الكثير من رواد مواقع التواصل والناشطين ايدوا وباركوا قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بنقل البنك المركزي الى عدن والواضح في الامر انه ليس لديهم الفهم والوعي الكافي بالية عمل البنك المركزي وتعقيداته المصرفية. لست ضد نقل البنك المركزي لعدن ولكن برأيي لا يوجد شي عملي اسمه نقل البنك المركزي. كان الاجدر بالحكومة الشرعية التحرك في اطار الحرب الاقتصادية مع المليشيات الانقلابية الاخذة بزمام الامور في صنعاء بما فيها البنك المركزي اليمني، ومخاطبة صندوق النقد الدولي وباقي البنوك العالمية على غرار خطاب سابق تم عمله من قبل الحكومة الشركة للبنك الدولي، ومحاولة اقناعهم بايقاف وبطلان التعامل مع البنك المركزي اليمنيبصنعاء الواقع في قبضة المليشيات الانقلابية. على ان يكون البديل بعد موافقة هذا الجهات هو بنك مركزي جديد بعدن باسم مصرف اليمن المركزي (من باب التغيير ) يخضع تحت سيطرة الحكومة الشرعة المعترف بها دوليا بعد الغاء جميع حلقات التواصل المحلية والدولية للبنك المركزي اليمنيبصنعاء. قد يبدو الامر نظريا جيد، لكن على ارض الواقع و قبل ذلك من اين ستمول الحكومة البنك المركزي الجديد، هل هي قادرة على تأمينه اولا، وهل هي قادرة على جلب ودائع خارجية من دول الخليج مثلا، وهل هي قادرة على تحصيل مستحقات البنك المركزي اليمني الخارجية اليه، وهل هي قادرة على تصدير النفط من المناطق المحررة، وهل هي قادرة على تسويقه وتحصيل عائداته للبنك المركزي الجديد اصلا، وهل هي قادرة على كسب ثقة البنوك المحلية وبالتالي الجمهور بتغيير قنوات التعاملات النقدية لتكون عبر البنوك التجارية وهو الاساس في التعامل حيث موقعها الطبيعي وبالتالي كبح جماح السوق الموازية (السوداء) التي لم ترحم العملية اليمنية وأفقدتها الكثير من قيمتها. عند الرد على هذه التساؤلات بالإيجاب عندها سنبارك هذا القرار للرئيس هادي والذي بدوره سيثمر في خنق المليشيات اقتصاديا. بالتالي كسب اوراق أخرى في اطار الحرب الشاملة مع المليشيات الانقلابية لصالح الشرعية.