يبدو أن الانقلابيين في اليمن لم يفهموا المعادلة، ولن يفهموها إلى أن يُقضى نهائيا على قدراتهم العسكرية وينتهي تمردهم، فقمة السذاجة أن يحركوا دبابات على الحدود السعودية معتقدين أن ذلك سيمر عرضا، وعلى الرغم من تجارب مماثلة سبق لهم أن تورطوا فيها ولاقوا الرد الذي يستحقون، إلا أنهم كرروا أول من أمس الحركة ذاتها من جهة "الحرث" في منطقة جازان متوجهين إلى منطقة "البقع" الحدودية، فدمرت قوات المملكة رتل دباباتهم، وجعلته أثرا بعد عين. وعليه فإن استمرار تقدم قوات المملكة باتجاه صعدة سيربك حسابات الحوثيين وأعوان المخلوع، ويجعلهم غير قادرين على عملية الربط بين أجزاء ميليشياتهم المتباعدة، فوصول القوات السعودية إلى جبل طياش -بحسب الأنباء– على حدود محافظة صعدة، يقلص حركة الانقلابيين، ومن نتائجه أيضا القضاء على المصدر الذي تنطلق منه القذائف إلى الأراضي السعودية، وعدم بقاء مكان آمن للحوثيين يتحصنون فيه، ف"صعدة" التي كان المخلوع صالح عاجزا عنها طوال حروب عدة زعم أنه خاضها ضد الحوثيين قبل أن يتحالف معهم في التمرد ضد الشرعية اليمنية، لن تكون عصية على القوات العسكرية للتحالف، وسيعرف بعدها العالم أجمع أن المخلوع ترك الحوثيين يعيثون فسادا لمآرب سلطوية ظهرت لاحقا. كما تأتي غارات قوات التحالف العربي التي استهدفت تعزيزات المتمردين العسكرية أثناء تحركها صوب "صعدة"، وكذلك ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في صنعاء، لتعرقل مخطط بقاء الانقلابيين في صنعاء أو تحصنهم في "صعدة"، ما يمهد قريبا لتغيرات نوعية في توازنات الحرب، الأمر الذي يضيق المساحات على الانقلابيين، ويحرر مواقع أخرى كثيرة من الأراضي اليمنية، لذا جاءت مصادقة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس على ضم 4800 من عناصر المقاومة الشعبية إلى الجيش الوطني لدعم قدرات الشرعية اليمنية على ضبط تلك المناطق، وتحرير غيرها. وعليه، لن تجدي محاولات الانقلابيين في التعتيم على ما يتلقونه من هزائم، فالأمور واضحة تماما، وخطفهم لأحد عشر صحفيا، كما أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها قبل يومين، هو سلوك عصابات إجرامية قمعية، غير أن صوت الحق لن يهدأ، وسوف تعود الشرعية إلى اليمن، والموعد بات أقرب مما يتخيل المتمردون.