إن كان الانقلابيون في اليمن يريدون السيطرة على مناطق إضافية لامتلاك أوراق ضغط تساعدهم في مفاوضات جنيف المزمع عقدها في الرابع عشر من يونيو الجاري، والتي تتضارب أقوالهم حول المشاركة بها، فقد أخطؤوا الحسابات، فالمقاومة الشعبية في اليمن، إضافة إلى قوات التحالف العربي المشترك تستطيعان إحباط مخططهم وإلحاق الهزائم بهم.. وما خسائر الحوثيين وأتباع المخلوع صالح في الأرواح والمعدات خلال اليومين الماضيين في عدن والضالع وإب وتعز وصرواح إلا جزءا بسيط مما سينالونه في المرحلة المقبلة إن لم يعلنوا الاستسلام، ويفاوضوا من أجل سلام اليمن من غير شروط. لذلك مهما استخدم الانقلابيون من أسلحة لقصف المناطق المدنية بغرض تخويف سكانها والضغط على المقاومة الشعبية التي تمنع تقدمهم، فلن يتمكنوا من الاستمرار في هذا النهج، لأن فلولهم المطاردة من قبل طائرات التحالف جعلت أوصالهم مقطعة، وأضعفت إمكانية التواصل بين ميليشياتهم المتفرقة هنا وهناك. والغارات المتلاحقة على عصاباتهم في صنعاء والضالع وباب المندب، وكذلك في حجة وصعدة والمناطق القريبة من الحدود السعودية وغيرها، لن تبقي لهم أثرا إن عاجلا أو آجلا.. وليس موعد التأجيل ببعيد. ليعلم الانقلابيون أن مواقعهم مكشوفة، وأن تصريحاتهم عن القبول بدخول مفاوضات جنيف لن تكون مقنعة، إن لم تقترن بأفعال ليس أقلها إيقاف محاولات تمددهم في المناطق اليمنية وعدم قصف الناس في الأحياء السكنية، وإظهار حسن النية في التعاون مع بقية التيارات اليمنية للعمل على إعادة الاستقرار إلى اليمن، بدل أن يستغلوا بعض الأوضاع في مناطق معينة لمحاصرة أهلها ومنع دخول المواد الغذائية إليها، كما يفعلون حاليا في تعز. وليعلم الانقلابيون أيضا أن محاولاتهم اليائسة لاستهداف المملكة لن تفيدهم في شيء.. وسواء استخدموا صواريخ "سكود" أو اقتربوا بميليشياتهم من أراضي المملكة، فالنتيجة واحدة.. وهي درس قاس لهم، لعلهم يدركون أنه ما من مهرب من المصير المحتوم إن لم يحكّموا العقل في رؤوسهم، فالعالم كله بات ضدهم، والقرارات الأممية ضدهم، والتحالف الذي أوقف برنامجهم التوسعي لن يهدأ إن لم يستسلموا للأمر الواقع.. وأما طهران، فلن تنفعهم أبدا، ولا طريق أمامهم سوى العودة إلى بيئتهم ومحيطهم العربي.