يؤكد اصدقاؤنا اليمنيون .. بأن اليمنيين بمجرد وجودهم معا في قاعة واحدة فهم قادرون على التفاهم وحل مشكلاتهم في نهاية اليوم وان جل ما يحتاجه هؤلاء هو ان تكف ايدي القوى الاقليمية عن التدخل في الشأن اليمني وان اليمنيين قادرون على انهاء الصراع بأنفسهم». تذكرت تلك المقولة وانا اتابع اخبار تأخر وفد انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي (الحوثيين وعلي عبدالله صالح) عن الوصول الى مباحثات السلام اليمنية التي تحتضنها هذه الايام دولة الكويت برعاية اممية من قبل الاممالمتحدة وبوجود مبعوث السلام الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد المدعوم بسفراء الدول الثماني عشرة الراعية للتسوية في اليمن، والذي حصل على دعم اضافي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية؛ حيث رحب التحالف ببدء المشاورات السياسية اليمنية، وأكد استمراره في دعم جهود الأممالمتحدة ومبعوثها حتى الوصول الى حل سياسي شامل طبقاً للقرار 2216. مما لاشك فيه ان تأخر وفد انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي وحتى بعد وصولهم حيث عمدوا الى الاعتصام قبيل بدء الجلسة الاولى للسلام معترضين على اولويات تطبيق البنود الخمسة للقرار الاممي 2216 الا ان العبرة في نهاية المفاوضات. وقد شهدت الجلسة الاولى تباينا مابين الفريقين، فحين شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي على تمسك حكومته بالنقاط الخمس لجدول الأعمال ورفضها أي تعديل، رفض رئيس فريق مفاوضي «أنصار الله» محمد عبد السلام ذلك التوجه، وأعلن تحفظ الجماعة على تلك النقاط وترتيبها. فالقادمون من صنعاء يتمسكون بأولوية الحل السياسي على الترتيبات العسكرية والأمنية؛ فيما يشدد القادمون من عدن على أن الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة سيفتحان المجال أمام الحلول السياسية من دون استقواء. وهي أمور تشير الى أن الجانبين يبحثان عن مخرج. المعادلة اليمنية وضعت اليمنيين امام خيارين لا ثالث لهما اما وطن امن او بقايا وطن، وفي حال اختيار الوطن الامن يعني البقاء ضمن المنظومة الدولية كدولة داعية وراعية للسلام، في حين اختيار العيش في بقايا وطن سيكون نهباً لجماعات التطرف والارهاب مما يضع اليمن ضمن قوائم الدول الفاشلة والمفككة التي تسارع الدول الاقليمية والدولية لتطويقها ووضعها في قائمة الحجر الدولي منعا لسريان العدوى الدولية. حينما نتحدث عن بؤر التوتر في المنطقة يقف العامل الخارجي ليلعب دورا كبيرا في تحول دول كلبنان والعراق الى بلدان تعيش على المحاصصة الطائفية البغيضة وفق الديموقراطية والدستور.. في حين المشهد اليمني يختلف من حيث ان الازمة بدأت مع حراك سياسي كان بالامكان احتواؤه من قبل السلطة ليتحول في النهاية الى حرب اهلية وانقسام مابين العاصمة صنعاء والتي تضم جماعة انصار الله وعلي عبدالله صالح المدعومة من ايران في مواجهة عدن حيث حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي. بالرغم من ذلك تبقى المعادلة اليمنية في يد اليمنيين انفسهم ومباحثات الكويت فرصة ثمينة لابد ان تقتنص من جميع الاطراف.