العديد من الرؤساء الذين أحبوا أوطانهم وسخروا جل أوقاتهم وطاقتهم لخدمة أبناء شعوبهم . أحبهم البسطاء وعامة الناس الذين رأوا فيهم الأمل لإنتشالهم من وحل الذل فمدوا لهم أيديهم وبمحض إرادتهم انتخبوهم وبما أن سياسة الرؤساء المنتخبين جرت عكس تيار سياسة الدول العظمى حيث بدأت رياح التغير تهب مززعة عروشهم الخفية ومحركةً امواج الحريه مجدفةً بلأوطان نحو شواطئ الإستقلال وسيادة القرار . محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني المنتخب عام 1951 م. قام بجملة من الإصلاحات السياسية والإجتماعية الواسعة. أصدر قرار عزله دون أن يشعر حين أصدر قرار تاميم صناعة النفط الإيرانية التي يسطير عليها البريطانيون منذ عام 1913. أسقط عام 1953 بعملية أجاكس المشتركه التي أعادة الشاه. حينها اصدر نظام الشاه محمد رضابهلوي المدعوم من قِبل المخابرات الامريكية و البريطانية حكم الإعدام على الدكتور مصدق والذي انتهى بالتخفيف الى سجن انفرادي ثلاث سنوات ومن ثم الإقامة الجبرية حتى وافته المنية عام 1967م.. ذي الفقار علي بوتو: بعد الهزيمة التي حلت بالجيش الباكستاني في حربه مع الهند عام 1971 والذي نتج عنها انفصال باكستان الغربية " بنغلادش حاليا" قدم رئيس الوزراء حينها إستقالته ليتولى ذي الفقار بوتو رئاسة الوزراء. بوتو الذي اتخذ قرار امتلاك القنبلة النووية عام 1972. هددته امريكا على لسان وزير خارجيتها آنذاك كنسجر " سنجعل منك مثالاً مروعا" في حال استمراره للحصول على السلاح النووي كما أكد بوتو في خطابه أمام الجمعية العمومية. لكنه رمى بكل التهديدات عرض الحائط. وقع إتفاقيات عدة من ضمنها إتفاقية تأسيس الصناعات العسكرية المشتركة مع تركيا وايران. لم تشفع له فكرة إمتلاك السلاح النووي وتطوير السلاح و القدرات العسكرية الباكستانية بل وجد نفسه خلف قضبان السجن بتهمة الإبتعاد عن الممارسات الديمقراطية بعملية إنقلاب عسكري بقيادة ضياء الحق وتم إعدامه عام 1979. الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي سعى لبناء دولة قوية مستقلة السيادة والقرار .أعاد مصر لصدارة المشهد العربي والإسلامي بعد سنوات من الإنزواء والضعف. استلم الرئاسة عام 2011 ليستيقظ في يوليو 2013 على إنقلاب عسكري زج به في السجن بتهمة التخابر مع حركة حماس. أقلقة سياسته الدول الأجنبية منها والعربية ،سحب سفيره من سوريا وساند بشكل مباشر المقاومة الفلسطينية مما جعل الحكومة الاسرائيلة توافق على مطالب المقاومة كاملة. طرق مرسي أبواب خطرة في عالم السياسة وتعدى خطوط حمراء في نظر الدول العظمى لم يجرؤ أحدا أن سبقه والتي كانت سبباً في الإطاحة به من منصبه بتآمر دولي وإقليمي وهاهو الآن منتظرا مصيره خلف اسوار السجن وفي دهاليز المحاكم . حسب شهادة مهندس القنبلة النووية الباكستانية عبد القادر خان" أن الرئيس مرسي سافر إلى روسياوالهندوباكستان واتفق مع الروس على إعادة تشغيل مفاعل نووي مصري بتخصيب يورانيوم يسمح بتوليد الكهرباء وإنشاء مفاعل آخر' تتسلمه مصر بعد ثلاث سنوات لذات الغرض" سياسة جريئة وخطوات متزنة ونظرة خارقة إهتز لها ملوك ورئساء خوفا. مهما تتعددت الأسباب وختلف الزمان وتشابة السياسات فطريقة العزل واحدة.