في ظل فقدان الأمل وحالة اليأس ، وتعاظم البطش والإرهاب والعنصرية ، واستفحال منسوب الكراهية والحقد داخل مختلف مستويات المجتمع اليمني ، هناك من يتحدث عن إمكانية نجاح المشاورات أو المفاوضات مع الانقلابيين من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح التي ستجرى في الكويت ، ويرى أن الفرصة متاحة أكثر من أي وقت مضى أمام اليمنيين لتحقيق السلام ،ما هي معطيات هذا التفاؤل وأسباب هذا النجاح ؟ لا أدري . أي مفاوضات لا يكتب لها النجاح اذا لم تكن هناك نوايا صادقة لأطرافها في إنجاحها ، وهذه النوايا الصادقة لها مؤشرات ودلائل فعلية على أرض الواقع...مثال على ذلك اطلاق المعتقلين والأسرى ، الالتزام بوقف إطلاق النار وإيقاف الاعتداءات على المدنيين في تعز ،وفك الحصار عنها والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية اليها . بغير ذلك فإن المشاورات أو المفاوضات تتحول إلى غاية بحد ذاتها وليست وسيلة تؤدي إلى نتائج محددة ، لأنه تم استنفادها كوسيلة، إذ إن الانقلابيين وبعد المفاوضات العبثية السابقة مازالوا عند النقطة التي بدؤا منها ولا يريدوا أن يتقدموا شيئاً يوحي بجديتهم ، بل هم عازمون على استخدام المفاوضات رافعة لتحقيق أهداف معينة. يقال «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين» لكن واقع الحال يقول، إننا لدغنا من نفس الجحر ألف مرة، وكأننا استمرأنا الأمر وتعايشنا معه.. وعلى استعداد لقبول المزيد! إذا كانت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تخرق يوميا ما يسمى الهدنة وتقتل المدنيين ، وتعتدي على مؤسسات الدولة وأخرها جامعة صنعاء ، و تواصل الحشد والتعبئة والإمداد في كل مكان من اليمن ، فالسؤال المنطقي في مثل هذه الحال هو: لماذا المفاوضات ؟