لم تكن جريمة كلية الشرطة هي الأولى وربما لم تكن الأخيرة إذا ضل الواقع السياسي على ماهو عليه من اختطاف للدولة وتحكم في الحكومة وعزل اختياري لهيئة الرئاسة من قبل الجماعة الحوثية. حدثت عمليات إرهابية عقب ثورة 2011م والتي وافاها الاجل على أيدي المبادرين للمبادرة الخليجية وكانت تلك الاحداث الإرهابية تستمد قوتها وفاعليتها من استغلالها للحالة السياسية والأمنية التائهة والمتفلته إضافة لحالة الحقد والنقمة والتي كانت تملأ قلوب من تهاوت مناصبهم فعمدوا بشكل مباشر أو غير مباشر بالتعاون مع القاعدة في تنفيذ مهامها الاجرامية .. عقب تشكيل حكومة الوفاق والتي ماعرفت وفاقا ولا اتفاقا لم تتوقف العمليات الإرهابية غير أن الحكومة كانت متهمة بالتقاعس عن أداء مهامها من قبل (الحوثيين وصالح) بل أنه كانت تشن على وزير الداخلية خصوصا أبشع حملة وأقذرها إما بالتهاون والتقاعس عن أداء مهامه وأحيانا بالتواطؤ إذا رُبط الأمر بأن الوزير يتبع أو يوالي حزب الإصلاح والذي يتهم بأنه احدى المدارس الذي تخرج منه أو خرج منه بعض أفراد القاعدة .. العمليات الإرهابية اليوم والتي كان آخرها أمام كلية الشرطة وراح ضحيتها العشرات من الشباب المؤهل والذي أراد زيادة التاهيل لخدمة وطنه لم تتخذ بأساليب جديدة او تكتيكية فهي نفسها تلك الأساليب الاجرامية إلا ان الذي يختلف هوا لواقع السياسي والأمني اليوم والذي يحدد من المسؤول المباشر عن حماية هؤلاء ، حين قراءة المشهد وتتبع الاخبار والتحليلات السياسية والعسكرية والأمنية سيخرج القارئ بخلاصة أن القضية يراد لها التضييع كسابقاتها أو المتاجرة غير أن الحقيقة التي لامفر منها هي : أن المسؤولية تقع على الجماعة الحوثية أولا باعتبارها الجماعة التي مامن شارع ولاحي و لا مؤسسة مدنية وعسكرية بل وحتى المساجد والحمامات العامة إلا ومليشياتها إما واقفة أو مفتشة أو غادية ورائحة حاكمة ومتحكمة مهما غرد ( البخيتي ) ولاوع ( الصماد ) و غالط ( حسن زيد ) وأقبح مغالطة وهروب من المسؤولية أن تدعي الجماعة الحوثية أن أجهزة الأمن لا تتعاون معها ولا تتجاوب وأنها لاتستطيع أن تقوم بالمهام لوحدها .. نفاق يثير الضحك والإشمئزاز في نفس الوقت .. ألستم أيها المغامرون والفاتحون من تصولون وتجولون وتأمرون وتنهون ؟ أين تلك الحشود التي تجتاح المحافظات ؟ اليست ترابط لغزو ماربوتعز وتسبح وتمرح في قصور أبناء الأحمر واللواء محسن ومرهقة بعدما قامت بواجب الحماية للمحتفلين بالمولد النبوي . الذي يبعث على السخرية خروج مدير الأمن المؤيد ليخبرنا بان المجرمون نفذوا الجريمة ثم شرعوا في التخطيط للهرب وانه يعد خلال ساعات بتقديم أسماء المتهمين بينما تحاول زمرته أن تلصق الفعل بمن خالفهم الفكر والمذهب . الحكومة تنساق خلف التوجيهات الحوثية فتقوم بإقصاء العميد عبد الله هران من منصب مدير كلية الشرطة وهو في الأصل مغادر للمنصب بسبب الحوثيين انفسهم وتدخلاتهم منذ أسابيع وتعيين العميد قيران المتهم بقضية محرقة تعز المقرب من صالح حليف الحوثي اليوم بينما رئيس الجمهورية المُفدى يقوم بترقية الضباط القتلى إلى رتبة ملازم وصرف مبالغ مالية يتم تسلمها عبر شخوص حوثية ، الحوثي والرئاسة والحكومة على نسق واحد في التعامل مع القضية وأصدق مايقال عنهم أنهم متقاعسون متساهلون لايأبهون لموت أحد ولا لحياته .. وصية شهيد : من صفحة الكاتب (عبدالخالق عطشان) دعوني ... لست أرجو شجبكم تنديدكم.. لا ولا ارجو بقايا... عطفكم إنني في دمائي بين أشلائي.. أميرٌ دونكم....