لقد اصبحنا نعاني في اليمن معضلة حقيقية في التعاطي مع جميع القيم الإنسانية و الثقافية لأننا اصبحنا كالقطيع الذي يسير كيفما شاء راعيه ، للاسف فرقتنا المذهبيات فلم تكن مصدر ثروة وتعدد وتنوع وانما اهتمينا بالقشور ودخلنا في المشاحنات والبغضاء وعليه فقدنا بوصلتنا فلم نعد ننشر سوى الرعب و الدمار و التفجير و التخريب وثقافة الكراهية. ونتيجة لذلك فاننا في الشارع اليمني تحولنا من نقاش البديهيات الى مناقشة امور سطحيه عفا عليها الزمن كما اننا اصبحنا لا نعلن عن مواقفنا الانسانية بناء على قيم مبدئية كالحق والعدل بل بناء على إلانتماءات الدينية والطائفية والعرقية للضحايا او الجناة . وبالعودة لقراءة كتب التاريخ ونهايات الملاحم البشرية، لوجدنا من خلالها أن اختلاف الرأي لم يكن يومًا سببًا في سقوط الدول أو فشل المشروعات التنموية. وان ما يفعل ذلك هو غياب المبادئ "القيم الإنسانية" وأولها العدل ونصرة المظلوم. فالكيل بمكاييل مختلة هي ما تجعل حوادث القتل والقمع والحروب تتكرر في في اليمن دون غيرها، فحينما يكون هناك مؤيدين لجريمة فانها ستتكرر بالتأكيد ، وحينما يتم هضم حق طرف من الأطراف سيقوم بالعودة للإنتقام بالتأكيد. والمشكلة هنا لاتتعلق بقناعات أومشاريع سياسية مختلفة فهي موجودة في العالم كله، ولكن المصيبة في اتخاذ هذة المواقف بناء على إنتماءات الضحايا . . للأسف ان مواقفنا اصبحت هشة وتكشف عن خلل ما ، لن اتحدث هنا عن دور الدولة الضعيف في القضاء على هذه النعرات التي ظهرت بل ويتضح ان هناك من يساعد على تأجيجها. ومن حق كل انسان ان يختار مذهبه فهذه قناعات ولكن ان ابني موقفا ثابتا تجاهك "حبا او كرها" بناء على مذهبك ومنطقتك فهذة هي العنصريه البغيضة، التي نهانا ديننا ورسولنا عنها . ما حدث في عمرانوحضرموت هو مثال واضح وخلاصة لما سبق فكلما قمنا بتجريم ما حدث في حضرموت من قتل الجنود بتلك الصوره الجبانه والخسيسه نجد ان هناك من يقارن بينهم وبين ماحدث للجنود في عمران وبالطبع كما اسلفنا " وراء الأكمة ما وراءها" ومع ذلك لم نستطع ان نشرح لهم انه لا مبرر للقتل لأنهم ببساطة لديهم القناعات مسبقا قدتكون قناعات شخصية وقد تكون قناعات حزبيه . ونحن لم ننظر للأمر بمنظور حزبي مارأيناه هو فعل جبان باقتحام الباص على ناس ابرياء بعيداً عن ساحات المعركة اما بالنسبه لما حدث في عمران فسقوط الضحايا في معارك طاحنة بين قوى استخدمت فيها طائرات ودبابات ومصفحات فهي لم تكن ضد مجرد عزل في باص في طريقهم لقضاء اجازتهم بين ظهراني اهلهم. وكما تعلمنا ودرسنا ان الموت في ساحات معارك يختلف عن التربص بالاعداء من وراء الجدران وقتلهم على غفلة ؟؟ واعرف ان هذا الفعل ليس بجديد على هذة الجماعه التي هربت من ساحات المعارك الى الى التقطع واستخدام اسلوب الغدر والخيانة و شراء الذمم و التفخيخ والتفجير . وليس بغريب على اؤلئك المدافعين فهم نتاج لجامعات التفخيخ والترهيب والارهاب. ولكن للأسف ان هذه الجرائم تجد المبررين في جميع الأحوال ! و المبررين هم أخطر من الفاعلين .و لكني اندهش من جرأة من يدافعون عن من قام بارتكاب هذا الفعل الجبان والخسيس ولا يمت للانسانيه بشيء اما الاسلام فهي مروق منه وجزاء من ارتكبه ان تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف. لن اتحدث عن الطريقة الوحشية التي قتل بها الجنود لانها تكفي لان تكون وصمه عار على جبين كل القاعديين والداعشيين للابد. ويكفي ان يعلموا ان الخوف والجبن وحروب الغدر ليست من الشجاعه في شئ وجر الحوثيين من معارك الى اخرى ثم البكاء وندب حظهم كالنساء ماهو الا دليل الا انهم مجموعه من المرتزقه لا يحكمهم دين او اخلاق او شريعه . والا من متى كان التقطع للناس في الطرقات والتربص للجنود العزل يعتبر شجاعة ! واجمالاً ليس هناك أكثر بؤسًا وحسره من إنسان أو تيار ديني يخذل مظلومًا بسبب دينه أو مذهبه أو اصله ، ووالله انه لن تقوم لنا قائمه كمجتمع ونحن نخذل بعضنا بعضاً ولنا في الماضي امثلة. ان الظلم اذا نخر نسيج المجتمع سيفتك بأبجديات الإنسانية، ويحول الناس الى وحوش.