفرد هو البداية الصحيحة للتطور والتقدم. من ناحية أخرى، حياد الوظيفة من أجل المصلحة العامة عملية مفقودة تماما لدى تلك الأغلبية المتكلسة .. وآخر ما يفكر فيه المسؤول من بيده السلطة .. هو العمل من أجل البلاد أو العباد ناهيك عن الموظف في أدنى السلم ..! طبعا لايعني ذلك اختفاء الخيرين أو الرجال الصالحين أو المسؤولين بما تعنيه الكلمة من مسؤولية.. ولكنهم يظلوا استثناء وليسوا قاعدة.. وليس الكل يحرُس الأمانة أو يحرَص عليها للأسف.. في هذا البلد المعطاء..الذي يتسابق عليه الاقوياء فضلا عن توصيفات ومصطلحات دخلت حديثا مثل المحاصصة التي تفرضها العناصر الحزبية والاسوأ منها تعمل جاهدة في تطبيق سياسة الاقصاء.