أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن اجتماعات جنيف في 14 يونيو الحالي ليست للمصالحة، وإنما للتشاور بشأن تنفيذ القرار 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها ووضع السلاح. الحوثيون وميليشيات صالح ظنوا أن هذا الحلف الذي جمعهم سيقوي شوكتهم، وأنهم ربما يقسمون اليمن على هواهم فيما بعد. كلهم وقف ضد الشرعية، وضد الرئيس هادي، وضد المبادرة الخليجية، وضد وحدة اليمن وتطلعات شعبه في استقرار سياسي تعقبه نهضة تنموية تعم أرجاء اليمن. مصالح خصوم الأمس جمعتهم اليوم ليصحبوا حزبا واحدا، وجيشا واحدا. هذه المصلحة التي جمعت بين عسكر صالح والحوثيين هي الوقوف ضد استقرار اليمن، ومواجهة الشرعية، وإفشال المبادرة الخليجية، لأن أي حل سياسي جديد في اليمن يعرّض مصالح التنظيم الحوثي وعسكر الرئيس المخلوع للخطر. جرائم التنظيم الحوثي وصالح ورفاقه لن ينساها الشعب اليمني. ومصالحهم ورغبتهم في الاستئثار بالسلطة، ولو على حساب الوطن اليمني، ورميه في أحضان طهران، تجعلهم يضحون بكل شيء في سبيل العودة إلى السلطة. الحكومة اليمنية الشرعية يؤيدها المجتمع الدولي والشعب اليمني، ووصلت إلى السلطة بانتخابات حرة نزيهة، لذلك فإن موقفها هو الأقوى في محادثات جنيف المقبلة. لا بد أن يعي المتمردون الحوثيون والرئيس المخلوع أن أي حل سياسي في اليمن لن يأتي قبل أن يلقوا أسلحتهم وينسحبوا من المناطق التي استولوا عليها، وكل الحلول والمقترحات الأخرى لن تجدي نفعا، ولن تكون سوى مناورات عبثية من قبل المتمردين وميليشيا علي صالح. هذا العنف الذي ينتهجه أتباع الحوثي وعسكر الرئيس المخلوع، بغية الاستيلاء على اليمن، وتهديد الحدود السعودية، وفتح المجال لإيران لاختراق اليمن، وتهديد الأمن الخليجي والعربي، سيفشل في نهاية المطاف، ولكن ماذا تفعل دول التحالف بقيادة المملكة، إذا لم يرعوي الحوثي وأتباعه، وصالح وبقايا عسكره عن غيهم السياسي، وإجرامهم بحق شعبهم، وبحق المملكة ودول الجوار؟ هذا التحالف الدولي ضرورة أمنية لحماية اليمن وحدود المملكة، ولوقف التمدد الإيراني في الإقليم على حساب الأمن القومي العربي. وسنكون سعداء لو ألقى الحوثيون وحليفهم أسلحتهم، وانسحبوا من المناطق التي استولوا عليها، وإن لم يفعلوا ذلك فسيستمر التحالف في القيام بواجبه حتى يلقوا أسلحتهم رغما عن إرادتهم. حينها يكون التحالف حقق كامل أهدافه. فما الذي تخبئه جنيف بخصوص اليمن؟