علي عبدالله صالح، المتحدث أمس الأول من داخل مخبئه في مكانٍ يخشى الإعلان عنه، روَّج مُجدَّداً خلال حوارٍ تليفزيوني لجملةٍ من الأكاذيب، التي تُعدُّ بمنزلة تزويرٍ فاضحٍ للماضيين القريب والبعيد. ومنذ فترة، لم تعد ألاعيب المخلوع تنطلي على أحدٍ بعدما انفضح أمره وتآمره، لكن اللافت هذه المرة هو الموقف السلبي لأنصاره من تصريحاته، وهو ما تُظهِره جولةٌ على تصريحاتهم في الصحف، والحسابات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أبدوا كثيراً من اليأس بعدما أدركوا أن زعيمهم الوهمي ليس إلا شخصاً فاقداً للمصداقية وغير عابئ بالمصلحة الوطنية. الرجل الذي تحالف مع إيران والحوثيين للانقلاب على السلطة الشرعية يزعم أنه لا يوجد لإيران دور عسكري في اليمن، محاولاً إنكار حقائق أقرَّها المجتمع الدولي بمؤسساته، وأظهرتها تقارير الحكومات ووسائل الإعلام المعتبَرة، بل وشهادات الإيرانيين والحوثيين أنفسهم. لكن إنكار الحقائق ليس غريباً على المخلوع، فهو ينكر إلى الآن أي دور له في إدارة قطاعاتٍ من الجيش اليمني، ألَّبها على الشرعية، وأمرها بالتحالف مع جماعة الحوثي لتنفيذ الانقلاب المشؤوم. إلا أن تناقضاته تفضحه، فهو يُنكِر أي دور عسكري له في التمرد من جهة، ثم يقرُّ بعدها بدقائق هذا الدور، ويتحدثُ عن كونه أحد أطراف المشهد، ثم ما يلبث أن يعود إلى الإنكار متلاعباً بالعبارات ليتنصل من تورطه في التمرد. حلف «الحوثي- صالح» اختار الحرب على اليمنيين، هذه الحقيقة التي بات كل عربي يدركها، والحل يكمن في انصياعهم إلى قرارات مجلس الأمن الدولي.