لم يكن خروج الشعب في ثورة 2011بمليوناتها عبثا وهم يعلمون أنهم يواجهون آلة القتل والقمع والتنكيل من قبل النظام, وإنما ناجمة عن ما وصلت إليه حالة البلد من ضنك المعيشة والأزمات والكوارث والفقر الناجمة عن سيطرة النخبة على مقاليد البلاد السياسية والعسكرية والاقتصادية منذ 33 عاما .. اذ اختطفت الدولة وتحولت الى مجرد إقطاعية لسنحان, وأصبح كل المواطنين رعايا لديها لا يستطيعون العمل والإنتاج وممارسة التجارة إلا بموافقة الإقطاعي. وتمثل ذلك من خلال سيطرة قبيلة سنحان على الجيش والجهاز الأمني وتسخيرهما لإخضاع الدولة لخدمتهم ومنح حق الرعاية للموالين لهم ومنحهم الامتيازات بغية دعم استمرارية حكمهم, بل أصبح كل من لم يشاركهم فسادهم ينظر إليه نظرة اشمئزاز. ولذلك أصبحت النخبة الإقطاعية السياسية والعسكرية هي التي تمنح حق صك الإنتاج والتجارة وتحديد العقود ومقدار الفائدة من ريوع الدولة لمن تريد. وبذلك قضت على الرأسمالية النظيفة وسيطرة على مؤسسات الدولة وأصبحت الدولة هيكل بلا مضمون وإقطاعيات لا مؤسسات. وتشير دراسات إلى ان 80% من الاستيرادات والإنتاج تسيطر عليها عشر عوائل من النخبة السياسية والعسكرية. وفي ظل ذلك تفشى الفساد والتهريب والتهرب والظلم وتدهور الاقتصاد وتفاقم التضخم والفقر والبطالة والمديونية التي وصلة الى 145% من الناتج المحلي الإجمالي. وبالاتساق مع ثورية الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري عندما رأى البؤس والغنى في دمشق قال : عجبت لامرئ دخل بيته فلم يجد فيه ما يطعم عياله ولم يخرج للحاكم شاهراً سيفه. انتفض الناس في 2011 لانتزاع حقوقهم المسلوبة والمنهوبة من فم رؤوس الثعابين والانتصار لكرامتهم وقيم الحق والعدل, ولكن بالمقابل هناك قسم من البشر بدلا من ان ينتصرون لثقافة وثورية الصحابي ابو ذر الغفاري ذهبوا ينتصرون للعصبية ويدافعون ويستميتون في جبهات القتال بغية المحافظة على اقطاعية سنحان وشريكها اليوم سلالية مران ولكي يظمنوا بقائهم رعايا لا رعية وعبيدا لا أحرار. د عبده مدهش الشجري