تبرز ايران كطرف موجه لسيناريو التصعيد القائم في اليمن وبشكل اكثر صلفا منذ 21 سبتمبر المنصرم والأمر يمكن فهمه في اطار مساعي طهران الحثيثة ليس فقط لخلق مناطق نفوذ جديدة تعوض ما فقدته من نفوذ في كل من سوريا والعراق ولكن ايضا لاستخدام الحوثيين كورقة ضغط على دول الخليج وبخاصة السعودية التي تشترك مع اليمن في شريط حدودي هو الاطول في المنطقة لتحييدها في مشهد الازمة السوري وتخفيف الضغوط التي يعاني منها نظام الاسد. تمارس ايران سياسيات عدوانية ضد اليمن لا يدحضها النفي الرسمي الذي طالما اتسمت به ردود فعل طهران في مواجهة الاتهامات اليمنية والاقليمية المتكررة لها بالضلوع في اذكاء جذوة الاضطرابات في اليمن من خلال تمويلها السخي لحركة تمرد مسلحة واشرافها المباشر على تطوير وتعزيز امكانياتها وقدراتها للقيام بتنفيذ مخططها الشيطاني بتحويل اليمن الى ساحة متقدمة لتصفية حسابات اقليمية والذي توج بسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وتمددهم اللاحق في معظم المحافظات الشمالية . الجمهورية الاسلامية التي بادرت مؤخرا الى تعيين سفير جديد لها في اليمن يعرف بكونه أحد الخبراء المتخصصين في الشأن اليمني لا يبدو انها حريصة بذات القدر على إعادة النظر في سياساتها الغير سوية ازاء التعامل مع بلد بخصوصية ومكانة وتاريخ اليمن وأن يكون ذلك منطلقا لترميم علاقاتها المهترئة مع محيطها الاقليمي والاسلامي ..والا لكانت مساعي الوساطة العمانية اثمرت في الحد من الصلف الايراني . رهان ايران على قدراتها في تحويل اليمن الى منطقة نفوذ تمكنها من ممارسة ضغوط مؤثرة على خصومها من دول الجوار يبدو خاسرا لاعتبارات تتعلق بفوارق البيئة المجتمعية التي تميز اليمن عن دول اخرى استطاعت طهران ان تتغول فيها باستخدام ادوات محلية كلبنان وسوريا والعراق وهو ما سيستعصي عليها في الحالة اليمنية التي تنفرد بكونها الاكثر تحصينا بنسيجها المذهبي المتسق والمتعايش . ______________ *كاتب ومراسل صحفي