تتوالى الانتصارات الميدانية والتقدم بثبات المقاومة الشعبية في مأرب، فيما هناك الكر والفر ويومٌ لك ويومٌ عليك نتيجة الاختلال الواضح في تعز وعدن نظراً لحالة التطويق التي تعيشها المدينتان والمفروض من ميليشيات المخلوع والحوثي وشدة الضرب على المدنيين، فتشهدان تقدم وتأخر في أحيائهما، فيما تشهد شبوة والضالع نفس الحالتين مع ميل الأولى للحالة المأربية... هناك أوجه شبه بين محافظات النضال التي ثارت ورفضت وخرجت بسلاحها ورجالها لصد عدوان الانقلاب الحوثي وأتباع المخلوع الحقود على الشعب، وأبرزها هي تبني خيار المقاومة بلا رجوع و شعار ( والله زمان يا سلاحي ) الشعار الذي صار يغذّي عقائد المقاومين ويعيد الثورة جذعة ويقطع نصف المشوار على الإسلاميين الذين يرفعون ( الجهاد سبيلنا )، و( الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ) ، ولم تسمح لهم الديمقراطية باستخدامه! الوجه الثاني هو وحدة الهدف، وهو دحر الانقلابيين وصد عدوانهم وتأديبهم على عقابهم الشعب اليمني ، وحماية شرعية الدولة المتمثلة فيما بقي لهم بالأخ الرئيس عبد ربه هادي قبل أن تسقط ككل كدولة ميليشيات تتقاتل بالمذهب! ووحدة الهدف هذه هي التي وحدت الشعب أكثر برغم محاولات أبواق المخلوع والحوثي وضاحي خلفان ومن على الشاكلة تصوير المعركة أنها بين الجنوب والشمال كما هو حاصل في إعلامهم! الوجه الثالث هو التأييد الكبير من كافة أطياف المقاومة لعاصفة الحزم والسعودية وقرار مجلس الأمن والسير تحت مظلتها وهي بهذا تكتسب شرعية قانونية ودولية وإقليمية لدفاعها عن الشرعية وتحت نظر وغطاء من تقدّم... فيما تبرز أيضاً أوجه اختلافات كثيرة أثرت على مسيرة المقاومة وبالتالي نتائجها على الأرض بين هذه المحافظات، ولعل أبرزها: البعد القبلي والجغرافي الموجود في مأربوشبوة والبيضاء والضالع على فارق بسيطة والبعد المدني في تعز وعدن ومثيلاتها... وهذا عكس جانب المراس القتالي والخبرة في الكمائن والقنص وغيرها من الأمور التي تخفى على سكان المدن والتي مارسها بعضهم لأول مرة يوم فُرضت عليه الحرب قهراً.. والوجه الثاني وهو البُعد الأمني والتنظيمي وهو يبرز بوضوح في مأرب بتعيين العميد عبدالرب الشدادي قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة واللواء 13 مشاه بالإضافة لتواجد بعض الضباط من الفرقة مدرّع هناك بالإضافة لتعاون اللجنة الأمنية العليا بالمحافظة مع المحافظ والقبائل المقاومة حتى لكأنهم على قلب رجلٍ واحد وهذا ما نظّم شتات المقاومة ورتبها وأحسن تسديدها وتصويبها بعد الالتجاء بالله سبحانه.... ولهذا فإن مأرب تحقق انتصارات وتقدم يومي وتلحق خسائر فادحة في ميليشيات المخلوع والحوثي كما نرى في الأحداث اليومية... ما يجعلها قدوة المحافظات في التنظيم والجهاد وحسن الاستعداد .. ومثل هذا الذي ندعو إليه إن كانت هناك نية جادة للتحالف ولهادي في إحقاق سلامٍ في اليمن ومنطقة الخليج على حدٍّ سواء... فالعملية الجوية قضت على السلاح الجوي والمهدد للحدود، لكن ما تزال الميليشيات تتحرك بين المحافظات محاولة الاختراق للحدود عاثية في الأرض فسادا، وأي تأخّر من قيادة التحالف العربي في قيادة العملية البرية اليمنية سيشكّل استنزافاً للسعودية ودول التحالف ولليمن على جميع المستويات، وهذا التأخر هو ما تلعب فيه إيران وروسيا محاولة لإعادة ترتيب صفوف الميليشيات بعد الضربة المفاجئة والمباركة من عاصفة الحزم. إن المقاومة الشعبية تطالب يومياً بتعيين قيادات عسكرية وطنية لتنظيم شتاتها وتسديد سهامها، بالإضافة للأسلحة النوعية المتوسطة والثقيلة بدلاً من تركها بأسلحتها الشخصية تواجه آلة الموت والدمار الحوثية العفاشية.. وهذا هو الذي أحدث الفارق الذي يجب أن يتبناه السياسيون في خطابهم ويطالبون هادي ودول التحالف به بأسرع وقت للخروج إلى بر الأمان باليمن والمنطقة ككل .