يأتي إعلان الحكومة اليمنية الشرعية أمس عن نيتها إرسال عدد آخر من الوزراء إلى عدن خلال أيام كي يمارسوا مهماتهم من داخل اليمن ليؤكد صواب الاتجاه الذي تتحرك فيه الحكومة لإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي في اليمن. فمسألة إعادة الإعمار وإصلاح ما أفسده الانقلابيون في المنشآت الحكومية والأهلية والبنية التحتية يتطلب إدارة عارفة وقادرة على السعي لتوفير حاجات المواطنين بما يلبي طموحاتهم في معيشة آمنة لا يوجد فيها خلل، ما يعني أن عدن بعد خروج الحوثيين وأتباع المخلوع صالح ستكون النموذج الفعلي لليمن الجديد النهضوي والحضاري الذي يعمل أبناؤه من أجله، والمملكة التي لم يتوقف وصول طائراتها الإغاثية منذ إعادة تشغيل مطار عدن، سوف تستمر في دعم اليمن ليستعيد عافيته، انطلاقا من المبادئ التي تأسست عليها، وبناء على تاريخ دعمها لليمن، فهي تتصدر دون منافس قائمة الدول المانحة له وفق الإحصاءات العالمية. وبإذن الله، فإن عدن -وبعدها اليمن كله- قادرة بدعم المملكة والعرب على تجاوز الكارثة التي تمر بها اليوم، وحين يتحدث أول من أمس وزير الإدارة المحلية اليمني وعضو اللجنة العليا للإغاثة عن إعداد "برنامج إغاثي جديد بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية لتأمين عودة العائلات ممّن تضررت منازلهم نتيجة استخدام الانقلابيين الأسلحة الثقيلة"، فذلك يوضح الجدية المطلقة للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إنقاذ اليمن ومساعدته كي يقف في المسارات الصحيحة التي يأملها محبوه. فليعلم الانقلابيون المطرودون من عدن اليوم، ومن غيرها قريبا، أن تدمير ميليشياتهم المجرمة للمرافق العامة وأماكن الخدمات لا يعبر إلا عن انحطاطهم الأخلاقي، فما دمروه ملكٌ للشعب اليمني، وعبثهم الذي أضر بالشعب اليمني بدأ ينعكس عليهم. وليعلم الانقلابيون أيضا أن المملكة لم تتخلّ عن الشعب اليمني من قبل، ولن تتخلى اليوم وغدا، فمدرسة العطاء التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- تبذل للقريب قبل البعيد، وأبناء اليمن إخوة وأشقاء، والوقوف معهم في محنتهم أبسط ما يمكن للمملكة أن تفعله اليوم، والأكيد أن المقبل سيكون أكبر وأكثر.. ومادام المخلصون يعملون، فاليمن سينهض بعد تنقيته من الشوائب التي عطلت تقدمه.